قالت الكاتبة والصحافية المصرية رانيا المالكي إن قرار الولايات المتحدة بحجب وتأجيل المساعدات الأميركية لمصر، والذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، خطوة في الاتجاه الصحيح لكبح «النظام الاستبدادي»، لكن بالنظر للتاريخ الحديث فهي مجرد إجراء شكلي لن يكون له تأثير كبير على سجل مصر الكئيب في حقوق الإنسان. وأضافت الكاتبة في مقال بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني، إن الولايات المتحدة قررت الثلاثاء الماضي حجب 96 مليون دولار من المساعدات عن مصر، وتأجيل 195 مليون دولار أخرى في التمويل العسكري. وهذا التحرك كان مدفوعاً بمخاوف بشأن سجل مصر في مجال حقوق الإنسان، وعلاقتها المستمرة مع كوريا الشمالية. واعتبرت الكاتبة أن حجب المساعدات خطوة غير مسبوقة، إلا أن سياسة «العصا والجزرة» بالحجب المؤقت للمعونة العسكرية هو أمر ليس بجديد. وأشارت إلى أن الوضع في مصر وصل إلى أبعاد كارثية، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين يتعرضون للاعتقال في السجن، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وأن أكثر من 900 شخص تعرضوا للاختفاء القسري، وأن ما يربو عن 7400 محاكمة عسكرية للمدنيين حدثت منذ إصدار السيسي مرسوماً يوسع نطاق القضاء العسكري في عام 2014. واستدركت: لكن في حين يبدو أن التخفيض والتأجيل الأخير في المساعدات، خطوة في الاتجاه الصحيح لردع نظام السيسي المستبد، فإن الواقع، واستناداً إلى نمط تاريخي ثابت، هو أن هذه التكتيكات لم ولن يكون لها أبداً أي تأثير كبير على سجل مصر البشع في مجال حقوق الإنسان، خاصة في ظل التدفق غير المحدود للدولارات الخليجية إلى خزائن القاهرة. واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: «إن دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب السريعة لطمأنة أكبر عملائه في المنطقة -السيسي- بأنه «حريص على إزالة العقبات الموجودة في طريق التعاون بين البلدين» هي «غمزة» لكل طغاة المنطقة، تكشف النقاب عن الأولويات الحقيقية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.;
مشاركة :