منيت محاولات رأب الصدع بين الانقلابيين بالفشل الذريع على الرغم من الاتفاق الذي تمّ توقيعه بين الحوثيين والمخلوع صالح، إذ استمرت الميليشيات في إدخال القناصة إلى أحياء صنعاء الجنوبية التي يقيم فيها صالح وأقاربه، وفيما اعتدى الحوثيون على المحامي الخاص بالرئيس المخلوع، سيطر الجيش الوطني على أحياء جديدة في ميدي. وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«البيان»، إنّ الاتفاق الذي وقع بين ميليشيات الحوثي وحزب المخلوع لا يعدو عن كونه محاولة لترحيل المواجهة، باعتبار أنّ القضايا التي تمّ الاتفاق بشأنها سبق أن وقعت عدة اتفاقات من أجلها ولكن الميليشيات الحوثية لم تلتزم بها. وكشفت المصادر ذاتها عن أنّه وعلى الرغم من اجتماع قيادة الميليشيات وقيادة حزب المخلوع والالتزام بإزالة كافة الاستحداثات الأمنية التي تمت في صنعاء عشية المهرجان الكبير الذي نظمه الحزب، إلّا أنّها استمرت في إدخال مجاميع من القناصة إلى الأحياء الجنوبية من المدينة، ولا سيّما تلك التي توجد بها منازل الرئيس السابق وأبنائه وأبناء إخوانه. وأضافت المصادر إن الميليشيات تراوغ في سحب القناصة الذين تمّ نشرهم في محيط ميدان السبعين حيث أقيم مهرجان المؤتمر الشعبي، عشية إدخال الأخير مسلحين وسط المتظاهرين، والسيطرة على أجزاء من العاصمة، وأنّهم يطالبون بانسحاب المسلحين التابعين لحزب المؤتمر الشعبي أيضاً من هذه المناطق مع أنّها ظلت تحت حراسة هؤلاء منذ اجتياح صنعاء بموجب تفاهمات بين الطرفين. ولفتت المصادر إلى أنّ الاتفاق نصّ أيضاً على سحب ممثلي اللجان الثورية من كل المصالح والوزارات الحكومية، وهو الأمر الذي سبق أن اتفق عليه أكثر من مرة، ولم يعترف بها أحد بعد تشكيل حكومة الانقلاب، وكان ذلك شرطاً لحزب المؤتمر للمشاركة مع الانقلابيين الحوثيين، إلّا أنّهم قاموا بتعيين ممثلي اللجان الثورية نواباً للوزراء ووكلاء وزارات وأصبحت لهم الكلمة العليا في تلك الوزارات والمصالح. ووفق المصادر فإنّ عدم الإشارة إلى وضع المشرفين في كل مرافق الدولة والذين يمتلكون صلاحيات وسلطات أعلى من سلطات محافظي المحافظات، ويتلقون تعليماتهم مباشرة من مكتب زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، يجعل من الاتفاق مطية جديدة لانقضاض الميليشيات على ما تبقى لدى المؤتمر الشعبي من قوات أو مسؤولين كما حدث مع اتفاق الشراكة والسلم الذي وقع في نفس توقيت اجتياح العاصمة. وأكّدت مصادر في حزب المخلوع أنّ الميليشيات الحوثية تهدف من الاتفاق إلى تهدئة المخاوف لكي تنقض على ما تبقى من الحزب، وتمتلك مبررات لاعتقال النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين ينتقدون فساد الميليشيات وسلوكياتهم. اعتداء حوثي في السياق، اعتدت ميليشيات الحوثي على المحامي الخاص بالرئيس المخلوع علي صالح في صنعاء. وقال القيادي في حزب المخلوع كامل الخوداني في تغريدة له على «تويتر»، إن المحامي محمد المسوري أصيب بعدة كسور بعد اعتداء عناصر حوثية عليه، مشيراً إلى أنّ الإصابات تنوعت بين تكسير يديه ورجليه، ونقل على إثرها للمستشفى. قمع سجناء وامتدت اعتداءات الميليشيات الحوثية إلى السجون، إذ قمعت احتجاجات نفذها مئات المعتقلين الميليشيات في السجن المركزي بصنعاء، للمطالبة بتوفير الغذاء والمياه لهم المنقطعة عن السجن منذ أيام. وأكدت رابطة أمهات السجناء أنّ الميليشيات استخدمت الهراوات والقنابل الغازية لتفريق المحتجين وإعادتهم بالقوة إلى عنابرهم. ودانت الرابطة ما تعرض له السجناء من أعمال عنف واعتداءات بالضرب والقنابل الغازية، محمّلة الميليشيات مسؤولية الأوضاع المأساوية التي يعيشها السجناء، وما ستؤول إليه مستقبلاً نتيجة أعمال القمع والتعذيب التي يتعرضون لها. ودعت المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى سرعة التدخل لإنقاذ مئات المعتقلين السياسيين بينهم عشرات النشطاء والصحافيين الذين تحتجزهم الميليشيات في السجن المركزي. تحرير أحياء ميدانياً، تمكنت قوات الجيش الوطني من السيطرة على أحياء جديدة في مدينة ميدي بعد أن طهّرت الأحياء التي دخلتها قبل يومين من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الانقلابية في الشوارع والمباني قبل فرارها. وقالت مصادر عسكرية، إنّ الجيش يمشط الأحياء المحررة ويواصل تحرير ما تبقى من أوكار عناصر الميليشيات داخل المدينة، حيث تمكنت الفرق الهندسية من نزع عشرات الألغام والمتفجرات، وتفكيك العشرات من العبوات الناسفة.
مشاركة :