قتل ثلاثة أشخاص على الأقل في اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ومقاتلين من حركة الحوثي المسلحة بالعاصمة اليمنية صنعاء في عنف لم يسبق له مثيل داخل التحالف الذي يقاتل تحالفا تقوده السعودية. قتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ومسلحان من الحوثيين في اشتباكات غير مسبوقة في العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الطرفين، بحسب ما أعلن حزب صالح والحوثيون. ووقعت الاشتباكات بين الحليفين في حي جولة المصباحي في جنوب العاصمة مساء السبت عند نقطة أمنية، وذلك بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين على خلفية اتهامات متبادلة بالخيانة. وتنذر أعمال العنف غير المسبوقة بين الحليفين اللذين يخوضان منذ أكثر من عامين حربا ضارية ضد قوات الحكومة المعترف بها والمدعومة من تحالف عسكري عربي بقيادة المملكة السعودية، بتصعيد خطير يضع صنعاء على حافة حرب جديدة. وقال حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه الرئيس السابق في بيان إن العقيد خالد الرضي تعرض "للغدر والنهب" في حي جولة المصباحي "أثناء عودته من مقر عمله والذهاب إلى بيته". ولم يسم البيان الحوثيين، واكتفى بالإشارة إلى أنه قتل على يد "جماعة لا يعرفون الأخلاق والعهود والمواثيق"، معتبرا أن "السكوت على هذه الحادثة قد يفتح الباب لجرائم كثيرة من هذا النوع إذا تم التهاون مع القتلة". وحذر الحزب النافذ من أن الحادثة قد تفتح "باب الفتنة لا سمح الله والتي من الصعب إيقافها". وكان الرضي أحد خبراء القوات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب حتى العام 2012، وعين قبل نحو ستة أشهر من قبل المؤتمر الشعبي العام نائبا لرئيس دائرة العلاقات الخارجية. من جهتهم، قال الحوثيون بحسب ما نقلت عنهم وكالة الأنباء "سبأ" المؤيدة لهم إن "عناصر مسلحة" قامت مساء السبت بمهاجمة نقطة أمنية في الحي، وإن "اثنين من أفراد الأمن واللجان الشعبية (المسلحون الحوثيون) استشهدا جراء الاعتداء على النقطة الأمنية". وذكرت وكالة الأنباء أنه "يجري حاليا استكمال حل المشكلة ولا يوجد ما يبعث على القلق". وكان الرضي أحد خبراء القوات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب حتى العام 2012، وعين قبل نحو ستة أشهر من قبل المؤتمر الشعبي العام نائبا لرئيس دائرة العلاقات الخارجية. ومنذ أسابيع، تشهد صنعاء توترات بين القوات المؤيدة لصالح والحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ أيلول/ سبتمبر 2014. والخميس، أحيا مئات آلاف اليمنيين من مناصري صالح في المدينة الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه، في استعراض كبير للقوة. وعكست أعداد المناصرين النفوذ الكبير الذي لا يزال يتمتع به صالح و"المؤتمر"، الحزب القومي الذي حافظ على حضوره القوي رغم النزاع المسلح وحركة الاحتجاج التي أجبرت زعيمه قبل خمس سنوات في فترة "الربيع العربي" على مغادرة السلطة بعدما حكم البلد الفقير لعقود. وظهرت إلى العلن بوادر انشقاق بين صالح والحوثيين بعدما اتهمه هؤلاء بـ"الغدر"، مؤكدين أن عليه تحمل تبعات وصفه لهم بـ"الميليشيا". ح.ز/ س.ك (أ.ف.ب / رويترز)
مشاركة :