تواصلت الاحتجاجات في المدن اليمنية رفضًا لجرعة رفع اسعار الوقود فيما اكد مسؤول بالرئاسة اليمنية أن قرار الحكومة في رفع الدعم عن المشتقات النفطية «الجرعة» ابتداءً من الأربعاء، اتخذ بعد موافقة جميع الأطراف السياسية اليمنية. وقال مستشار الرئيس هادي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور فارس السقاف: إنه وبحسب إجماع القوى السياسية المشاركة في الحكومة، حيث تم اتخاذ القرار باتفاق منذ البداية، حيث أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي، أنه لن يقرر الأمر إلا عبر الحكومة وعليها إيجاد البدائل. وتمكنت الشرطة أمس من تفكيك قذيفة صاروخية كانت موجهة إلى معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة البيضاء، جنوب العاصمة صنعاء.ونقل موقع وزارة الداخلية اليمنية عن مصدر قوله: إن القذيفة الصاروخية التي تم العثور عليها بجوار النادي الرياضي كانت متصلة بخازن كهربائي وجهاز مؤقت وتلفون سيار وبطاريتي شحن صغير.. موضحًا أن رجال الأمن من قوات الأمن الخاصة قد تعاملوا معها وأبطلوا مفعولها. وأشار إلى إن عناصر إرهابية وتخريبية هي من وضعت القذيفة وأن عملية المتابعة للمتورطين والمشتبه بهم ما زالت مستمرة. وقال الدكتور السقاف مستشار الرئيس هادي: إن الجميع اتفق على القرار، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن القرار بحد ذاته حكومي، لكن لابد أن يصاحب هذا الإجراء إجراءات اقتصادية ستكون في وقت لاحق.وكشف مستشار الرئيس عن وجود إجراءات اقتصادية أخرى سيتم اتخاذها، وكذا استيعاب أي اختلالات قد تنشأ جراء الرفع، لمساعدة الطبقة المتضررة. وحول موقف القوى السياسية - حيث لم تحدد رسميًا موقفها حيال القرار - أكد السقاف أن على المسؤولين في تلك القوى الصعود على وسائل إعلامهم ومواجهة جماهيرهم وتقديم المبررات الخاصة بهذا القرار. وأردف: لا يمكن إعفاء أحد من المسؤولية أيًا كان، ومن أي فصيل مشارك في الحكم. وفيما يخص ردود الأفعال من قبل المواطنين المحتجين أكد أن الأمور قد تأخذ ردود الأفعال ولابد أن يشعر المواطن بانعكاس القرار في حياته المعيشية والخدمية، منوهًا في السياق ذاته أن آثار هذا الإجراء ستطال المسؤولين، لأن عليهم تحمل مسؤولياتهم والتزام التقشف.. وجدد الدكتور السقاف تأكيده على أن القرار كان عاجلًا وضروريًا، معربًا عن اعتقاده بضرورة أن تصاحب القرار، إجراءات ومعالجات؛ لأنه في حال انعدامها فإن الضرر سيطال الطبقة الأكثر فقرًا وإذا لم يتطور الأداء الخدمي، فليس من الصحيح اتخاذ هذا القرار من البداية.. وحول الحديث عن اعتزام الرئيس هادي إجراء تعديل أو تغيير في الحكومة الحالية، أشار إلى أن ذلك ضمن إطار الاصطفاف الوطني، حيث ينبغي استيعاب القوى التي لم تمثل في الحكومة من أجل تحمل مسؤولياتها في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. وقال: إن هذا الأمر سيكون له مكان في التغييرات؛ لأنه يأتي بحسب مستحقات الاصطفاف الوطني الذي توجهت القوى السياسية نحوه». وفي السياق ذاته، جرح متظاهران اثنان في احتجاجات شهدتها، امس الخميس، مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن، فيما لا تزال المواجهات مستمرة بين محتجين وقوات الشرطة بمحافظة تعز التي قتل خلالها أربعة متظاهرين، في الوقت الذي كانت امرأة قد لقيت مصرعها برصاص قوات الامن في احتجاجات صنعاء. وفيما لم تعلن السلطات اليمنية احصائيات عن احتجاجات اليوم الاول، قتلت امرأة كبيرة بالسن برصاص جنود من الحماية الرئاسية يوم الأربعاء بصنعاء، إثر إطلاقهم النار على محتجين قطعوا الشوارع للاحتجاج ضد رفع اسعار المشتقات النفطية. وفتح جنود الحماية الرئاسية النار لتفريق المحتجين الذين كانوا يتظاهرون في شارع الشرطة بصنعاء. وقال سكان إن المرأة التي قتلت تُدعى «أمة الخالق حميد الدين» في الخمسينيات من العمر، كانت تراقب الاحتجاجات من نافذة منزلها الواقع داخل أحد الأحياء المجاورة لشارع الشرطة بصنعاء. وعلى صعيد متصل، فجر مسلحون مجهولون فجر امس الخميس خط أنابيب النفط الرئيس في محافظة مارب، شرق البلاد. وقال المشرف الأمني لشركة صافر ومصدر محلي لـ»المدينة»: ان المسلحين فجروا انبوب النفط في منطقة «العرقين» كيلو 29 في وادي عبيدة.ولم يُعرف بعد هوية المسلحين الذين فجروا الأنبوب، لكنها تزامنت مع احتجاجات في البلاد بعد إقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
مشاركة :