قد تكون الزيارة الأخيرة لوزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون مرحّبا بها من ساسة ليبيا ورجلها القوي الفريق خليفة حفترالذي يسيطر على شرق البلاد، لكن كان للجوق العسكري في مدينة بنغازي رأي آخر. فقد فوجئ الوزير البريطاني بعزف سيء للسلام الوطني البريطاني الذي يحمل عنوان “فليحفظ الله الملكة”. لكن أفراد الجوق لم يتركوا للحفظ مكانا وكادوا أن يقتلوه. وقد أثارت صور عزف السلام الوطني لجلالة الملكة التي بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي سخرية الكثيرين في بريطانيا ومنهم من ربط بين الحادثة وبين ضيف ليبيا نفسه الذي طالما تسبب في إحراج بلاده عبر بعض تصريحاته ومواقفه المثير للجدل. وكان الوزير البريطاني أوّلَ مسؤول غربي رفيع المستوى الذي يلتقي المشير حفتر في زيارة عنوانُها تشجيع الأطراف الليبية المتصارعة على الجلوس إلى طاولة الحوار. وتعهد أثناء زيارته بمساعدة مالية قدرها تسعة مليون جنيه إسترليني للمساهمة في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وقد صرح جونسون قد إثر عودته إلى بلاده أن بريطانيا قد بالغت في تفاؤلها بشأن مستقبل ليبيا وبأن انتخابات عام 2014 قد زادت الأمور سوءا. كما دعا كافة الأطراف الليبية إلى نبذ ما سماها الأنانية وقال في هذا الشأن:” إن الساسة الليبيين بحاجة لأن يضعوا مصالحهم الشخصية والأنانية جانبا والاتفاق لما فيه خير البلاد وأن يمنحوا تأييدهم للخطة الأممية”. وكانت بريطانيا رأس الحربة في الإطاحة بنظام الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي عام 2011 دخلت البلاد بعدها في فوضى أمنية وسياسية حوّلتها إلى دولة فاشلة على أبواب أوروبا تقض مضاجع قادة دول جنوب المتوسط بسبب قوارب الهجرة غير الشرعية الآتية عبر الشواطئ الليبية والتحديات الأمنية المترتبة عن هذه الظاهرة. وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا قد حذر أوروبا من خطر التهديدات الإرهابية لو أنها لم تسرّع في مساعدة ليبيا على التغلب على آفة الهجرة غير الشرعية.
مشاركة :