رسوم جدارية تزيل رموز العصابات عن جدران سان سلفادور

  • 8/31/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى مجموعة من الشباب في سانتا في، إحدى أكثر مناطق عاصمة السلفادور تضرراً من نشاطات العصابات، إلى «تغيير وجه الحيّ» من خلال تغطية رموز المجموعات الإجرامية المنتشرة على الجدران برسوم ملونة. وتعيث العصابات المعروفة محلياً باسم «ماراس»، فساداً في أميركا الوسطى التي تسجل فيها اعلى معدلات جرائم القتل في العالم بين المناطق غير الغارقة في الحروب. وتضم السلفادور وحدها 70 ألف فرد ناشط في هذه العصابات، وهي تشكل مع غواتيمالا وهندوراس «مثلث الشمال» الشهير. على جدار طلي بالأصفر والأحمر رُسمت فتاة زُنّر رأسها بالزهور مع نظرة لطيفة في عينيها. وفي السابق، كان هذا الحائط مغطّى بالأرقام والرموز والأحرف الأولى لأسماء أعضاء عصابتي «مارا سالفاتروشا» (أم أس - 13) و «باريو 18»، وهما فصيلان متناحران يتنازعان السيطرة على العاصمة سان سلفادور. وفي مكان آخر من هذا الحيّ المليء بالمنازل الصغيرة ذات الأسطح المصنوعة من الصفائح المعدنية، يرمق المارة أسدٌ مسنّ هادئ المظهر مع لبدة لافتة. أما في إحدى زوايا الشارع، فيراقب طير ذو ريش أزرق قلباً أرجوانياً عملاقاً مع شرايين نابضة بالحياة. هذه الأشكال الحالمة في بعض الأحيان، تجاور رسوماً ملونة تمثل سكان سانتا في. ويقول فرناندو تريخو (17 سنة): «المشروع ممتاز لأنها المرة الأولى التي أشهد فيها تقرّب الشباب منا. من الجيّد رؤية رسوم جدارية فنية في حين تهيمن الرسوم الخاصة بالعصابات والمخدرات على أحياء أخرى». ويضيف: «الحقيقة أن الشباب هنا يحاولون من خلال الفنّ الهرب من هذه المشكلات (المتعلقة بالعصابات) التي تؤدّي إلى وفاة شبان كثيرين في هذا البلد». وفي هذا القطاع الواقع في غرب العاصمة السلفادورية، أطلقت بلدية سان سلفادور مشروع «غرافيتور»، وهو نسخة مصغرة عن تجربة أقيمت قبل سنوات في حي «كومونا 13» في ميديين ثانية مدن كولومبيا الذي تحوّل معرضاً لفنون الشارع في الهواء الطلق. ويوضح منسق «غرافيتور» في البلدية سيزار خواريث الذي طوّر في سانتا في مشاريع فنية ومحترفاً لتعليم الإنكليزية وأقام أكبر مكتبة في البلاد داخل سوق مغلقة، أن «الفكرة تكمن في إضفاء لمسة حياة وألوان على مناطق لطالما هيمن عليها العنف. الفنّ يحقق تقدماً في الوقت الراهن». وبفضل دعم الأمم المتحدة، استقدمت البلدية فنانين متخصّصين بالرسوم الجدارية من نيويورك وأستراليا وكوستاريكا وكولومبيا لنقل تجربتهم إلى شبان سانتا في وتعليمهم تقنيات هذا النوع الفني. ويوضح أحد هؤلاء أن هذا الأمر سمح لهم بتخطّي الخوف من أن يقعوا ضحية أحكام الآخرين لأنهم يرسمون. وفي الوقت الراهن، هم «متحمّسون» لفكرة تطبيق نصائح «معلمّي الرسوم الجدارية». وفي دليل على أن رمزية العصابات مصدر إزعاج، عمدت الحكومة إلى محو 121 ألف متر مربع من الرسوم الجدارية الخاصة بهذه المجموعات الإجرامية خلال عام في 650 من مناطق البلاد. ويقول فرانسيسكو كاندراي (30 سنة): «الآن بات حيّنا ملوناّ. كنا نشعر بأننا منسيون ومعزولون عن بقية المدينة، لكن الجيد في الموضوع هو أننا كشباب نحاول تغيير وجه» سانتا في. لكن من غير السهل برأيه إزالة ندوب غيتو سابق مرتبط بالمخدرات والعصابات، «فالناس كانوا يعتقدون حتى الآن أننا أعضاء في عصابات لمجرّد كوننا من الشباب. الأكبر سناً كانوا يعتقدون أننا نرسم رموزاً للعصابات. لكن بعدما رأوا ما فعلناه باتوا يدركون أن ما نقدمه هو فنّ (...) وأن لذلك أثراً إيجابياً في الجميع». وحتى الساعة لم تقم العصابات بالردّ على هذه الهجمة الفنيّة المقامة ضدها.

مشاركة :