العيد في الأحساء كرنفال اجتماعي يصمد أمام رياح التقنية

  • 7/31/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يبقى العيد في الأحساء كرنفالا ووهجا اجتماعيا جميلا وطابعا مُميَّزا وصامدا وثابتا في وجه التقنية الحديثة، فقد كان في الماضي مناسبة للحصول على ملابس جديدة لأفراد الأسرة خصوصاً الأطفال فبالنسبة للأطفال يكون يوم العيد هو موعد مع الفرح والبهجة ، والثوب الجديد , وللبنات الدشداشة والبخنق المزركش الذي يتم شراؤه للأطفال في أيام العيد خصِيصاً فيتغنون بالعيد قبل مجيئه ببعض الكلمات مثل قولهم : (باجر العيد ونذبح إبقرة عرس أبو محماس متين الخنفرة) وتقوم الصبية الصغار بالمُعايدة والمُباركة بالعيد السعيد من خلال جولتهم في الفريج أو الحي لأخذ العيدية. وفي بعض المنزل التي أمامها ساحات كبيرة وواسعة يقوم صاحب المنزل بعمل الدَّرُّوفة وهي لعبة مثل المرجحانة ولكنها مصنوعة من سعف النخيل يلعب عليها الصغار مقابل مبلغ صغير. وكما يقوم بعض أصحاب المنازل خاصةً في القُرى بتزيين مداخل بيوتاتهم بالتُراث الشعبي من الخوص دلالةً على تمسكهم بماضيهم وأصالتهم, والبعض الآخر يضع الفوانيس التي تُضاء في الليل. إعادة تأهيل وبالنسبة للنساء فيقُمن في اليومين الأخيرين قبل العيد بتنظيف(كنس) المنازل والسطوح ورش الأرض بالماء ونفض الحصر والبسط المصنوعة من سعف النخيل والجريد وغسل ما يمكن غسله منها ، وترميم الوسائد والمخدات وفرض الجلوس وشراء الجديد منها ويبادرن بجلي دلال القهوة المعروفة بالرسلان وتلميعها وتحميص كميات كافية من البُن وإعدادها خصيصاً لمناسبة العيد، كما يحرص السكان على شراء كمية من البخور وخاصة العود وبعض العطور . التزين والتجمل وفي ليلة العيد يذهب الرجال والشباب إلى ينابيع المياه المتدفقة للإستحمام مثل عين الجوهرية والخدود وأم سبعة والحارة وحقل، أمّا الآن فيتم الإستحمام في البيت، بينما تحرص النساء على إعداد الحِّنَّاء وتخضيب أيديهن وأرجلهن به في بيوتهن. وتزدحم صوالين المزينين والحلاقين في أوقات العصر والمساء لليوم السابق لأول ايام العيد بالرجال والشباب والأطفال الراغبين في حلق شعورهم ولِحاهم وتزيينها وكبار السن يقومون بالحلق والتزيين في البيت بل إن البعض تقوم زوجته بتزيينه وحلق شعره بالموس. موسم للربح وكانت الأعياد بمثابة مناسبات اقتصادية مربحة في الأحساء وخاصة عند أهل القُرى حيث تكثر البسطات في السكك والبيوت ويتمُ إنارة الأسواق ليلاً بالفوانيس و (الأتاريك)قديما وبقائها مضاءة حتى الفجر. حلل العيد ويخرج الرجال مع أطفالهم صبيحة يوم العيد ، وقد ارتدوا أبهى حُلَلهم الجديدة إلى المسجد لأداء صلاة العيد، وبعد تأدية الصلاة تدُّبُّ الحركة بين الناس بالتزاور فيما بينهم ، حيث تبدأ الزيارات بالنسبة للرجال والنساء بزيارة الأهل والجيران بعد أن تجتمع ـ بعض الأُسَر ـ في منزل أكبرهم سناً أو أكثرهم وجاهة ومكانةً. تبادل التهاني ويتبادلون التهاني بالعيد ثم يتناولون القهوة العربية وبعض أنواع الحلويات كالخنفروش وبسكوت بالتمر والمعجنات، وبعد ذلك ينطلق الناس لتهنئة بعضهم بالمناسبة السعيدة فتمتلئ الطرقات بالأطفال تزينهم الملابس الجديدة وقد بَدوا في حالٍ من الفرح والهناء والسرور فعلاوة على فرحتهم بالحُلل الجديدة تزداد فرحتهم بحصولهم على (العيدية) وهي عبارة عن نقود أو مكسرات وحلوى ويستمر التزاور بين الناس حتى حلول صلاة الظهر ، حيث تحرص العائلات والأقارب والأصدقاء على تناول طعام الغداء سوياً ثم يخلدون لقليل من النوم لا سيما وأن أفراد العائلة قد سهروا ليلة العيد مثلهم مثل الآخرين . كرم حاتمي وكان من عادات الأهالي اللطيفة في مناسبة الأعياد أن يتركوا أبواب منازلهم الرئيسة مفتوحة دليلاً على وجودهم وترحيبهم بالزائرين حتى وإن كانوا لا يعرفونهم شخصياً، إلى جانب تقسيم وتبادل الزيارات حسب الأحياء الرئيسية في المدينة , ويختلف عنهم أهل القُرى. ومن عادات السكان المتبعة في مناسبات الأعياد والمناسبات الخاصة الحرص على تقديم البخور (العود) للضيوف قبل إنصارفهم، وكان الإعتناء باختيار الأصناف الجيدة والمباهاة بها أمراً شائعاً . وكان من الطريف أن يحتفظ كبير الأسرة بمجموعة من العود في جيبه أو في بقشة خاصة يحملها في جيبه دائماً . المزيد من الصور :

مشاركة :