أضافت تصريحات السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة مع مجلة ذي أتلانتك الأميركية حول أن بلاده تفضل العلمانية، ولا تسترشد بأية آية دينية في الحكم، مزيداً من التأكيدات على أن أبو ظبي تقود حربا شرسة ضد الإسلام. جاءت هذه التصريحات عقب أيام قليلة من تسريبات للعتيبة عن رغبة بلاده في إعادة تشكيل المنطقة العربية بطرح رؤية علمانية، مشيراً إلى أن قطر هي العقبة الوحيدة أمام هذا المشروع. وانطلق إعلام أبوظبي مبشراً بالرؤية ومتخطياً كل الحدود عازفاً على وتر الإسلاموفبيا، ووفقاً للخطاب السياسي الذي تبنته أبوظبي في المحافل الغربية اتجه إعلامها إلى مهاجمة نشاط بناء المساجد ونشر اللغة العربية مستعطفاً بهذا الخطاب بعض الرؤى الغربية المتطرفة تجاه الإسلام.وكان العتيبة قد قال في واشنطن إن الخلاف مع قطر ليس دبلوماسياً بقدر ما هو خلاف فلسفي حول رؤية الإمارات والسعودية ومصر والأردن والبحرين لمستقبل الشرق الأوسط. وأضاف العتيبة، في مقابلة على قناة «بي بي إس» (PBS) الأميركية نشرت السفارة الإماراتية في أميركا مقاطع، منها أن ما تريده الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين للشرق الأوسط بعد عشر سنوات هو حكومات علمانية مستقرة ومزدهرة، وذلك يتعارض مع ما تريده دولة قطر، حسب تعبيره. وشكك إعلام أبوظبي في نوايا قطر تجاه بناء المساجد في أوروبا، وبناء المساجد دور تقوم به عدد من المؤسسات القطرية في كل قارات العالم دون أن ينتقدها أحد سوى إعلام أبوظبي الذي تستر خلف خطاب محاربة الإرهاب لمحاربة بناء المساجد كحق للمسلمين في كل بقاع الأرض. وقالت صحيفة الاتحاد الظبيانية في عدد 21 أغسطس: «أعربت إسبانيا عن قلقها من خطة قطر بناء 150 مسجداً في البلاد حتى 2020، ونسب موقع «اليوم السابع» المصري إلى صحيفة «كاسوأيسلادو» الإسبانية أن قطر الراعي الرسمي لتنظيم داعش الإرهابي، وتمويلها لعدد من المساجد الموجودة في إسبانيا، يثير المخاوف من تكرار سيناريو برشلونة من جديد، واستمرار التهديد الإرهابي. وأشارت إلى أن عدد المساجد المتطرفة في إسبانيا يزداد بشكل كبير، وفي كتالونيا يوجد فقط 80 مسجداً، وغالبيتها تتم تمويلها عبر قطر، ولذلك فإن الاستخبارات الإسبانية تخشى من تحول إسبانيا إلى مأوى للإرهابيين». وعليه فإن غالبية المساجد في إقليم كتالونيا والتي تجاوزت 80 مسجداً وتخدم عدداً كبيراً من المسلمين يتم تمويلها من قطر، وحق لقطر أن تفخر في القيام بهذا الدور الذي يشرف كل مسلم؛ وهو عمارة المساجد وبيوت الله. ويبدو أن الاتحاد الظبيانية تريد القول إن على المسلمين التوقف عن بناء المساجد إرضاء لآراء غربية متطرفة ومعزولة من قبل الغرب نفسه. ولكن كعادة أبوظبي في صراعها مع قطر لاتتورع في أن تخوّف من بناء المساجد نفسه. وتضيف صحيفة الاتحاد «أنه ليس فقط المساجد التي تمثل مصدر قلق لقوات الأمن في إسبانيا، ولكن أيضاً مراكز العبادات الأخرى والتي يتم إنشاؤها بشكل سري ويختبئون في المنازل والمباني التجارية، وهي التي يصعب التحكم بها من قبل قوات الأمن. وأكدت في تقريرها أنه من الواضح أن إسبانيا في حال رغبتها محاربة الإرهاب، فعليها أن تبدأ بخفض التمويلات القطرية للمساجد، وإغلاق المساجد السلفية الموجودة في المنطقة». وعلى ذات الخطى سارت صحيفة البيان والتي قالت في عدد أمس «إن المدارس الحكومية الأميركية التي تتطلع إلى توسيع برامج تعليم اللغة العربية تتلقى تمويلاً من مؤسسة في قطر التي تواجه أزمة دبلوماسية مكثفة بشأن علاقاتها بالإرهاب، ما أثار مخاوف وقلقاً متزايداً في صفوف العديد من الأميركيين. وأشارت إلى أن مؤسسة «قطر الخيرية» منحت 30.6 مليون دولار خلال السنوات الثماني الماضية إلى عشرات المدارس بداية من نيويورك إلى ولاية أوريغون، ودعمت المبادرات الرامية لخلق أو تشجيع نمو البرامج العربية، تشمل دفع الرواتب وتكاليف المواد». ومن التخويف ببناء مزيد من المساجد تحرك إعلام الإمارات إلى محاربة اللغة العربية والتي تعد من أسرع اللغات نمواً في العالم، إذ يرغب عدد كبير من المسلمين في تعلمها، كما أنها من اللغات التي تحظى باهتمام الأكاديميين في كل قارات العالم لأنها لغة تتكلم بها مجموعة سكانية ذات حضور كبير على مسرح الأحداث العالمي، فالباحثون عن عمل في منطقة الشرق الأوسط والمهتمون بدراسة المنطقة يقدمون لدراسة اللغة العربية، لذا فإن حرص الولايات المتحدة على عقد شراكات مع مؤسسات قطرية ذات سمعة أكاديمية مرموقة مثل مؤسسة قطر التي تربطها عدد من الاتفاقيات الأكاديمية مع أكبر الجامعات الأميركية يصب بصورة أساسية في خدمة العملية الأكاديمية في كل من الولايات المتحدة وقطر، ولكن صحف أبوظبي تريد تنبيه أميركا الغافلة عن حقوقها، إذ تقول البيان «إنه منذ فترة طويلة يقدم المانحون من الحكومات الأجنبية، وتشمل الدول العربية الأخرى، تبرعات للتعليم العالي الأميركي، ولكن يبدو أن مؤسسة قطر واحدة من المنظمات الأجنبية القليلة التي تستهدف المدارس الحكومية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر بمنح عالية، وتريد زيادة الإنفاق. وأعرب بعض المنتقدين عن قلقهم بشأن علاقات المؤسسة مع دولة قطر». وتتناسى صحيفة البيان المستوى الأكاديمي الرفيع الذي أتاح لها استقبال كليات من أعرق الجامعات الأميركية مثل «جورج تاون للشؤون الدولية، وتكساس إيه إند إم للهندسة، ووايل كورنيل للطب»، وهي شراكات أكاديمية تحظى باهتمام البلدين. وكما أن أبواب قطر مشرعة لتعلم اللغة الإنجليزية لماذا تغلق أبواب أميركا أمام تعلم اللغة العربية. إن أبوظبي بسبب خلافاتها السياسية مع قطر تنحدر إلى درك سحيق من عدم المسؤولية، فالمساجد لله، واللغة العربية لجميع العرب، وكان بالأحرى أن تسر أبوظبي بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها قطر في نشرها. ولكنه الحقد الأعمى والذي جعل العتيبة يقول إن خلافهم مع قطر فلسفي. وهي فلسفة ضد بناء المساجد ونشر اللغة العربية.;
مشاركة :