قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إنه لن يسمح بتكرار «الخطأ» الذي وقع خلال إتمام صفقة الجندي غلعاد شاليط، التي جرى التوصل إليها عام 2011 مع حركة حماس، وأفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي بعد 5 سنوات من أسره، مقابل أكثر من ألف أسير وأسيرة فلسطينيين.وتعهد ليبرمان بأن إسرائيل لن تقوم بالإفراج عن أسرى أمنيين فلسطينيين مقابل إطلاق سراح مواطنين إسرائيليين ورفات جنديين تحتجزهم حركة حماس.وكان ليبرمان يعلق على استقالة ليئور لوتان، مسؤول ملف الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية من منصبه، وممثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الإشراف على الجهود لإعادتهم من قطاع غزة.وتحدث ليبرمان عن الجهود التي بذلها لوتان، مشيرا إلى أنه يتفهم الانتقادات التي وجهتها عائلتا الجنديين، أورون شاؤول، وهدار غولدن، المفقودين بغزة.وتقول إسرائيل إنها فقدت جنديين خلال الحرب الأخيرة في قطاع غزة، لكنهما قتلا، وهما جثتان تحتجزهما حركة حماس.لكن حماس لم تعط معلومات، وتقول إنها تحتجزهما إلى جانب إسرائيليين آخرين تسللا إلى غزة، أحدهما بدوي من أصول فلسطينية يدعى هاشم السيد، والآخر يهودي من أصول إثيوبية يدعى أفراهام منغستو.وأكد ليبرمان التزامه الشخصي بإعادة الجنود والمدنيين الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة الذين تحتجزهم حماس، وقال: «يجب ألا نسمح بتكرار الخطأ في صفقة شاليط، حين أطلق سراح 1027 (إرهابيا)؛ من بينهم قتلة ووكلاؤهم، أحدهم كان محمود القواسمي الذي أطلق سراحه إلى غزة، ومول وخطط لخطف الشبان الثلاثة قرب الخليل عام 2014، ويحيى السنوار الذي أصبح زعيما لحماس في غزة، ويضع شروطا قاسية تمنع تقدم أي صفقة مهما كانت».وتابع: «من المهم أيضا أن نتذكر أن 202 من سجناء صفقة شاليط تم إعادة أسرهم لتورطهم في هجمات إرهابية، منهم 111 لا يزالون في السجون الإسرائيلية، تورط بعضهم بقتل 7 إسرائيليين بشكل مباشر أو غير مباشر... لذلك قبل تعيين بديل للوتان، يجب اعتماد تقرير (لجنة شيمغار) كاملا، ورسم حدود واضحة تلتزم بها دولة إسرائيل، والوقوف بقوة ضد أعدائنا، لكي نوضح لهم أنه ليست لدينا نية للقبول بالتنازل بما يمس بأمن إسرائيل».و«لجنة شيمغار» هي لجنة جرى اعتمادها لإتمام صفقة الجندي شاليط، وقدمت توصيات تتضمن قيودا ومعايير محددة غير معلنة، لإتمام أي صفقة تبادل في المستقبل. وسربت حينها وسائل إعلام عبرية بعضا من تلك المعايير التي تتعلق بعدم مبادلة جثث الجنود بأسرى أحياء، أو إطلاق سراح أسرى متورطين بقتل إسرائيليين، أو إطلاق سراح آلاف الأسرى مقابل أسير إسرائيلي واحد.وإثر تصريحات ليبرمان هاجمته عائلات الجنود الإسرائيليين المفقودين بغزة. وقالت زهافا شاؤول، والدة الجندي أورون شاؤول، ساخرة من تصريحات ليبرمان: «المجد لدولة إسرائيل التي يشجع وزير دفاعها التخلي عن جنود الجيش. ليبرمان يشجع بشكل واضح ترك الجنود وإهمالهم ويمنع الأغلبية الصامتة من أن ترسل أبناءها إلى المعارك».وقالت عائلة الجندي هدار غولدن، إن ليبرمان فقد الشعور والإحساس بما تشعر به العائلة. واتهمته والحكومة الإسرائيلية بالفشل وعدم التقدم بأي خطوات لإعادة الجنود من غزة.ودخل سياسيون على خط الجدل، فقال عضو الكنيست عن الليكود، ميكي زوهار، إنه يجب عدم تغيير القواعد ما دام هناك جنود في الأسر لدى حماس، في إشارة إلى دعوة ليبرمان لاعتماد تقرير «لجنة شيمغار».ومن المقرر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي يفترض أنه وصل إلى إسرائيل، مع عائلات الجنود الإسرائيليين المفقودين بغزة.
مشاركة :