غزة.. أزمة الكهرباء تفاقم مشكلة تلوث البحر وتهدد حياة السكان

  • 8/27/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

سلطت وفاة الطفل محمد السايس -إثر تسممه بعد سباحته في بحر غزة- الضوء على تزايد التلوث بمياه الصرف الصحي، لتوقف محطات المعالجة عن العمل، جراء تفاقم أزمة الكهرباء في قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ أكثر من عقد. توفي محمد -ابن الخمسة أعوام- نهاية يوليو، بعد أيام من نقله إلى المستشفى، مصاباً بإعياء مع أشقائه، بعد أن سبحوا في البحر، الذي تصب فيه المياه العادمة، وحيث تصل نسبة التلوث قرب الشاطئ إلى 73 %، ببعض الملوثات الفتاكة، ولا سيما الجراثيم المسببة للمرض، حسب سلطة جودة البيئة في غزة، واستناداً إلى فحص عينات من مناطق مختلفة. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الطفل أصيب بتسمم، بسبب ابتلاع مياه البحر الملوثة، وتحدثت عن إصابته بجرثومة «أحدثت تلفاً في الدماغ»، دون مزيد من التوضيح. لكنها قالت إن مستشفيات القطاع قدمت العلاج لعشرات الحالات، التي أصيبت بالتسمم بعد السباحة في البحر هذا الصيف. ويشرح والد الطفل السايس أن العائلة توجهت إلى البحر في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب غزة. وقال: «أولادي سبحوا في البحر طيلة اليوم، لكن، بعد عودتنا للمنزل أصيبوا جميعاً بإعياء شديد.. قمت بنقلهم للمستشفى، لكن، محمد توفي بعد أيام». ويصب 23 مصرفاً لمياه المجاري المياه المبتذلة على شواطئ القطاع الفقير، الممتدة لنحو أربعين كيلومتراً. 100 ألف متر مكعب وتعمل محطات معالجة المياه العادمة بربع طاقتها، نتيجة أزمة الكهرباء، بحسب تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان، وهي لذلك، تصب «100 ألف متر مكعب من مياه المجاري -على الأقل- يومياً في البحر». وقدرت الأمم المتحدة أن قطاع غزة سيصبح مكاناً غير صالح للعيش بحلول 2020، لكن تقريراً حديثاً قال إن الكارثة وشيكة. وقرب بلدة بيت لاهيا -المحاذية للحدود الشمالية مع اسرائيل- تنبعث رائحة كريهة، من مضخة رئيسية لمعالجة مياه المجاري والصرف الصحي، وسط برك تجميع كبيرة للمجاري. ويقول موظف في المضخة: «نضطر لضخ كميات كبيرة من المجاري في البحر، بسبب أزمة الكهرباء، حتى لا تطفح، وتغرق المزارع، ومنازل المواطنين القريبة». ويقول أحمد حلس -المسؤول في سلطة البيئة-: «شاطئ بحر غزة ملوث.. وصل هذا التلوث حتى إلى الشواطئ جنوب تل أبيب، حيث أغلق شاطئٌ الشهر الماضي لهذا السبب. وحددت منظمة تابعة للأمم المتحدة أحد عشر مكاناً ملوثاً على شاطئ البحر في القطاع، لا تصلح للسباحة، تشكل ثلثي شواطئ القطاع. وقال حلس إن «تداعيات الحصار والانقسام زادت من المشاكل الكارثية، خاصة أن محطات معالجة المجاري -وعددها 12- لا تعمل، في ظل أزمة الكهرباء». وفي مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، لجأ همام (34 عاماً) لشراء الماء من عربة مياه، ليستحم به أطفاله الأربعة أمام منزله، المطل على البحر، قبالة مصب لمياه المجاري على الشاطئ. ويقول همام: «نحن مضطرون لشراء مياه مفلترة للشرب والاستحمام، لأن المياه التي تصل إلى المنازل غير صالحة، لا للشرب ولا للاستحمام، ومياه البحر ملوثة بالمجاري».;

مشاركة :