قطر تحول نفسها إلى «دولة مارقة» في الخليج بحملة مبرمجة

  • 8/31/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ تنظيم الحمدين بشكل واضح وممنهج إطلاق السهام على مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أن هذا المجلس ليس مجدياً في ظل هذه الظروف. هذه الحملة كانت واضحة قبل شهر حين بدأت ما تدعو نفسها بالدراما القطرية النيل من مجلس التعاون الخليجي واعتباره مؤسسة قابلة للبيع والشراء في المزاد العلني، هكذا كان مفهوم الوحدة الخليجية لنظام الحمدين مساومات وبيعاً، ظناً من هذا النظام أن ذلك على شاكلة الإرهابيين الذين يتم شراؤهم بالريال القطري. وتزامنت هذه الحملة الإعلامية مع تصريحات للسفير الإيراني السابق في الدوحة، عبد الله سهرابي، كشف فيها عن أن أمير قطر كان ينوي الانسحاب من مجلس التعاون منذ بداية الأزمة إلا أن مستشاريه نصحوه بالتريث. إذاً مرة أخرى يتأكد للعالم العربي وللدول الداعية لمكافحة الإرهاب أن خيارها بقطع العلاقات معها كان صحيحاً، وأن التعاون القطري الإيراني كان ولا يزال قائماً بين الطرفين ولعل الظروف الآن أتاحت أن تكشف عن هذا التعاون والتنسيق بين قوى الشر في المنطقة. درع الجزيرة ولعل من العوامل التي تضمن أمن واستقرار دول الخليج الآن، هو قوات «درع الجزيرة» التي أثبتت أنها الضمانة الأمنية لدول الخليج العربي، فيما تحاول قطر النيل من هذه القوة. اتخذ قرار تشكيل هذه القوة في نوفمبر 1982، حيث أقرت دول مجلس التعاون في دورتها الثالثة بالعاصمة البحرينية المنامة توصية وزراء الدفاع بتأسيس قوة دفاع مشتركة أطلق عليها قوات درع الجزيرة. وفي إبان الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990 اندفعت قوات درع الجزيرة بحسب اتفاقية الدفاع المشترك بين دول الخليج لحماية الكويت، وكان لها دور حيوي ومؤثر في عملية تحرير الكويت. أما في الشهر الثالث من العام 2011، فاتفقت دول مجلس التعاون الخليجي جميعها على حماية البحرين من الفوضى والاضطرابات المدفوعة من إيران، وأرسلت دول المجلس مجموعة من القوات من «درع الجزيرة» لحفظ الأمن والاستقرار ومنع انتشار الفوضى، وكان من بين الدول التي وافقت على هذه القوة الدوحة على مضض، وكشفت عن ذلك بعد الأزمة. ومع أهمية هذه القوة العسكرية واللحمة الخليجية، إلا أن قطر قررت أن تسقط من التاريخ الخليجي تماماً، بإعلان الحرب على مجلس التعاون الخليجي، وهذه سابقة لم تحدث في مسيرة مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه في مايو 1981، ما يعني أن الخليج اليوم أمام معطيات جديدة، وهي أن دولة مارقة تريد زعزعة الاستقرار في المنطقة والتعاون مع الحليف الأكثر شراً في العالم إيران من أجل المناكفة والمكايدة السياسية على حساب التوازن الإقليمي. ورأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم ناظر أن ما تقوم به قطر من أخطر الممارسات على أمن الخليج، وهو يعني النية المبيتة في إيذاء دول المنطقة، وبالتالي نحن أمام شيطان جديد وجار يريد الإساءة لكل الدول المجاورة ولا بد من الوقوف أمام هذه الممارسات. وأضاف حتى إن الدوحة استخدمت شعائر الحج في الخلافات السياسية وتحولت السياسة من هدف إلى حل الخلافات بالطرق السياسية والدبلوماسية في إطار الحفاظ على المصالح الأمنية، إلى ممارسات تهدف للنيل من الدول الشقيقة، لافتاً إلى أن الحملة القطرية على مجلس التعاون الخليجي تسقط قطر من التاريخ وتجعلها في قارة ودوائر سياسية أخرى. من جهته، اعتبر الكاتب فهيم الحامد أن قطر اليوم باتت أكثر خطر من قبل على دول المنطقة، ذلك أنها بدأت توظف الدول المحيطة في الخلاف مع دول الخليج، لافتاً إلى أن المسألة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر ما هي إلا مسألة أمنية حريصة على الأمن والاستقرار، فيما تحاول الدوحة اللعب على كل الحبال. واعتبر أن الحملة التي يشنها الإعلام القطري على مجلس التعاون الخليجي، حملة مبرمجة منذ بداية الأزمة، إلا أن الأوامر الخارجية وصلت الآن إلى الدوحة من أجل البدء بهذه العملية القذرة، مؤكدا أن مجلس التعاون الخليجي هو المكان الأنسب لدول المنطقة وستندم قطر على كل كلمة حيال هذا المجلس.

مشاركة :