فيما كشفت تركيا إمكان شنها عملية مشتركة مع إيران ضد المقاتلين الأكراد، تبنت قناة الجزيرة القطرية هذا التوجه، وتوقع مراقبون أن تكون الدوحة رأس حربة برفقة أنقرة وطهران في حربهما ضد الأكراد، خاصة بعدما أظهرت قطر نواياها بالانسلاخ من محيطها العربي. لمعت قناة الجزيرة الذراع الإعلامية لتنظيم الحمدين النوايا التي كشف عنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بإمكانية شنه عملية مشتركة مع إيران ضد المقاتلين الأكراد، مؤكدا بذلك أن الأمر مطروح على الدوام، يأتي ذلك بعد أن توقع مراقبون أن تكون الدوحة لاعبا جديدا برفقة أنقرة وطهران في حربهما ضد الأكراد. وقال الخبير والمحلل السياسي خالد الزعتر في تصريحات إلى «الوطن» إن القضية الكردية مثلما كان لها تأثير على الوضع الداخلي لكل من إيران وتركيا كان لها تأثير على السياسة الخارجية لكل من البلدين، وبخاصة تجاه دولتي العراق وسورية اللتين توجد فيهما أقليات كردية، وهذا ما يظهر من خلال تعامل البلدين مع أزمتي العراق وسورية، مضيفاً: «ولذلك نجد أن تركيا وإيران كانا تركزان في مواجهة القضية الكردية على البعد الخارجي في محاولة للسيطرة على الوضع، حتى لا يكون له تأثير وانعكاس على الوضع الداخلي». الأكراد والإرهاب وبين أنه عند الحديث عن التهديدات التي تواجهها المنطقة والتي تأتي من مصدر واحد وهو الإرهاب، وفي وقت يصب العالم اهتمامه على محاربة داعش، نجد أن تركيا وإيران تركزان على القضية الكردية، ما يؤكد أن القضية الكردية هي الخطر الذي ترى هاتين الدولتين أنه يستهدفهما ويهدد أمنهما واستقرارهما، وليس تنظيم داعش الإرهابي. وأشار الزعتر بأن القضية الكردية واحدة من الملفات التي ساهمت في توطيد العلاقات بين أنقرة وطهران، ولذلك نجد أنه بالرغم من دعم إيران للنظام في سورية ودعم أنقرة للمعارضة، وكذلك دعم إيران للحكومة العراقية حتى وهي في أوج توترها مع الحكومة التركية، إلا أن التعاون والتنسيق كان قائماً بين البلدين فيما يخص ضرب القوة الكردية وتحجيم دورها. طرف جديد وأبان أن تركيا تسعى لتوجيه ضربة عسكرية مشتركة مع إيران ضد الأكراد في هذا التوقيت لكبح جماح القوة الكردية، وبخاصة بعد أن أعاد إقليم كردستان العراق القضية الكردية إلى الواجهة من خلال تجدد الدعوة للاستفتاء على الاستقلال. وأكد الزعتر أن الدوحة ستكون الطرف الجديد في الحرب ضد الأكراد بجانب إيران وتركيا خاصة بعدما أظهرت قطر نواياها بالانسلاخ عن محيطها العربي.
مشاركة :