«دولة قطر لم تشأ أن تقابل بالمثل سلوك دول الحصار، بل اختارت النهج الهادئ وتجنبت تصعيد الموقف في المنطقة التي لا تحتمل المزيد من التصعيد»، بهذه الكلمات المعبرة، لخص سعادة الشيح محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، الاستراتيجية القطرية في التعامل مع السلوك العدواني وحصار دول الحصار، إذ يشهد القاصي والداني نجاح الدبلوماسية القطرية في شرح القضية وأبعادها وتفنيد ادعاءات «الحصار»، والتي أضحت غير منطقية أبداً ولا مبررة بالنسبة للأميركيين أو الروس أو الأوروبيين.الرقم «17» هو حصيلة الزيارات الخارجية التي قام بها سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لدول العالم الشقيقة والصديقة منذ إعلان إجراءات الحصار الجائر على دولة قطر.. أما الرقم «15» فهو حصيلة استقبال مسؤولين ذهبوا للدوحة لكي تطمئن قلوبهم بعد مزاعم دول الحصار وافتراءاتها، فخرجوا منها مقتنعين بأنه لا شيء بني على هذه الأزمة أصلاً.. والرقم «9» هو حصيلة الحوارات الصحفية التي أجراها سعادته فنّد خلالها كل كبيرة وصغيرة وكل شاردة وواردة وأسئلة صعبة كانت تقبع في أذهان الصحافيين بمنتهى الشفافية والوضوح، لتخرج صحف العالم ولسان حال مسؤولي الأرض لدول الحصار: «هاتوا أنتم برهانكم».. ذلك غير الاتصالات الهاتفية التي لم تنقطع إلى الدوحة ومنها للعالم المتحضر. 17 زيارة خارجية منذ إعلان الحصار الجائر على دولة قطر، قام سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بـ 17 زيارة خارجية، زار خلالها عواصم العالم بدءاً من برلين وحتى نيودلهي، والتقى خلالها بعشرات المسؤولين في هذه الدول بالإضافة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة. برلين وموسكو فمنذ الخامس من يونيو لم يضيع سعادة وزير الخارجية الوقت كثيراً، وبدأ زيارته لبرلين في 9 يونيو الماضي، لتخرج الزيارة برفض ألماني قاطع لإجراءات الحصار ولأي تصعيد ومطالبة أطراف الأزمة الخليجية بالتفاوض المباشر، وينتقل سعادة وزير الخارجية إلى محطته التالية موسكو عقب ألمانيا في 10 يونيو الماضي، وتخرج نتائج الزيارة بدعوة روسيا لأطراف الأزمة بحل الخلافات. واشنطن وفي الفترة من 27 حتى 29 يونيو الماضي، قام سعادة وزير الخارجية بزيارة نشطة للولايات المتحدة الأميركية، قام خلالها بإطلاع سعادة الأمين العام للأمم المتحدة على انتهاكات الحصار، وبحث مع نظيره الأميركي والذي طالب دول الحصار بقائمة مطالب واقعية، كما عقد سعادته اجتماعات مع غرفة التجارة الأميركية بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين. محطات أوروبية وتوالت زيارات سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن منذ مطلع يوليو الماضي إلى محطات أوروبية مهمة، خاصة إيطاليا وبريطانيا، وهو ما بلور موقفاً أوروبياً داعماً لقطر، ومطالباً دول الحصار بالدلائل على مزاعمها والجلوس إلى طاولة المفاوضات ودعم الوساطة الكويتية. في كلمة لسعادته بجلسة للمعهد الملكي للعلاقات الدولية في بريطانيا (تشاتام هاوس)، أشار سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أن قطر تواصل الدعوة للحوار مع دول الحصار في عملية مفاوضات ذات إطار واضح، ومجموعة مبادئ تضمن سيادتنا ولا يتم الانتقاص منها، بالرغم من انتهاكات القانون الدولي واللوائح الدولية، وتفريق 12 ألف أسرة، والحصار الذي هو اعتداء صارخ وإهانة لكل المعاهدات والهيئات ودوائر الاختصاص القضائية الدولية، قائلاً: «إن المسؤولين من البلدان المُحاصِرة لا ينتقدون سياسات قطر فحسب، بل يطالبون بتغيير النظام في قطر، وإحداث انقلاب، والتحريض على الكراهية والعنف». عُمان وتركيا وفي 10 يوليو الماضي، قام سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بزيارة إلى سلطنة عُمان الشقيقة لتسليم رسالة خطية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى أخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عُمان الشقيقة، تلتها محطة تركيا في منتصف يوليو حيث عقد سعادته سلسلة اجتماعات ناجحة مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الشقيقة ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، هدفت لشكر الحكومة التركية على موقفها الداعم لرفض الحصار وإطلاعها على آخر المستجدات. ثم توالت الزيارات الخارجية خلال شهر يوليو الماضي، من زيارة إلى باكستان إلى سلسلة اجتماعات في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأميركي ووزير الخارجية والجمعية العامة للأمم المتحدة، وحتى المحطة الأخيرة في زيارات يوليو وهي باريس. 