شهد قطاع الطاقة تداولات مستقرة، حيث ساعد ارتفاع أسعار البنزين، جراء المخاوف من إعصار هارفي، في التعويض عن الخسائر الصغيرة التي تكبّدتها أسعار النفط الخام. وحسب تقرير صادر عن "ساكسو بنك"، اتسمت تداولات المعادن الثمينة بالهدوء، وسعى الذهب لتخطي المقاومة الرئيسية بانتظار أخبار الاجتماع السنوي لمسؤولي البنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومينغ. ومع ذلك، تركز معظم التداولات من جديد على المعادن الصناعية. وبقيادة الزنك والألمنيوم، لامس مؤشر "بلومبيرغ" للمعادن الصناعية أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2014، وارتفع الآن في ثمانية من الأسابيع العشرة الماضية. كما ارتفعت أسعار البنزين مع شروع المصافي على ساحل الخليج بإيقاف عملياتها قبيل وصول إعصار هارفي المتوقع في وقت متأخر من يوم الجمعة. وأدى ازدياد وتيرة ارتفاع أسعار المعادن الصناعية إلى دفع الصين نحو الاكتتاب على مزيد من أسهمها. وشكلت المساعي الصينية لإغلاق مصانع الصهر ذات مستويات التلوث المرتفعة للحد من تلوث الهواء الدافع وراء الزيادة المفاجئة لأسعار المعادن طوال شهر، وليس أقلها الألمنيوم والزنك. وقد ساعد الجمع بين تخفيض حجم العرض وتصاعد مستوى الطلب في إطلاق موجة مضاربة في بورصات العقود الآجلة في الصين وحول العالم. تدابير مناسبة وتنتشر عمليات التداول التي تتسم بقدر كبير من المضاربة في الصين؛ واضطر المشرعون مرة أخرى إلى التدخل واتخاذ التدابير المناسبة، مثل تقليص حدود المراكز والهوامش الأعلى للقضاء على التعاملات المضاربة، وتشجيع المستثمرين على توخي الحيطة والحذر والتصرف بعقلانية. ونجح النحاس في الاستفادة من الارتفاع، ولامس أعلى مستوياته منذ عامين تقريبا على التبادلات في نيويورك ولندن. وأصبحت الصناديق المضاربة على الأسعار الأكثر ارتفاعاً في النحاس عالي الجودة الآن أكثر انكشافاً منذ أن بدأت السجلات في عام 2006. وعلى مدار الشهر الماضي، حافظ ارتفاع حجم الإنتاج وانخفاض مستوى المخزونات على أسعار خام غرب تكساس الوسيط حول 48.50 دولارا للبرميل. وحتى الآن خلال شهر أغسطس، ضاق نطاق التداولات هذا ليتراوح بين 48.50 دولارا للبرميل بالاتجاه التصاعدي والمتوسط المتحرك لمدة 50 يوماً نحو الاتجاه الهبوطي، ليصل حالياً إلى 46.70 دولارا. ومع اقترابنا من شهر سبتمبر، تبدو المخاطرة/ المكافأة متحيزة بشكل متزايد نحو الجانب الهبوطي. ويمكن أن يدفع التحول نحو الاتجاه التصاعدي الأسواق نحو إعادة النظر في سعر 50 دولارا للبرميل، مما قد يؤدي إلى زيادة أنشطة التحوط من المنتجين الأميركيين، فيما قد تنطوي مخاطر التحول نحو الاتجاه الهبوطي على مخاطر قد تسبب موجة بيع رابعة من الصناديق التي تحتفظ بأكبر قدر من صافي العقود على المدى البعيد في خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط منذ 14 مارس. كما ينبغي النظر في السلوكيات الموسمية حيث تظهر ذروة السوق عادة خلال الأسبوع الأول من سبتمبر قبل دخول السوق إلى موسم الطلب المنخفض. تداولات هادئة وبناء على هذا الافتراض، تتجلى أكبر المخاطر في تدهور التوقعات من فنزويلا وفرض عقوبات أميركية تهدف إلى معاقبة الحكومات، فيما يواصل الرئيس نيكولاس مادورو تقويض حق الشعب الفنزويلي في تقرير مصير البلاد. ويمكن لأي عمل يحد من قدرة فنزويلا على تصدير النفط الخام أن يوفر بعض الدعم على المدى القصير. وخاض الذهب أسبوع تداولات هادئة لم تخل من التوتر في نطاق ضيق نسبياً بين 1280 و1295 دولارا للأونصة. وقد أدى الإخفاق حتى الآن في تحقيق خرق مستدام فوق أعلى المستويات للعام إلى تشكيل حالة من التخوف لدى صناديق التحوط والمتداولين من إمكان إطلاق عملية تصحيح بعد ذلك. ولكن حتى الآن، حظي السوق بالدعم المعتاد تقريباً، الذي وفرته البيانات والتصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي. وقد ساعدت تهديدات ترامب بتعطيل عمل الحكومة ما لم يتم إيجاد الأموال الكافية لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك في إعاقة انتعاش المخزونات وأسعار الدولار. وفي الاجتماع السنوي لمسؤولي البنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومينغ يوم الجمعة، لعبت الكلمات التي ألقتها جانيت يلين، رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي؛ وماريو دراغي، رئيس البنك المركزي الأوروبي، دوراً مهماً في الحفاظ على تحديد نطاق أسعار الذهب، وتترقب السوق الأدلة على وتيرة التشديد النقدي في الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة اليورو. ولاتزال النظرة الفنية للذهب واضحة جداً. ومن المرجح أن يؤدي حصول اختراق مستدام للأسعار فوق عتبة 1295 دولارا للأونصة إلى ارتفاعها بشكل أكبر وفوري، في حين قد ينطوي حصول اختراق أقل من الاتجاه التصاعدي منذ يوليو إلى مخاطر تدفع نحو تخفيض جديد للعقود طويلة الأجل، مما ينعكس سلباً على الأسعار. وحافظت الأسواق على مستوى جيد خلال الأسبوع الماضي، بالرغم من فشلها في الارتفاع، مما يشير إلى رغبة المستثمرين في مواصلة البحث عن التنويع، وفي بعض الحالات، التوجه نحو الملاذ الآمن وسط الشكوك بشأن اتجاه فئات الأصول الأخرى، والأسهم بشكل ملحوظ. وتأتي أكبر المخاطر المحتملة على التوجه التصاعدي للذهب من ارتفاع تداولات الشراء باليورو بالمقارنة مع الدولار. وأي تخفيض في هذه الرهانات يمكن أن يعزز أسعار الدولار، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار المعادن الثمينة. ويمكن أن يؤدي التحرك فوق مستوى 1295 دولارا للأونصة إلى رؤية الذهب مستهدفاً أعلى مستوياته في الولايات المتحدة بعد الانتخابات، وهو 1337 دولارا. وتحت عتبة 1280 دولارا، قد تشير مستويات التصحيح الفنية إلى 1264، تليها 1253 دولارا للأونصة.
مشاركة :