في أول ظهور له منذ عدة أشهر، كشف الكاتب السعودي الشهير جمال خاشقجي، الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2017، سرَّ إغلاق قناة العرب، التي كان يديرها، كما قال إنه قد اختار الرحيل إلى الولايات المتحدة الأميركية حالياً، بسبب الأجواء المحتقنة في منطقة الخليج، ورغبته في العودة للكتابة، نافياً الشائعات التي يروِّجها البعض حول تحوُّله إلى معارض للنظام السعودي. وقال خاشقجي في برنامج على إذاعة مونت كارلو الدولية، بعد عودته إلى الكتابة، إثر إيقافه من قبل السلطات السعودية لأكثر من تسعة أشهر، إن إيران حالياً منتصرة في كل الجبهات، وإن أي سعودي يتوقع أنه سيتمكن من تغيير الأيديولوجية الإيرانية فهو واهم. وكانت السلطات السعودية قد أوقفت خاشقجي على خلفية تصريحات قيل إنها تسيء لعلاقات المملكة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واستنكر الكاتب السعودي حالة التخوين التي تسود المجتمع السعودي حالياً منذ اندلاع الأزمة الخليجية، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يبدو صحياً في مجتمع متجانس كالمجتمع السعودي، الذي لم يعرف يوماً ما عرفته الأنظمة الشمولية من ثقافة الجواسيس بين مواطنيها. ولأول مرة تحدَّث خاشقجي عن الأسباب التي أدت إلى فشل قناة العرب، لافتاً إلى أن اختيار مقر القناة كان خاطئاً منذ البداية، لكن القائمين عليها كانوا يرغبون أن تجد لها مكاناً في منطقة الخليج، مشيراً إلى أن سبب إيقاف القناة في يومها الأول يتأرجح بين فرضيتين، الأولى خلاف داخلي بحريني، والثانية اتصالات من دولة مجاورة. وعن رؤيته لتطورات الأحداث الإقليمية في المنطقة، لاسيما في ملفات سوريا واليمن، أكد الكاتب السعودي أن الأمور تتجه من سيئ إلى أسوأ، وأن الدول التي كان يجب أن تتَّحد في مواجهة مشروع التمدد الإيراني قد اختلفت فيما بينها. وردَّ خاشقجي بتغريدة على إذاعة مونت كارلو، حينما وصفت وجوده في الولايات المتحدة بالمنفى، معتبراً أنها سفرة عادية وسيعود إلى وطنه. لست في " المنفى" أرجوكم لا تستخدموا هذا الوصف المؤلم لكل مغترب ، انما هي سفرة عابرة واعود لوطني ، فلا شيء يعدله بين كل بلاد الارض . — جمال خاشقجي (@JKhashoggi) وقبل عدة أيام عاد خاشقجي للتغريد على حسابه الرسمي بتويتر، بعدما توقَّف لعدة أشهر، وكانت أنباء تسرَّبت عن سفر خاشقجي إلى الولايات المتحدة خوفاً من اعتقاله في السعودية، بحسبب حملة القمع التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منذ الأزمة الخليجية قبل 3 أشهر. وفي الخامس من يونيو/حزيران 2017، فرضت السعودية والإمارات والبحرين، حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على دولة قطر.
مشاركة :