تاريخ التجسس الروسي على الولايات المتحدة من المكسيك يعود إلى الثمانينات، حيث اتخذت روسيا خطوات لبناء وجود قوي في المكسيك لتنفيذ عمليات تجسس تستهدف الولايات المتحدة، مما يعكس عودة لأساليب الحرب الباردة في ظل تصاعد عدوانية النظام الروسي. تعزيز الوجود الروسي ونشرت شبكة NBC الإخبارية، أمس السبت، تقريرا حول التواجد الروسي في المكسيك، مؤكدة أنه خلال السنوات الأخيرة، زاد عدد العاملين في السفارة الروسية في مكسيكو سيتي بشكل ملحوظ، رغم أن التجارة بين روسيا والمكسيك محدودة. يثير هذا الأمر قلق المسؤولين الأميركيين الذين يرون أن هذا التوسع يهدف إلى تعزيز عمليات التجسس الروسية ضد الولايات المتحدة، بالإضافة إلى جهود الدعاية الرامية إلى تقويض واشنطن وأوكرانيا. وقد أثارت إدارة بايدن هذا الموضوع مع الحكومة المكسيكية، حيث أفاد مسؤول أمريكي بأن روسيا تستثمر بشكل كبير في توسيع وجودها هناك. وأكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ويليام بيرنز، أن وكالته تراقب عن كثب توسيع الوجود الروسي في المكسيك، والذي يُعزى جزئيًا إلى طرد العديد من ضباط الاستخبارات الروس من الدول الأوروبية بعد غزو أوكرانيا. استراتيجيات التجسس الروسي روسيا تتبنى استراتيجيات أكثر عدوانية في المكسيك، حيث تسعى إلى إسكات المنتقدين في الخارج وإضعاف دعم أوكرانيا. وتضمن هذا النهج تنفيذ أعمال تخريبية وعمليات اغتيال وهجمات سيبرانية واسعة النطاق. وأكد الجنرال غلين فانهيرك، رئيس القيادة الشمالية الأمريكية، أن لجهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU) وجودًا كبيرًا في المكسيك، مشيرًا إلى أن العدد الأكبر من أعضاء هذا الجهاز موجود حاليًا هناك. على الرغم من علاقات المكسيك الودية مع الولايات المتحدة، إلا أنها حاولت الحفاظ على استقلالها في السياسة الخارجية، وتجنبت الارتباط الكامل مع واشنطن. تاريخ التجسس الروسي في المكسيك التجسس الروسي له تاريخ طويل في المكسيك، بدءًا من اغتيال ليون تروتسكي في عام 1940، حيث قُتل بواسطة عميل سوفيتي في منزله. في السبعينات، تعاون أميركيون مع الروس لتسليم أسرار حكومية، مما زاد من تاريخ الأنشطة التجسسية بين الدولتين. وطبقا لما نشرته القناة الأميركية، فإن المكسيك تقدم بيئة ملائمة للتجسس الروسي، حيث أن قلة الرقابة من السلطات الأميركية تجعلها مكانًا مثاليًا لتسهيل العمليات. ويُعتقد أن العملاء الروس يستخدمون المكسيك كقاعدة انطلاق للتجسس على الولايات المتحدة، إذ يمكن لوكلائهم التنقل بحرية عبر الحدود. استغلال البيئة السياسية تستغل روسيا أيضًا الوضع السياسي في المكسيك للتأثير على الدعم الدولي لأوكرانيا، من خلال توسيع وسائل الإعلام الروسية في البلاد. حيث تم نشر معلومات مضللة حول تدخل الولايات المتحدة في أوكرانيا، مما يساهم في زرع الانقسامات الاجتماعية في المكسيك. وطبقا للشبكة الإخبارية، فإن الأنشطة الروسية في المكسيك تشكل تهديدًا ليس فقط للولايات المتحدة، ولكن أيضًا للمنطقة ككل. ومن المهم أن تبقى الولايات المتحدة والمكسيك يقظتين تجاه هذه التهديدات المحتملة، والعمل معًا لمواجهتها. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :