أجمع عدد من المسنين بالطائف على أن العيد في الماضي كانت له نكهته الخاصة والمختلفة عن عيد اليوم، وأشاروا إلى أن هذه المناسبة السعيدة كانت فرصة سنوية لإظهار التكاتف والتآلف والترابط بين العائلات وداخل الأسرة الواحدة. وقال منصور الطويرقي، إن العيد في الماضي أجمل وأفضل بكثير من العيد في الزمن الحاضر ففي الماضي كانت تجتمع الأسر لمعايدة بعضها البعض، وتحرص كل أسرة على تقديم ما لديها وما تعده من طعام، حيث كانت صحون (العيش) والسمن والعسل من أبرز ما يقدم من الأكلات، والتي كانت معروفة وموجودة لدينا، كما أنه لم يكن هناك من وسائل الاتصال شيء يذكر وكنا نتلقى خبر العيد بالبنادق.. أو إشعال النار على قمم الجبال أو في المآذن في المساجد وكانت البيوت متقاربة والكل يسمع بخبر العيد، وكنا نوزع الغداء والعشاء على أهل الحارة، حيث إن عدد البيوت فيها كانت تقارب 70 بيتًا. طعم خاص أما عيسي القصير فيقول إن العيد بالماضي له طعم خاص فتجد الناس من العصر يترقبون إعلان العيد، وبعدما يتم إعلان العيد ووصول الخبر سواء بالراديو وإشعال النار بقمة جبل أو سماع أصوات البنادق، وتبدأ ربة البيت بتنظيف البيت وترخيمه بالنورة والرخام وتنظيف المفارش والزل، تفرش المجالس الطائفي بقماش أبيض مع الكلف ويتم إعداد وجبة الإفطار من عجينة ونحوها حتى تكون جاهزة للخبز في الصباح وبعد صلاة الفجر يخرج الناس الفطرة (الزكاة) تعطي للأرحام والأقارب والجيران ثم أكل عدد من ثمرات النخيل، ولبس الجديد والخروج للصلاة في المشهد وبعد العودة من المصلى نقوم بزيارة كبير العائلة، ومن ضمن هذه العادات الموروثة الفطور أول أيام عيد الفطر، حيث يتناوله جميع أفراد الأسرة في بيت الجد أو الجدة أو كبير الأسرة بعد صلاة العيد. مظاهر مصطنعة ويقول حسين الحارثي، إن مظاهر العيد حاليًا مصطنعة وبلا روح برغم اتساع المجتمع ونمائه مقارنة عما كان عليه في الماضي، وقال في الماضي كنا ننتظر العيد بفارغ الصبر، ونظل نعاين ونتأمل كسوة العيد من ملابس وأحذية وغيرها كل يوم وننتظر بشغف إعلان عيد الفطر المبارك، والذي تجتمع فيه الأسر ويلتقي جميع الأقارب والأطفال فنجدهم مع بعضهم يلعبون ويمرحون. منصور الطويرقي يقول: كما للعيد في الماضي فرحة لايزال للعيد في الحاضر فرحته ورونقه الخاص في ظل توافر وسائل الاتصال من هواتف وإنترنت وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، التي ساهمت بشكل كبير في التقليل من الجهد والوقت على الأشخاص، فنجد أنه في الماضي لا يستطيع الشخص أن يقدم تهنئته ومعايدته لقريبه، إذا كان في مناطق بعيدة لا يستطيع الذهاب إليها واليوم يستطيع الشخص أن يهنئ ويعايد قريبه أو صديقه وهو في مناطق بل ودول أخرى. فرحة الماضي بينما يقول عبدالمحسن العوفي إن العيد بالماضي له فرحة كبيرة لا تقارن بفرحة الأعياد الحالية، والفرق بينهما شاسع جدًا والسبب أن فرحة أعياد الماضي هو حب الناس بعضهم لبعض، أما الأعياد الحالية، فالناس انشغلت بحب الدنيا، وقلت فيه الاجتماعات بين الجيران والأقرباء والتآلف فيما بينهم، وكذلك عدم احترام الكبير للصغير، وما ينقص فرحة العيد الحاضر هو الاجتماع مع الأهل والأقارب. وقال عبدالرحمن الغريبي، إن فرحة أعياد الماضي نابعة من صفاء القلوب ونقاء الأنفس وحب الناس بعضهم لبعض.. أما أعياد الحاضر ففقدت الكثير من فرحتها فقد انشغل الناس بمتابعة مصالحهم ومشروعاتهم وأعمالهم وقلة الاجتماعات في العيد وترى الجميع يتسابقون للنوم بعد صلاة العيد لأنهم كانوا قد سهروا ليلة العيد وينامون حتى عصر يوم العيد، وأتمنى لو تعود أعياد أيام زمان بفرحها وتكاتفها ومحبتها، التي ما زالت راسخة في الأذهان. من جانبه قال عبدالله نيازي: العيد في الماضي أجمل وأفضل بكثير من العيد في الزمن الحاضر. في الماضي كانت تجتمع الأسر لمعايدة بعضها البعض وتحرص كل أسرة على المشاركة في فرحة العيد وتقدم ما لديها من طعام، ويعتبر العيد مناسبة مفرحة تعم البلاد بأسرها فيها تتجلى الأخلاق الفاضلة والتكاتف والتراحم، الغني يهتم بالفقير والكبير يعطف على الصغير ويجتمع الأهل والأقارب والجيران يتبادلون التهاني والتبريكات في جو تسوده الألفة والمحبة. المزيد من الصور :
مشاركة :