الأكلات الشعبية.. تاريخ جازاني تتوارثه الأجيال في الأعياد

  • 7/31/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت عادات العيد تتوارثها الأجيال بالرغم من تغير ملامح العيد مع اختلاف الأزمنة. وفي جازان تتجلى تلك العادات في الاستعداد المبكر للعيد من خلال تجهيز المنازل وترتيبها وتهيئتها بشكل لافت وتنظيف الطرقات القريبة من المنازل والساحات الداخلية حرصًا على أن يبدو صاحب كل منزل بأنه الأكثر اهتمامًا بمقدم العيد والمعايدين. وعند الحديث عن الأكلات الشعبية في منطقة جازان فإنه بذلك يكون عن تراث ثري ومتنوع جاء نتيجة مباشرة لكون المنطقة زراعية في المقام الأول، ولتنوع مصادرها الغذائية سواءٌ منها ما يأتي من خيرات الجزء الساحلي من صيد البحر، أو ما يأتي من منتجات اللحوم والعسل والسمن من الجبال، أو ما تنتجه أرض الجزء السهلي من حبوب وخضراوات ولحوم الضأن والدواجن. كل ذلك كان له أكبر الأثر في تنوع المائدة الجازانية وتعدد أصنافها. وتعتبر المرسة وهي وجبة تشتهر بها منطقة جازان، وهي حلوة الطعم، مصنوعة من خبز دقيق البُر لأن إعدادها يحتاج إلى تفتيت خبز الدقيق وهرسه وخلطه مع الموز، ثم يُضاف إليه السمن البلدي والعسل، أو السكر بديلًا عن العسل. وعلى العكس من الثقافة الحالية للأكل التي يُؤخَّر فيها تناول المأكولات الحلوة؛ فإن المرسة يتم تناولها أولًا ويليها تناول الأكل المالح، ولا يزال السلوك الغذائي في تناول المرسة كذلك حتى الوقت الحاضر. ويأتي المغش وهو وعاء أسطواني الشكل مصنوع من الحجر، ويُطلق الاسم أيضًا على الأكلة الشعبية التي تُعد فيه. وتتكون الأكلة من اللحم الذي أُضيف إليه الماء، والملح، والبصل، والبهارات، والهيل، وبعض الخضار مثل الباميا والبطاطس والكوسة. ويوضع في التنور لفترة ساعتين أو أكثر، ويُقدم مع الأرز أو الخمير، ويُفضل كثيرون مرقته حساءً. اما الخمير ويُسمى أيضًا العيش. وهو أكلة شعبية في حد ذاتها، بل هو خبز محلي يُصنع من حب الذرة الحمراء أو البيضاء المطحون، وتُستخدم في طحنه أداة طحن يكاد لا يخلو أي بيت منها في الماضي وهي المطحنة، وتوجد أدوات أخرى مساعدة في عملية الطحن من أهمها (مهجان الطحين) الذي توضع عليه المطحنة. ويُعجن الطحين، ويُخمَّر عن طريق إضافة نسبة من طحين معجون سابقًا، ثم يُترك فترة الليل. ويُوزع العجين المخمَّر بشكل أرغفة مستطيلة الشكل تُسمى (العيش) يُسمَّى الواحد (جمّارة)، ثم تُخبز في الميفا (التنور)، وتُؤكل مع أي نوع من الإدام (من اللحم أو السمك أو غيرهما). ولا يزال كثير من الأسر في الأرياف تستهلك الخمير إلى الوقت الحاضر. ويقول العم حسن محمد حمدي (70) عامًا: في أول أيام العيد وبعد القدوم من المصليات، يقوم الرجال بالمرور على الأهالي والأقارب ويتبادلون التهاني بالعيد، وتقدم الهدايا لاسيما لكبار السن في الوقت الذي تقوم فيه النساء بإعداد وجبة الإفطار. ومن الأطباق التي تعج بها مائدة العيد في جازان «المرسة» التي يدخل في تكوينها الدقيق والموز والسمن والعسل لينتج عن ذلك وجبة غذائية غنية تقدم مقرونة في أغلب الأحيان بقطع السمك المملح، إضافة للحنطة والعصيدة وكبسة الأرز وغيرها من الوجبات التي عرفت بها المنطقة. من جانبه قال العم عبده أحمد عاتي: إن السمك المالح مطلب أساسي لأهالي منطقة جازان عمومًا، حيث يشكل وجبة أساسية تقدم إلى جانب الوجبات الرئيسة كالمرسة والحيسية، وبالذات في وجبة «الفطرة» التي يتناولها الأهالي قبل الذهاب لصلاة العيد أو في وجبة الإفطار يوم العيد نفسه مع الأهل والأصدقاء من سكان الحي الواحد. حيث تشهد أسواق الأسماك حركة دؤوبة من قبل البائعين والمشترين الذين يجدون فرصة لانتقاء أفضل أنواع السمك المالح، حيث تأتي فكرة السمك المالح التي ظهرت منذ القدم في منطقة جازان، حينما لم تكن تتوفر آنذاك أجهزة التبريد، فيقوم صيادو السمك بجمع أنواع مختلفة من السمك في الجزر القريبة من سواحل جازان ويتم وضعه على أنواع من الخسف فيما تتم إضافة الملح عليه بكميات كبيرة وتتم تغطيته بأنواع من الخسف ويترك ليجف تماما، مما يجعله مهيأ للبقاء فترات طويلة، حيث يضفي ذلك نوعا من النكهة على السمك، فيما أصبح ذلك تقليدا توارثته الأجيال. وعلق الشاب عبدالعزيز المدخلي ان الأكلات الشعبية المتعارف عليها في منطقة جازان مازالت تحتفظ بقيمتها وأهميتها لدى مختلف الأجيال شيبانها وشبابها على الرغم من التغير الاجتماعي السريع الذي طرأ حيث لا تخلو مناسبة من المناسبات منها وخصوصا عيد الفطر المبارك فتجد الأسر تتفنن في اخراج افضل ما لديها من أطباق واكلات شعبية تزدان بها سفرة الإفطار التي تشارك بها جميع الأسر في مكان واحد حيث يلتف الجميع حول تلك الأطباق في منظر من الألفة والبهجة صغارًا وكبارًا مستمرين بذلك على عهد الأجداد والآباء. المزيد من الصور :

مشاركة :