بغداد - وكالات - تصاعد الغضب العراقي حيال عملية نقل مسلحين من تنظيم «داعش» من الحدود اللبنانية - السورية إلى الحدود السورية - العراقية، بموجب الاتفاق الذي تم بين «حزب الله» والنظام السوري وبين التنظيم الإرهابي. فبعد الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مساء أول من أمس، حذر رئيس البرلمان سليم الجبوري، أمس، من التداعيات السلبية لنقل «الدواعش» إلى الحدود العراقية مع سورية، مؤكداً رفضه «أي اتفاق من شأنه أن يعيد تنظيم (داعش) الارهابي الى العراق أو يقربه من حدوده». وخلال استقباله جمعاً من عوائل المقاتلين وذوي الشهداء، شدد الجبوري على أن العراق لن يدفع ضريبة اتفاقات أو توافقات تمس أمنه واستقراره، داعياً الحكومة الاتحادية الى اتخاذ جميع التدابير اللازمة من اجل مواجهة تداعيات هذا الاتفاق. كما وجه لجنة الأمن والدفاع بالتحرك السريع لتقصي الحقائق وتقديم تقرير مفصل يوضح لمجلس النواب تداعيات الاتفاق المبرم بين «حزب الله» وتنظيم «داعش» وانعكاساته على أمن واستقرار البلد. من جهته، وصف مجلس أمن إقليم كردستان، في بيان، نقل «الدواعش» إلى الحدود العراقية بـ«المشبوه»، فيما قال الناطق باسم هيئة «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي إن عدد مسلحي «داعش» الذين وصلوا مدينة البوكمال السورية على الحدود مع العراق يقارب 700 عنصر. وأشار إلى أن «البوكمال أساساً يتواجد فيها تنظيم (داعش)، كما يتواجد في الصحراء العراقية المقابلة للبوكمال»، مضيفاً: «سنقضي عليهم في العمليات المقبلة ونغلق الحدود العراقية - السورية بشكل كامل». جاء ذلك فيما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات المنددة بالقرار من قبل العراقيين. وكتب الناشط المدني العراقي المعروف ستيفن نبيل عبر صفحته على «فيسبوك»: «نفرح لرؤية الشعبين السوري واللبناني يطهران أرضهما من (داعش)، لكن إذا رأينا الموضوع بعيون عراقية... نرى أن هناك غُبناً». وأضاف «تأتي بمئات العناصر من (داعش) وتضعهم على الحدود العراقية، وهي غير منضبطة، وهو لديه معقل في راوة والقائم»، مشيراً إلى أن «هؤلاء ليسوا عاديين، نحن نعرف سيارة واحدة (مفخخة) ماذا تفعل في بغداد،... انتحاري واحد». من جهته، اعتبر المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي أن «الحليف الأناني يرمي بخطر (داعش) من لبنان على العراق، مع العلم ان العراقيين دمروا ثاني أكبر مدينة (الموصل) من أجل مبدأ ان لا يهرب (الدواعش) ويتضرر الجار من خطر (داعش)». أما الصحافية سلمى الخفاجي، فأشارت بدورها إلى أنه «يجب اتخاذ الحيطة والحذر»، محذرة من إعادة التنظيم الإرهابي تنظيم صفوفه لخوض معركة جديدة ضد العراق.
مشاركة :