إن حامي الوطن يعرف جيدا كيف يحميه، وإن من حوله ممن يحملون المسؤولية الثقيلة من «الكبار» يعرفون ماذا يفعلون، ولكن أحيانا من كثرة حب المواطن الحق على وطنه فإنه يضع يده على قلبه كلما حدثت حادثة أو لاح تهديد، أو تهاوت محاولة عبثية للنيل من الوطن. الله يصبحك بالخير يا أبا متعب. وجعل الله عيدك أعيادا. وحقق لك كل الأمنيات التي تتمناها لوطننا. والله يطمنك بالخير كما طمأنتنا. نحن نعرف ماذا تفعل، ولكن أحيانا الصوت العالي يكون أكثر وقعا في القلوب. في يوم العيد، أنت تقول: «نؤكد حرصنا على حماية الأمن الوطني للمملكة مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابية أو غيرها من أعمال قد تخل بأمن الوطن، وقد اتخذنا كافة الإجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه واستقرار شعبنا السعودي الأبي» نعم يا أبا متعب. هناك وطن. وهناك أمن وطني. وهناك شعب أبي يستحق الحفاظ عليه وعلى مكتسباته، وهي رسالة قوية لـ «القلة» التي لا تؤمن بوطن. وهي برد وسلام على قلوب الخائفين على الوطن عندما تؤكد بأن «كافة الإجراءات قد اتخذت». وهذه القلة هي التي يتحقق فيها قولك إنهم « أشد خطرا وأعظم أثرا وأعمق من الأعداء الذين يتربصون في العلن». هؤلاء هم «أصحاب المطامع والأهواء المتدثرين بعباءة الدين والدين منهم براء» كما وصفتهم. لكم مارس هؤلاء الغش والخديعة، والكذب والزيف. ولكم اقترفوا أبشع الخطايا وأشنع الآثام باسم الدين، ولكم ضللوا الطيبين وجعلوهم كالسائمة التي تساق دون وعي، ولكم أحرقوا حقولا من الشباب الندي الذي كان بإمكانه أن يكون مشروعا إيجابيا في الوطن الأبي. لقد جعلت عيدنا عيدين يا أبا متعب. عيد الله، وعيد الوطن. وأما رسالتك لإخوتك وأبنائك في العالم الإسلامي، فلعلهم يسمعوها، حتى لا يقل القليل، ويهون الأهون. لعلهم يستوعبون قولك بأنه لم يكن يحدث ما حدث لولا وجود فئة حرفت نصوص الشرع القويم وغيرت دلالاتها وتأويلاتها لخدمة أهدافها ومصالحها الشخصية، فضلت وأضلت. هذا هو الزمن الرديء الذي تلوث فيه المقدس النقي تحت عباءات تستغفر الله في الفضائيات وتمارس أبشع الأفعال في حقه وحق خلقه. وبصدق يا أبا الكل: لم يعد يهمنا أحد في هذا الوقت، غير الوطن. شاء من شاء وأبى من أبى. كفانا حرصا على الآخرين، وليكن حرصنا كله على هذا الوطن.
مشاركة :