الأخبار الكاذبة تهدد مصدر تمويل عمالقة الإنترنت

  • 8/29/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الأخبار الكاذبة تهدد مصدر تمويل عمالقة الإنترنتتحول إنتاج الأخبار الكاذبة إلى مصدر للربح، يستهدف الجميع من مشاهير وشركات تجارية، وبرغم كل محاولات شركات الإنترنت العملاقة ابتكار أدوات لمحاربة هذه الأخبار، يبقى الدور الأكبر على عاتق المتلقي الذي عليه أن يبذل بعض الجهد لتقصي حقيقة الأخبار.العرب  [نُشر في 2017/08/29، العدد: 10737، ص(18)]الإعلانات أيضا لم تنج من مصيدة الأخبار الكاذبة لندن – يظهر الانتشار السريع للأخبار الكاذبة مرة أخرى قوة المنصات الاجتماعية وقدرتها على تدمير سمعة الأشخاص أو الشركات التجارية، التي أصبح عليها أن تكون أكثر حذرا وابتكارا في التعامل مع هذه الأخبار، في حين شعرت شركات الإنترنت بعمق المشكلة بعد أن طالت معلنيها. وتحركت شركتا غوغل وفيسبوك بسرعة لإزالة مواقع الأخبار الزائفة المعروفة من شبكاتهما الإعلانية، بقطع مصدر الدخل الذي يمد منتجي الأخبار الزائفة، وذلك عقب الانتخابات الأميركية التي شكلت نقطة تحول بالنسبة للأخبار الكاذبة حيث أدرك العالم تأثير الأخبار الزائفة في تغيير مجرى الأحداث. لكن الواقع يشير إلى ما هو أسوأ، إذ لا تقتصر الأخبار الزائفة على السياسة فقط، وإنما أي مجال يمكن الأشخاص من تحقيق عائدات إعلانية أو لفت الانتباه. وتقول بروك بنكوسكي رئيسة التحرير في موقع سنوبز “إن الأخبار الكاذبة تلحق الضرر بالشركات ماليا، كما أنها تجعل الأمور صعبة جدا بالنسبة إليها من خلال تدمير الثقة وخلق أجواء حيث الناس لا يعرفون بمن يُمكنهم الوثوق. إنها التكتيكات السياسية نفسها التي كانت موجّهة إلينا كبلاد، فعلا”، وفق ما ذكرت هانا كوتشلر في تقرير لصحيفة فاينينشال تايمز. وعملت شركات الإنترنت الكبيرة على إدخال تدابير لمحاولة إبطاء انتشار المعلومات الخاطئة هذا العام. فشركتا فيسبوك وغوغل حاولتا منع مواقع الأخبار الزائفة من منصاتهما الإعلانية، حتى لا تتمكن هذه المواقع من ربح المال. وأقامت فيسبوك شراكة مع منظمات التحقق من الأخبار مثل موقع سنوبز في محاولة لمعالجة “أسوأ أسوأ” الخدع التي ينشرها مرسلو الرسائل غير المرغوب فيها وحتى يتمكن المستخدمون من الإشارة إلى أي أخبار يشكّون أنها زائفة. فإذا أُعلنت مواقع التحقق من الأخبار بأنها زائفة، تُسمى “مُتنازع عليها” ويتم تخفيض ترتيبها في منشورات الأخبار. وبدوره، يملك موقع تويتر أنظمة للإبلاغ عن حسابات تحاول انتحال علامة تجارية.المنصات الرقمية لم تخلق وسائل خاصة للشركات للإبلاغ عن الأخبار الزائفة قبل أن يكون من المحتمل أن تؤثر في المبيعات لكن كل هذه الإجراءات غير كافية بالنسبة للشركات التجارية لأن المنصات الرقمية لم تخلق وسائل خاصة للشركات للإبلاغ عن الأخبار الزائفة قبل أن يكون من المحتمل أن تؤثر في سعر السهم أو المبيعات. وتعتمد فرق العلاقات العامة وإدارة الأزمات على خدمات أخرى. فشركة ستوريفول الآن لديها فرع يزوّد إدارة الشركات عما