دعت الأمم المتحدة إلى إحالة الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية، في وقت يستمر القتال حيث تتقدم قوات النظام باتجاه محافظة دير الزور. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، إن نحو 500 ألف سوري قُتلوا حتى الآن من جراء الحرب الدائرة في البلاد، علاوةً على الملايين الذين شُردوا وهَربوا، داعياً أعضاء المجلس لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتوفير الدعم الكامل للآلية الدولية الحيادية المستقلة. وطالب أوبراين، خلال كلمته في مجلس الأمن الدولي برئاسة مصر في نيويورك، أمس، السلطات السورية بإعطاء المجال للجنة التحقيق المستقلة للدخول إلى أراضيها، مضيفاً أنهم إذا فشلوا بالقيام في ذلك، فإن مرتكبي هذه الجرائم سيتشجعون وسيهربون من العقاب. وتابع: «سوريا تعاني نزاعاً له كلفة إنسانية مروعة، أجبرتنا على رؤية أسوأ ما في الإنسانية، وهو نزاع ضرب بنا جميعاً لأكثر من 7 أعوام دامية». وقف نار شامل من جانبه، دعا ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، المجتمع الدولي للعمل بفاعلية للوصول إلى وقف إطلاق النار شامل وبحث ملف المختفين قسرياً في سوريا، مؤكداً حثه الحكومة في دمشق على الانخراط في المفاوضات وعدم تضييع الوقت في محادثات تقنية. وخلال جلسة مجلس الأمن عن الوضع الإنساني في سوريا، قال دي ميستورا: «انخرطنا في جهود دبلوماسية واتصالات واسعة للدفع نحو حل سياسي للأزمة السورية، وبرغم أن العنف مستمر، فإن الجهود أيضاً مستمرة للحد منه». وأشار إلى التراجع الكبير في منسوب العنف في مناطق عديدة، لكنه أشار أيضاً إلى أنه «برغم الهدوء النسبي، فإننا قلقون من القصف الجوي في مناطق مثل ريف حمص الشمالي»، مؤكداً الأمل في التوصل، بالتعاون مع الروس، إلى منطقة خفض تصعيد في إدلب، وأنه يجب البحث في ملف المختفين قسرياً في سوريا. معارك الرقة وأسفرت معارك عنيفة بين القوات النظامية وتنظيم داعش في محافظة الرقة شمالي سوريا خلال الساعات الـ24 الأخيرة عن مقتل 64 عنصراً من الطرفين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأدت المعارك المستعرة منذ الثلاثاء إلى مقتل 38 عنصراً من «داعش» و26 عنصراً من القوات النظامية، بحسب المرصد. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «أن النظام يريد تأمين قاعدته الخلفية في محافظة الرقة من أجل التقدم نحو دير الزور». وأعلن قائد ميداني سوري، أمس، أن الجيش السوري دخل الحدود الإدارية لمدينة دير الزور، التي يسيطر على أجزاء منها تنظيم داعش الإرهابي. وقال القائد الميداني، في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية، إنه «بعد وصول طلائع الجيش السوري إلى كباجب أول قرية في دير الزور من الجهة الجنوبية، يكون بذلك الجيش السوري دخل إلى محافظة دير الزور»، متحدثاً عن معارك عنيفة تخوضها قواته في تلك المنطقة.
مشاركة :