بقلم بول موزور* نادي الشركات التكنولوجية في العالم، الذي تبلغ قيمة عضويته 400 مليار دولار فما فوق - والذي يتكون من مجموعة من الأسماء الأمريكية حصراً مثل (أبل وجوجل وفيسبوك ومايكروسوفت وأمازون) - مضطرّ الآن إلى إفساح المجال لعضوين صينيين.فمجموعة «علي بابا» و«تينسنت هولدنجز»، الصينيتان اللتان تهيمنان على السوق المحلية، صعِدتا هذا العام لتصبحا محببتين للمستثمرين العالميّين. وهما الآن من بين الشركات العامة الأكثر قيمة في العالم، إذ تساوي قيمة كل منهما ضعف قيمة شركات راسخة في عالم التكنولوجيا، مثل «إنتل»، و«سيسكو» و «آي بي إم».وفي حين أن شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة تهيمن على حياة الناس على الإنترنت في الدول الغربية، فإن شركتي تينسنت وعلي بابا قد حلّقتا في أجواء التكنولوجيا من خلال تقاسم السوق الصينية أساساً، وهي أكبر سوق للإنترنت في العالم، بوجود أكثر من 700 مليون مستخدم للشبكة. وهذا يعادل تقريباً ضعف عدد سكان الولايات المتحدة. كما ينفق الشعب الصيني من الأموال على الإنترنت، أكثر من الأمريكيّين.وأعلنت كل من علي بابا وتينسنت مؤخراً عن نتائج مالية نسفت توقعات المستثمرين، موحيةً بأن مستقبل عالم التكنولوجيا الصينية مشرق.ويشكل صعودهما رمزاً لإعادة التوازن في النفوذ التكنولوجي العالمي. ففي السنوات الأخيرة، ادعت عواصم عديدة من باريس إلى سِيؤول، أنها ستكون حاملة لواء وادي السيليكون المقبل. ومع ذلك، برزت مجموعة الشركات الناشئة سريعة النمو، وشركات الإنترنت الضخمة من الصين، باعتبارها المنافسَ الحقيقي الوحيد، من حيث الحجم والقيمة والتكنولوجيا، لمواطِن النهضة التكنولوجية الأمريكية، على الساحل الغربي.وصعود تينسنت وعلي بابا واضح في حجميْهما. وعَمّا قريب، سوف تكون شركة تينسنت، الشركة الوحيدة غير «فيسبوك»، التي لديها شبكة اجتماعية تضم أكثر من مليار مستخدِم. وقالت تينسنت في الآونة الأخيرة، إن تطبيقها الخاص بالرسائل، ويتشات كان لديه 960 مليون مستخدِم نشطٍ شهرياً.وشركة علي بابا لديها أكثر من 500 مليون مستخدِم نشط شهرياً لتطبيقاتها الخاصة بالتسوّق عبر الإنترنت. وقد قفزت إيرادات كل من تينسنت وعلي بابا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بنسبة تزيد على50٪ عن العام الماضي، وهذا يعني أنهما تنموان أسرعَ من كل من فيسبوك وألفابيت، الشركة الأمّ لشركة جوجل.وتدين شركتا علي بابا وتينسنت بجزء من نجاحهما إلى رقابة الصين وارتيابها بشركات التكنولوجيا الأجنبية، ممّا أدّى إلى إبقاء الشركات الأمريكية العملاقة مثل فيسبوك وأمازون خارج مدارهما. غير أن الشركتين سجّلتا أيضا بعض الابتكارات التكنولوجية الرئيسية من إبداعهما.وهما تهيمنان على ثقافة هواتف ذكية، تفوق في نواحٍ كثيرة، تلك التي في الولايات المتحدة. فالشعب الصيني يستخدم أنظمة الدفع عبر الهاتف المتحرك، لتسوية الحساب في المطاعم، والتسوق عبر الإنترنت، ودفع فواتير المرافق العامة، واستئجار الدراجات، وحتى لوضع المال في الاستثمارات.وعلى الرغم من حجمهما، فإن شركتي علي بابا وتينسنت، مركّزتان في الغالب في الصين، على الرغم من أنهما تبذلان جهوداً للتوسع خارجها. وتأتي معظم أرباح علي بابا من الإعلانات وأعمال العمولات في الصين. وكانت عوائد الشركة من التجارة الدولية، أقل من 400 مليون دولار. وعلى الرغم من أن تينسنت لديها ألعاب مثل «رابطة الأساطير» التي تُلعَب في جميع أنحاء العالم، فإن الجزء الأكبر من عائداتها يأتي من الألعاب والإعلانات في الصين.ومع ذلك، فإن لدى الشركتين فرصة لتبوؤ مركز عالمي رائد في مجالات مثل الألعاب والتجارة الإلكترونية والاتصالات، كما يقول ديفيد تشاو، المؤسس المشارك لشركة «دي سي إم فِنتشرْز». ويضيف: «إنهما قوتان حقيقيتان لا يستهان بهما على الساحة العالمية». وفي الوقت الراهن، فإن وجود سوق تضم 700 مليون مستخدم للإنترنت في الصين، يكفي لاستمرار ازدهار علي بابا وتينسنت.تأمّلْ أن أكبر لعبة مربحة للهاتف الذكي في العالم، هي لعبة مقصورة على الصين، بعنوان، «شرف الملوك»، التي تُلعَب على نطاق أوسع من «بوكيمون غو» في ذروتها. وفي هذه اللعبة، يمكن للاعبين إنفاق المال الحقيقي لترقية شخصياتهم على الإنترنت، وتنظيم المعارك الرقمية، عبرَ وسائل الإعلام الاجتماعية. و«شرف الملوك» مملوكة من قبل تينسنت.قال «تشانغ قوانغ يي»، وهو رجل أعمال من بكين عمره 25 عاماً، يُقدِّر أنه أنفق حوالي 1500 دولار في هذه اللعبة، «إن غالبية رجال الأعمال في الصين الآن يلعبونها». ويضيف: «عندما التقيت أحد العملاء، وأضاف كل منّا الآخر على تطبيق «ويتشات»، لاحظتُ أنه كان يلعب هذه اللعبة أيضاً، وأن مستواي أعلى من مستواه. اقترحتُ أن أرافقه في اللعبة. وبعد ذلك بوقت قصير، وقعنا العقد».* مراسل «نيويورك تايمز» في هونج كونج
مشاركة :