شرطة دبي: عقب سيجارة سبب حريق برج الشعلة

  • 8/30/2017
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

كشف اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، رئيس فريق إدارة الأزمات والكوارث التوجه لإلزامية تدريب حراس ومشرفي ومديري الأمن الخاص على التعامل مع الحرائق والكوارث بشكل أكثر إيجابية وحصولهم على شهادات بذلك تجدد سنوياً وذلك لرفع مستوى الحس الأمني والوقائي لديهم، لافتاً إلى أن تواجد سيارات تحت الأبراج العالية بطريقة مخالفة يمكن منعها من قبل مديري الأمن، لافتاً إلى أن حريق برج الشعلة الأخير سببه مصدر حراري بطيء، وهو عقب سيجارة ألقي من أحد الطوابق العلوية سقط في أصيص الزرع، ما أدى لاشتعال الواجهة، وتم إجراء تجربة فعلية أكدت سبب الحريق. وقال اللواء المري خلال الجلسة الحوارية حول أسباب الحرائق واستشراف طرق الوقاية منها، والتي نظمها مركز استشراف المستقبل ودعم اتخاذ القرار في القيادة العامة لشرطة دبي أمس، في مقر مؤسسة مسرعات دبي المستقبل في أبراج الإمارات بحضور اللواء خبير راشد ثاني المطروشي، مدير عام الدفاع المدني بدبي، واللواء الدكتور محمد بن فهد، مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب، واللواء خبير خليل المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، وعدد من كبار الضباط من كلا الجانبين. ومشاركة عدد من الدوائر الأمنية في الإمارة ومتخصصين في القطاع الخاص من شركات الوقاية والمطورين، إن هذه الجلسة الحوارية هي الأولى من نوعها التي تجمع بين الدوائر الأمنية في إمارة دبي وشركات متخصصة في القطاع الخاص، وذلك بهدف التوصل إلى منهجية عمل تكاملية موحدة وأكثر عمقاً تستشرف طرق الوقاية من الحرائق ومكافحتها في الإمارة بين القطاعين الحكومي والخاص، واستخلاص مجموعة من المخرجات والمبادرات المشتركة، لنقدم للعالم النموذج الأمثل في إدارة الأزمات والكوارث، ونحقق هدفنا في جعل إمارة دبي الإمارة الأكثر أمناً وأماناً وسعادة وسلامة بخدمات مبتكرة. دراسات وبيّن القائد العام لشرطة دبي أن هذه الجلسة تأتي في إطار سعي القيادة العامة لشرطة دبي على استشراف المستقبل وحرصها على تطوير الآليات للتعامل مع هذا النوع من الحوادث، موضحاً أن هذه الجلسة لم تأت إلا بعد سلسلة من الدراسات والأبحاث عن أبرز الأسباب المؤدية للحرائق وعمل إحصائيات وجلسات عصف ذهني للخروج بثمانية محاور مهمة تشارك فيها الدوائر الأمنية وشركات القطاع الخاص. وقال اللواء المري في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان «الحوار الأمني التخصصي»، تعد خطوة مهمة واستباقية ستسهم بشكل فعال في خدمة المجتمع وتعزيز شعورهم بالأمان والثقة، كما أنها تعد مبادرة شرطية أمنية تترجم التكامل بين مختلف الجهات والدوائر الأمنية والشركات المعنية بالحفاظ على الأمن في المجتمع، موضحاً أن محاور الجلسة تضمنت كذلك استشراف مستقبل حرائق المباني الحديثة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وهو ما يؤكد حرص شرطة دبي على مواكبة توجهات الحكومة في جعل استشراف المستقبل محوراً لعملها. أنظمة إنذار وقال اللواء خبير راشد ثاني المطروشي، مدير عام الدفاع المدني بدبي، إن الأبراج المرتفعة لا تشكل أي قلق لرجال الدفاع المدني عكس المنازل الصغيرة التي سجلت وقوع وفيات على الرغم من صغر حجمها، موضحاً أن الأنظمة الذكية في الأبراج تكافح الحرائق ذاتياً وترسل إشارات إلى غرفة العمليات فوراً، إضافة إلى أن