في الوقت الذي يشيد فيه الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني وهو أحد الشخصيات النافذة بدولة قطر عبر تغريداته بجهود المملكة البارزة لتسهيل دخول الحجاج القطريين للمملكة لأداء فريضتهم الايمانية، ومطالبته المسؤولين في قطر بأهمية رفع الحجب عن الرقم المخصص لغرفة عمليات خدمة الشعب القطري بالمملكة، وأن الحجب كما قال ربما حدث عن غير قصد. في هذا الوقت وتزامنا مع محاولات وسيط الخير القطري لتقريب وجهات النظر بين ساسة قطر والدول الداعية لمكافحة الإرهاب نرى بالأعين المجردة تصريحات السفير القطري لدى طهران والمعين مؤخرا بعد اعلان أولئك الساسة عن زيادة حجم التعاون بين الدوحة وطهران في مختلف المجالات والتي يستشف منها النيل من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ومحاولة خلط الأوراق وتعمية الرأي العام عن المراوغات السياسية القطرية للتنصل تماما من دعم الدوحة لظاهرة الإرهاب بكل أشكال الدعم وصوره ومسمياته وأهدافه الشريرة. لقد رحبت المملكة كما أشار الوسيط القطري بالحجاج القطريين وكان لجهود خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أثرها البالغ في تسهيل أمور أولئك الحجاج وتذليل الصعوبات التي واجهتهم إلى أن وصلوا إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، ونجحت الوساطة القطرية الخيرة لتيسير أمور الحجاج القطريين، وثمنت القيادة الرشيدة بالمملكة تلك الوساطة وأبدت حرصها الشديد على مصالح الشعب القطري رغم الخلافات السياسية الناشبة مع ساسته. وليس من الأسرار القول إن المملكة نادت مرارا وتكرارا بعدم تسييس فريضة الحج وأن العلاقة بين أداء هذه الفريضة والخلافات السياسية مفصومة تماما، غير أن الدوحة ما برحت تعمل على تسييس هذه الفريضة من خلال سلسلة من الابتزازات السياسية المكشوفة لعل من بينها منع الطائرات السعودية التي أمر خادم الحرمين الشريفين بنقل الحجاج القطريين عبرها من النزول في مطار الدوحة. ساسة قطر مازالوا يستمرون بتلك التصرفات الهوجاء التي تدل في مجموعها على مراهقة سياسية يمارسونها للخروج من أزمتهم الخانقة ليس بسبب تمسك الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بمطالبها العقلانية من الدوحة والتي لا تزال مهمشة ومعلقة، بل بسبب العزلة الدولية المضروبة حول الدوحة بسبب اصرارها عن سابق تعمد على معاضدة الإرهابيين ودعم ظاهرة الإرهاب دون حدود أو سدود. السباحة ضد التيار والتغريد خارج السرب ومزاولة المناورات السياسية لن تجدي نفعا في عودة العلاقات بين الدوحة وسائر دول العالم، فالظاهرة التي تؤيدها قطر وتسعى لتمويلها سياسيا وماليا واعلاميا هي ظاهرة ممقوتة ومرفوضة من كافة دول العالم المحبة للأمن والاستقرار، وتلك المناورات سوف تؤدي إلى مزيد من عزلة الدوحة عن العالم وإلى المزيد من الأزمات الاقتصادية التي مازالت علاماتها تطفو على السطح.
مشاركة :