4 زيارات وفي أغسطس الجاري، قام سعادة وزير الخارجية بـ 4 زيارات خارجية حتى الآن، بدأها بدولة الكويت الشقيقة لتسليم رسالة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى أخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما الأزمة الخليجية. وتلت الزيارة ثلاث محطات مهمة هي السويد والنرويج ونيودلهي، لتكتسب زيارات سعادة وزير الخارجية المزيد من التضامن الدولي مع قطر ورفض حصارها بلا أي أساس. 15 استقبالاً استقبلت دولة قطر العشرات من المسؤولين الدوليين خلال 15 زيارة للدوحة، وعقد سعادة وزير الخارجية اجتماعاً مع نظرائه من الكويت الشقيقة وسلطنة عُمان الشقيقة والجزائر والولايات المتحدة، وجاء أغلبهم من القارة الأوروبية وشملت زيارات للدوحة من وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأرمينيا، ومن المسؤولين الدوليين المدعية العامة للمحكمة الجنائية، ومن مسؤولي الدول مستشار رئيس الوزراء الياباني ومساعد وزير الخزانة الأميركي، كما شملت الاجتماعات وفدين ليبي وإثيوبي، بالإضافة إلى رئيس شركة إيني الإيطالية. مكافحة الإرهاب واطلع المسؤولون خلال هذه الاجتماعات على مستجدات الحصار، كما وقّع سعادة وزير الخارجية مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في 11 يوليو الماضي على مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب، ووصفت الخارجية الأميركية المذكرة بأنها «مثال يحتذى به». وقال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن دولة قطر التي طالما اتهمت بتمويل الإرهاب، أصبحت الآن أول دولة توقع مع الولايات المتحدة الأميركية مثل هذه الاتفاقية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب. هزائم الحصار في المقابل منيت دول الحصار بهزائم دبلوماسية متتالية، منذ الإجراءات التي قامت بها، وبعد عقد اجتماعين فاشلين في القاهرة والمنامة لم ينجح المحاصرون في إقناع العالم بإجراءاتهم، بل رفضت دول الاتحاد الإفريقي مطالب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لحشد الدعم ضد حصار قطر وذلك خلال اجتماع الاتحاد في أديس أبابا 4 يوليو الماضي، كما لم تلق مزاعم الجبير في ألمانيا وأوروبا أي صدى يذكر، حتى إن برلين نفسها طالبت بكشف الدور السعودي عن دعم الإرهاب ورأت أن رد قطر كان نزيهاً منذ البداية. تعرية الحصار وقام الإعلام الغربي بتعرية مزاعم الحصار والإشادة في المقابل بالدبلوماسية القطرية، فقد ذهب موقع «ميدل إيست آي» البريطاني إلى أن القطريين أثبتوا أنهم أكثر مهارة في «لعبة الدبلوماسية»، مشيراً إلى أن بيان اجتماع دول الحصار بالقاهرة يؤكد أن النهج الصارخ الذي اتبعته هذه الدول ضد قطر كان خطأً فادحاً، ويمثل هجوماً لم يسبق له مثيل. ويؤكد باتريك ثيروس السفير الأميركي السابق لدى قطر، ورئيس مجلس الأعمال الأميركي القطري أن الإجراءات العدائية التي اتخذتها دول عربية ضد قطر لن تجبر الدوحة على الاستسلام. كما تؤكد «واشنطن بوست» أن الحصار السعودي والإماراتي على قطر لا يلقى ترحيباً في العواصم الأوروبية أو حتى من قبل وزير الخارجية الأميركي الذي دعا إلى تخفيف الحصار، وقال إن الأزمة الحالية تعطل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة وردع إيران. 9 حوارات صحافية أدلى سعادة وزير الخارجية بـ 9 حوارات صحافية مع وكالة الأنباء القطرية وقناة الجزيرة التي خصها سعادته بـ 3 مقابلات تلتها فرانس برس وشبكة سي إن إن بمقابلتين لكل منهما بالإضافة إلى تليفزيون «العربي»، تناولت الرد على مزاعم دول الحصار.;
مشاركة :