اقتربت القوات العراقية من السيطرة على كامل تلعفر، بعد معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم داعش، وفرار مسلحي التنظيم المتشدد إلى سنجار. ونجحت القوات مدعومة بعناصر الشرطة في اختراق المدينة بالكامل وتطويقها، وتحرير كافة أحيائها من مسلحي داعش، فيما أكّدت مصادر ميدانية فرار مسلحي داعش من آخر حيين كانوا يتمركزون داخلهما في تلعفر. واستعادت القوات العراقية أمس السيطرة على مركز تلعفر وقلعتها التاريخية الواقعة وسط هذه المدينة، في اليوم السابع من بدء هجومها على أحد آخر معاقل تنظيم داعش. وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب الذي دخل مركز المدينة من المحور الجنوبي انتهاء مهامه القتالية، فيما أعلنت الشرطة الاتحادية التي تتولى المحور الشمالي الغربي، انتهاء مهامها القتالية كذلك. وقال عباس راضي أحد المقاتلين: «في البدء كان الإرهابيون يرسلون سيارات مفخّخة ويطلقون قذائف الهاون، لكنهم يلجأون الآن خصوصاً إلى القناصة». وأكّد قائد عمليات «قادمون يا تلعفر» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، أنّ «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي القلعة وبساتين تلعفر وترفع العلم العراقي على أعلى بناية في القلعة». وفيما شدّد يار الله على أنّ العمليات العسكرية مستمرة إلى حين إكمال ناحية العياضية والمناطق المحيطة، توشك القوات العراقية المتقدمة من كل المحاور الانتهاء من معركة تلعفر بعد استعادة معظم أحيائها بشكل سريع وضمنها قلعة تلعفر التاريخية. بدورهم، أوضح القادة العسكريون في الجبهة، أنّ استعادة السيطرة على تلعفر ستكون أسرع بكثير من الموصل، ووعدوا بإمكان الاحتفال بالنصر قبل عيد الأضحى.أيام لا أسابيع على صعيد متصل، قال الخبير الأمني أحمد الشريفي، إنّ المعطيات على أرض المعركة تشير إلى أن المدة الزمنية التي تمّ تحديدها أطول من المتوقع، وبالإمكان إحراز تقدم أكبر بكثير، متوقعاً أن يستغرق تحرير تلعفر أياماً وليس أسابيع، مشيراً إلى أن تكتيكات إدارة المعركة تهدف إلى تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين أو البنى التحتية. وأضاف أنّ التنظيم انهار على المستوى المعنوي والقتالي لغياب القيادة المركزية له، بمقابل تنامي وتطور في المهارات القتالية والقيادية لقطعات الجيش العراقي، مع وجود تعبئة شعبية.هروب دواعش إلى ذلك، نقلت مصادر إعلامية عراقية عن شهود عيان قولهم، إنّ قوافل من عناصر تنظيم داعش غادرت خلال الأيام الأخيرة، قضاء تلعفر إلى جهات مجهولة من دون قتال. ووفق المصادر فقد ضمت القوافل عوائل التنظيم وعناصره أيضاً مع السلاح الخفيف.قرب تحرير سياسياً، قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لورديان في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد: «هي مرحلة انتقالية بين الحرب التي تقترب من نهايتها، وبداية عمليات الاستقرار والإعمار في العراق». بدوره، أعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أن القوات العراقية طردت مقاتلي تنظيم داعش من 70 في المئة من تلعفر.
مشاركة :