كافة الحرائق تكون على الواجهات فقط ولا تمتد إلى داخل الشقق بسبب وجود أجهزة استشعار ورشاشات على النوافذ تمنع دخولها، عكس المنازل التي قد يتواجد فيها أشخاص معدودين ولكن من دون أي عوامل وقائية أو إجراءات استباقية، وأن السعي حالياً لجعل زمن الاستجابة والانتقال دقيقة واحدة فقط. وأضاف المطروشي أن نظام عمل الدفاع المدني في دبي يختلف عن نظيره في بريطانيا على سبيل المثال في حالة إطلاق صفارات الإنذار لا يتوجب على السكان هناك مغادرة المبنى وتقوم أجهزتهم باستخدام الإنذار الصوتي اليدوي عبر ميكروفونات، في حين الأمر مختلف في دبي حيث يتوجب مغادرة المبنى فور سماع صوت الإنذار كما تقوم الأجهزة الإلكترونية بتنبيه الجمهور، مشيراً إلى أن نظام 24/‏‏7 الذي تنفرد به دبي عالمياً عمل على الحد من وقوع وتفاقم العديد من الحرائق، منوهاً بأنه يتم شهرياً تنفيذ 3-5 تجارب على الإخلاء لكل مركز إطفاء في دبي. وأفاد اللواء المطروشي بأنه بعد تحليل الحرائق والحوادث خلال 3 سنوات الماضية تبين أن 80% منها بسيط وأن أسباب حدوث غالبيتها بسبب أخطاء بشرية مثل إلقاء أعقاب السجائر من الشرفات أو الشوي أو سقوط جسم متوهج، وإنه في كافة الحالات الحريق لا يمتد إلى الداخل، منوهاً بأنه تم رصد أعلى المناطق في وقوع الحرائق في دبي الكرامة والقوز والسطوة، وأن أبرز أسباب الوفاة تعود إلى استنشاق الدخان، مشيراً إلى أن زمن الاستجابة العالمي من 6-8 دقائق وهو ما حقق فعلياً بدبي في معظم الحرائق. وأفاد اللواء المطروشي بأن الإحصائيات بينت أن أكثر أوقات وقوع الحوادث في الساعة الثالثة عصراً، مضيفاً أن أكثر أجزاء المبنى تعرضاً للحوادث «مصدر الاشتعال» تختلف بحسب طبيعة المبنى، فالمباني الشاهقة تمثل مصدر الاشتعال فيها بغرف الساونا وغرف النفايات ومجمع الكهرباء، فيما كان مصدر الاشتعال في المباني قيد الإنشاء يتمثل في المولدات الكهربائية والكرافانات. تفاعل وأكد العميد الدكتور عبد الله بن سلطان، مدير مركز استشراف المستقبل ودعم اتخاذ القرار بشرطة دبي، أن جلسات استشراف المستقبل تعد ترجمة لتفاعل الجهات الحكومية مع توجهات ورؤى القيادة الرشيدة لصياغة واستشراف المستقبل، من خلال توحيد الجهود واستقطاب نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف الجهات الأمنية في إمارة دبي والشركات المعنية في القطاع الخاص لوضع آلية وخطة موحدة تستند إلى دراسات وأبحاث وإحصائيات لاستشراف طرق الوقاية من الحرائق. واستعرضت الخبير أول ابتسام العبدولي، مدير إدارة الأدلة الجنائية التخصصية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، ورقة بحثية حول استشراف شرطة دبي للمستقبل بتشييدها للمبنى الجديد للإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة الأول من نوعه على مستوى المنطقة والشرق الأوسط. وأكدت الخبير أول العبدولي أن دبي تفوقت على المدن الكبرى في السيطرة على الحرائق دون وفيات أو إصابات وسرعة بيان أسبابها موضحة أنه بمقارنة حريق الشعلة الأخير الذي وقع في دبي بتاريخ الرابع من شهر أغسطس الجاري لم يسجل أي إصابات وتبين أن سببه مصدر حراري بطيء من المتوقع أن يكون سيجارة وأن النتيجة استغرقت 10 أيام فقط، منوهة بأن البرج مكون من 83 طابقاً فيما وقع حادث آخر في برج جرنفل في لندن بتاريخ 14 يوليو الماضي ونتج عنه 90 وفاة في حين أن البرج مكون من 24 طابقاً فقط وأعلنت السلطات أن السبب خلل كهربائي بعد 3 أشهر ولم يتم التأكيد عليه حتى الآن.

مشاركة :