كشفت برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أمريكيون في العاصمة القطرية الدوحة عن أسرار اللقاءات بين مسؤولي البلدين. وأبرزت إحدى الوثائق حسب «بوابة العين الإخبارية»، أن الدوحة أسقطت جنسيات آلاف القطريين بداعي حصولهم أيضاً على الجنسية السعودية. وقالت الوثيقة التي نشرها موقع التسريبات «ويكيليكس»، إن ما بين 6 آلاف-10 آلاف قطري من «الغفران»، وهم أحد فروع قبيلة «آل مرة»، فقدوا جنسياتهم بادعاء ازدواج الجنسية، لافتة إلى أن لهذه القبيلة صلات قوية مع السعودية، وأفرادها من أصل سعودي. وجاء في نص الوثيقة التي كتبها السفير الأمريكي في الدوحة شيس انترمير، في 10 مايو/أيار 2005 «تلقى رؤساء الأسر رسائل من وزارة الداخلية تبلغهم بأن جنسياتهم قد شُطبت، وأنه ينبغي على هؤلاء الأفراد التوقيع على وثيقة بالموافقة على التخلي عن جميع حقوق الجنسية والمواطنة القطرية». وأضافت «بعد التوقيع، فإنه ينبغي على هؤلاء الأفراد إما مغادرة البلاد إذا كانت لديهم جنسية أخرى، وإما العثور على كفيل قطري من أجل البقاء في قطر، وقد تم سجن بعض من رفضوا التوقيع على وثيقة التخلي عن الجنسية». وتُلفت البرقية إلى أن«قانون الجنسية لعام 1961 والتعديلات اللاحقة تحدد معايير الجنسية. وبموجب التعديل الذي جرى في العام 1963 على قانون 1961 فإن «القطريين الأصليين هم أولئك الذين كانوا مقيمين في قطر قبل عام 1930 وحافظوا على معيشتهم الطبيعية بموجب قانون التجنس حتى عام 1963». وفيما أوردت البرقية الأمريكية أن «المسؤولين الحكوميين يزعمون أن الحاصلين على جنسية مزدوجة يفقدون جنسيتهم بموجب القانون القطري»، فقد قالت إن القانون القطري لا يحظر ازدواجية الجنسية، لكنه ينص على أنه يمكن سحب الجنسية القطرية إذا كان الفرد قد اكتسب جنسية أخرى. وأشارت إلى أن «قانون الجنسية لعام 1961 ينص أيضاً على أن للمواطنين القصّر، الحق في اختيار جنسيتهم الأصلية عندما يبلغون سن ال21 من العمر». ولكن الوثيقة تُلفت إلى أنه حتى «الأطفال الذين شطبت الحكومة جنسيات ذويهم قد فقدوا أيضاً جنسيتهم القطرية»، وقالت «ليس بإمكان الأطفال القدرة على الاحتفاظ بجنسيتهم القطرية رغم أنه حق بموجب قانون الجنسية الحالي».وتذكر الوثيقة أنه نتيجة لممارسات حكومة الدوحة هذه، فإن «6 آلاف-10 آلاف شخص فقدوا جنسيتهم القطرية»، وتابعت: «أولئك الذين يشغلون وظائف حكومية فقدوها، وفقدت أسرهم بأكملها منافع الحكومة، السكن، التعليم، الصحة، وما إلى ذلك» التي هم مؤهلون للحصول عليها كمواطنين في البلاد.واستطردت في هذا الصدد: «العديد من الأشخاص الذين تم إسقاط جنسيتهم يقيمون في قطر كأشخاص عديمي الجنسية بصفتهم «بدون» ولا يستطيعون السفر خارج البلاد». وتشير الوثيقة الأمريكية السرية، إلى أن «أفراداً يحملون الجنسيات القطرية والأمريكية تأثروا فعلاً بهذه الممارسات»، وقالت: «فقد رجل قطري -أمريكي مؤخراً جنسيته القطرية، وكذلك أطفاله».وذكرت أن «ابنتين ولدتا في الولايات المتحدة لضابط شرطة سابق تم شطب جنسيتهما القطرية أيضاً، وقد جاء والدهما إلى السفارة الأمريكية للإبلاغ عن أنه تنازل عن جنسيته السعودية في العام 1996، ومع ذلك شرع المسؤولون القطريون بإلغاء جنسية جدهم المتوفى، ما أدى تلقائياً إلى فقدان عائلتهم بأكملها الجنسية القطرية».يذكر أن قناة «الجزيرة» التي تدعي أنها قناة الرأي والرأي الآخر، تجاهلت أمر أبناء «الغفران»الذين نزعت جنسيتهم، ولم تحاول التطرق إلى الموضوع لا من قريب أو بعيد، إلا بعدما أخذت الضوء الأخضر بعد عدة أعوام من وزير الخارجية وعراب النظام، حمد بن جاسم.
مشاركة :