يُقال على وسائل الإعلام الاجتماعية، ومجموعة العلاقات العامة ويبر شاندويك تسوّق برنامج محاكاة أزمة يُدعى فايربيل لإعلام الشركات وتهيئتها للتصرف عندما تجد نفسها في عاصفة وسائل الإعلام الاجتماعية، سواء كانت قصة زائفة أو تغريدة رئاسية. وتقول ليزلي جاينز روس كبيرة خبراء استراتيجية السمعة في شركة شاندويك، إن الشركات تُدرك إلى أي مدى يجب أن تكون حذرة، من خلال تجنيد كل موظف لديها ليكون عيونها وآذانها على وسائل الإعلام الاجتماعية. ولا يمكن تجاهل الدور الكبير لمتلقي الأخبار، فالمشكلة الأكبر عندما لا يتحقق المتلقي من الأخبار قبل مشاركتها. ويجب التأكد من المصادر الرسمية ومقاطعتها مع مصادر شرعية أخرى، حتى لا يتحول المتلقي إلى عنصر مساعد في نشر الأخبار الزائفة وتحويل الوضع من سيء إلى أسوء، حيث يعتقد أن معظم الأحداث المضطربة التي يشهدها العالم الآن نشأت أو مرتبطة بهذه الخدمات المأجورة. ونشر موقع “تريند ميكرو” بحثا بعنوان “آلة الأخبار الزائفة”، يوضح كيف أن منتجي الأخبار المزيفة أصبحت لديهم مجموعة واسعة من المواضيع والأهداف وحتى قائمة أسعار، حيث يقومون بإنتاج الأخبار المفبركة وتسويقها في الأسواق السرية والسوداء على الإنترنت وبقنوات خاصة، كما يؤثر حجم الحملة والهدف المرجو منها على الأسعار. ويقول التقرير “يمكننا ببساطة ملاحظة التضليل على مواقع التواصل الاجتماعي بدءا من عدد نقرات الإعجاب وصولا إلى عدد مرات المشاهدة على يوتيوب، لكن ظهور هذا النوع من الخدمات المأجورة والذي يعمل على تغيير الأحداث والتلاعب بالرأي العام وبهذه التصنيفات الدقيقة هو شيء ملفت للنظر حقا، وخاصة أن معظم النقاشات الاجتماعية تنشأ مما يقرأه الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي”. ويرى الصحافي البريطاني بيتر بومبيرانتسيف أن العالم بات يشهد الآن “تسليحا للمعلومات”، حيث باتت تستعين الدول أو الفصائل السياسية بالمعلومات المغلوطة أو المزيفة لإلحاق الضرر ببعضها البعض، وفق ما نقل موقع لوكال. ومع تكرار تلك الوقائع، بدأ يتنامى وعي أعداد كبيرة من الجماهير وبدأوا يتعلمون ألا يثقوا بمثل هذه المواقع التي تروج للأخبار الزائفة، ومع خطوات فيسبوك وغوغل التي تعنى بالتصدي لتلك المواقع المزيفة، باتت المواقع الإخبارية الحقيقية هي الواجهة الجديدة في حرب المعلومات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن. وأضاف أن مروجي الأخبار المزيفة، وبغض النظر عن الجهات التي يعملون لصالحها، يعلمون أن الاطلاع على أخبارهم يكون مدفوعا بأشياء تؤكد تحيزات الناس العميقة. فإذا نشرت أخبار على سبيل المثال تشكك في الأقليات، تنتقد النخبة أو تنشر نظريات مؤامرة عن دول منافسة، فيكون لدى الناس استعداد لتصديقها. وبات يتعين على الصحافيين الجادين أن يتحققوا من مصادرهم بشكل أكثر صرامة، لأنه لن تكون هناك جدوى من وراء مهنة الصحافة إذا افتقدت ثقة القراء. ونوه خبراء الاتصال بمبادرة فيسبوك “مشروع الصحافة”، الذي يهدف إلى خلق “نظام بيئي صحي للأخبار”.

مشاركة :