التضامن العربي صار مجرد كومة قش، خيط رفيع، قطعة بلاستيكية لينة قابلة للطي والثني، صار على حافة السكين والهاوية لا فرق، الوهن العربي الرهيب تحول إلى ظاهرة للضياع والتشرد ونوافير الدم، لا توجد دولة عربية مقصودة وحدها، أو نظام عربي وحده، الهدف هو كسر شوكة تلك الأمة التاريخية العريقة، وتحويلها إلى مستنقعات للدم وإلى مجرد أطلال، كل الدول العربية على مفترق أكثر من أن يكون خطيراً، الأعاصير تزداد عليها هولاً، بعض الفضائيات العربية, والعديد منها متورط بل ومتواطئ مع معماريي الانهيار، غسلت يديها من كل ما له علاقة بجوهر القضايا العربية، كاميرات بعضها تلتقط الأخبار الصغيرة التافهة ثم تضعها بين أسنان الببغاوات والمدرعمين، تحاول أن تجرنا لمستنقع جرير والفرزدق، تشترك بعض هذه الفضائيات في حصار العرب تحت ألف قناع وقناع، فيما لا يرف جفن لها وهي تبث مشاهد حفاري القبور وهم ينهالون على الأرض حفراً ودفناً، وكيف تزهق الأرواح, وكيف يتم الفصل, وبالدبابات بين الناس وأبواب بيوتهم، وكيف تستنزف الثروات، بتقنية الثعابين إياها، وكيف تقبع تماثيل الهواء فوق أكتافنا، لا أحد يعترض، ونكاد لا نعترض لأننا نعلم أي مؤسسة تبني ذلك الضمير الذي يمشي على قدم واحدة، حضارة بكاملها تمشي على قدم واحدة! أين القدم الأخرى؟ لقد استيقظت القرون الوسطى وراحت تلاحق المحطمين، لكننا لا نفهم أن يكون هناك في وسائل إعلام عربية من هم ضد الأوطان العربية؟ أين عيونهم؟ أين دقات قلوبهم؟ أين ضمائرهم؟ أين مهنيتهم الإعلامية؟ نحن نعلم من يتولى تسويق التشريعات في تلة الكابيتول, وكيف تتدحرج من غرفة إلى غرفة, ولأي غاية يحدث ذلك، نحن لا نقول لهذه الفضائيات أن لا تعلق، أو أن تنتقد، وثمة في الأوطان العربية من يصغي بدقة لكل نقد، ومن يناقش، ومن هو مستعد للأخذ بأي وجهة نظر مقنعة حول الأسلوب، أو حول الأداء أو حول أي مسائل أخرى تجعل من الأوطان العربية, ومن المجتمع العربي، أكثر قابلية للتفاعل مع ديناميات العصر، لكننا حينما نشاهد نوعية الضباع التي تصوغ السياسات الإعلامية في الدهاليز المعتمة، والغرف المظلمة،وإلى أين يرمون، يخرج من أفواهنا ألف سؤال وسؤال؟ ramadanalanezi@hotmail.com ramadanjready @
مشاركة :