النساء قناديل تضيء القصيدة في بيت الشعر

  • 8/31/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمودنظم بيت الشعر في الشارقة، مساء أمس الأول، بمناسبة «يوم المرأة الإماراتية»، ندوة تحت عنوان «المشهد الشعري النسوي الإماراتي.. الآفاق والتحديات»، شارك فيها الشاعر والزميل يوسف أبو لوز، والشاعرة صالحة غابش، والشاعرة شيخة المطيري، وقدمتها الشاعرة الهنوف محمد، بحضور محمد عبد الله البريكي رئيس البيت. استهلت الهنوف محمد، الندوة باستعراض ملمح من مسيرة المرأة الإماراتية في مجالات الإبداع بشكل عام، وفي المشهد الشعري خصوصاً؛ حيث حققت الشاعرة الإماراتية إنجازات كبيرة أسهمت في رفد الساحة الإبداعية والثقافية محلياً وعربياً.وحيت صالحة غابش، المرأة الإماراتية في يوم الاحتفاء بها خاصة المرأة الشاعرة، واصفة الشعر بالمنشط الكوني الإنساني، مقدمة استعراضاً تاريخياً لوضع المرأة الشاعرة في البدايات الشعرية في فترة التسعينات؛ حيث حفلت تلك المرحلة بالاطلاع على المشهد الشعري العالمي والاتجاه نحو قصيدة النثر؛ وذلك لتواجد عدد كبير من الشعراء العرب المتأثرين بهذا الاتجاه، خاصة بأدونيس، وهذا الاتجاه بالذات جذب عدداً من الشاعرات اللائي تعمقن فيه.وترى غابش، أن من الملامح والظواهر اللافتة في البدايات الشعرية اتجاه الشاعرات في الإمارات إلى استخدام أسماء مستعارة أو رمزية بدلاً عن الأسماء الحقيقية، وترجع غابش ذلك إلى الظروف الاجتماعية وبشكل أكبر إلى الظروف النفسية؛ حيث إن المرأة لم تكسر الحواجز آنذاك لتظهر باسمها الحقيقي، وبالتالي وقفن من وراء ستار الاسم المستعار وكأن دخول النساء في الشعر أمر غريب، وترى غابش، أن هذا موقف لا ينتمي إلى التاريخ الإسلامي والعربي؛ حيث ظلت المرأة العربية تقول الشعر منذ عصور بعيدة، وحفل التاريخ العربي بالشاعرات.وتناولت شيخة المطيري، تجربة الشاعرة الإماراتية الرائدة سلمى بنت الماجدي بن ظاهر، التي تعرف لها قصيدة يتيمة وأبيات متفرقة، التي عكست تجربتها تحدي المرأة وإبداعها في قرض الشعر حتى صارت ملهمة لأبناء جيلها والأجيال اللاحقة. وأشارت إلى أن قصة بنت ظاهر صنعت آفاقاً للمرأة الشاعرة الإماراتية، ومثلت حجر زاوية شيد عليه انطلاقات المرأة إبداعياً، معددة الإنجازات التي حققت أشياء عدة مثل تأسيس الجمعيات النسوية الأدبية، ودخول الشاعرة والكاتبة الإماراتية ضمن منظومة اتحاد الكتّاب، وأشارت المطيري إلى قضية الأسماء المستعارة للشاعرات مؤكدة أن العبرة بالمسميات لا الأسماء.وانتقد يوسف أبو لوز فكرة تقسيم الشعر إلى نسائي وذكوري، وذكر أن للشعر نصيب من جغرافيته، وأن هنالك بعض الأماكن رمادية في إنتاجها الشعري، أما الإمارات فهي تتميز بخاصية المكان؛ حيث البحر والصحراء والجبال، ما أعطاها بيئة شعرية متفردة، وأن المرأة الإماراتية ليست ملهمة فقط؛ بل في قلب مملكة الشعر. وأكد أبو لوز أن الشعر الذي تقوله النساء قديم في الإمارات بداية بسلمى بنت الماجدي بن ظاهر، التي ابتدرت أول قطرات الشعر على لسان امرأة، مشيراً إلى أن المرأة الإماراتية الشاعرة لم تكتب الشعر النبطي فقط؛ بل وكذلك التفعيلة والعمودي والنثر.وقدم المشاركون في الأمسية نصوصاً شعرية؛ حيث قرأت المطيري نصاً أهدته لكل الأطفال في العالم العربي. تقول فيه:وكانت تهز السرير/‏ تردد ما قد تبقى من الأغنيات العتيقة/‏ فهل يدرك الطفل في المهد/‏ أن الغناء المجعد له؟/‏ وهل يدرك الطفل في القبر/‏ أن التفاصيل في الأغنيات وجع.وقدمت صالحة غابش قصيدة حملت عنوان: «قبل السقوط الأخير» تقول في بعض منها:بثينة أخرى.... تبقى في وجه هروبك/‏ من وعدها تفض ضفيرة صوتك/‏ تبحث فيه عن السابقات/‏ بثينتك الثانية ترتب في ظل صمتك خيمتها/‏ تغلق الباب ثم تظل هنا. وحيا محمد البريكي النساء الشاعرات من خلال نص يقول فيه:النساء قناديلنا الخزفية/‏ في الليل/‏ يقطرن فوق الظلام ندى/‏ ويبللن شباك أحلامنا بالسؤال/‏ النساء خشوع المصلين/‏ في معبد الشوق/‏ يأسرهنَّ التبتل/‏ يعشقن طول التهجد/‏ في دلّهن/‏ ويسكنَّ/‏ في قلب شيطان/‏ يغوي/‏ الخيال. وفي ختام الأمسية كرّم البريكي المشاركين.

مشاركة :