إيليا القيصر وأحمد العنزي | مع دخول عيد الأضحى المبارك، برزت مظاهر الاستعداد لاستقبال العيد من المواطنين والمقيمين، وشهدت الأسواق والمجمعات التجارية ومحال الملابس والأحذية إقبالاً كبيراً – رغم موسم الاجازات وسفر الكثيرين خارج البلاد – وذلك لشراء ملابس العيد ولوازمه للكبار والصغار. وخلال جولة القبس في عدد من المحافظات رصدت زيادة الزحام، رغم السيولة المرورية التي تشهدها البلاد حاليا، فإن الشوارع الرئيسية ومواقف الأسواق اكتظت بالسيارات، وعانى المتسوقون بحثا عن مواقف، لا سيما كبار السن والمعاقين، كما تكررت الشكاوى من ارتفاع الأسعار المبالغ فيه خلال أيام العيد في ظل رقابة ضعيفة من قبل الجهات المختصة. أجمع عدد من مديري أسواق الملابس والمطاعم وغيرها من الأنشطة على انخفاض حركة التجارة في السوق المحلية بنسبة %30 عن العام الماضي، نتيجة زيادة أعباء المعيشة ورسوم الخدمات الحكومية التي دفعت الكثير من الأسر إلى مغادرة البلاد، مما اثر سلبا في الأداء الاقتصادي وأضر بمختلف القطاعات. خلال جولة القبس في احد الأسواق التقينا احمد درويش وزوجته وأطفاله الثلاثة، وكان يقلّب بين أرفف الملابس لاختيار ما يناسب. سألناه عن رأيه في السلع والأسعار المعروضة، فأوضح انه كل عيد يعمد إلى زيارة عدد من الأسواق ومحال الملابس لقراءة الأسعار قبل الشروع في الشراء، مشيرا إلى انه يلاحظ دائما تفاوت أسعار السلع والمنتجات نفسها. وأشار إلى انخفاض جودة الملابس، رغم ارتفاع أسعارها، وان اغلب الملابس في السوق منتجات صينية الصنع، مطالبا بتشديد الرقابة على الأسواق لتفادي عمليات الغش التجاري التي يمارسها البعض بإخفاء بلد المنشأ. استغلال الأعياد من جانبه، قال فهد المطيري إن بعض أصحاب المحال يستغلون موسم العيد ويرفعون أسعار السلع بلا حسيب أو رقيب، مضيفا: على وزارة التجارة اعداد فريق مختص بالتفتيش على الأسواق العامة والمجمعات التجارية لضبط الأسعار واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق من يخالف التسعيرة. أما ناصر الشمري فيرى أن موسم العيد فرصة ثمينة لأصحاب المحال لبيع سلعهم المخزنة طوال الموسم، مشيرا إلى أن بعض السلع المعروضة أسعارها مبالغ فيها. وألمح الشمري إلى أن مصادفة العيد مع بداية موسم الدارسة أثقلت كاهل العديد من الأسر من الناحية المادية، مبيّناً أن المواطن يقوم بدفع الأموال مقابل قضاء العيد مسروراً. بدوره، أوضح يوسف الخالدي أن الأسر قبل قدوم الأعياد مضطرة إلى شراء كل ما هو جديد من ملابس وعطور وساعات رغم ارتفاع الأسعار، مطالباً الجهات المختصة ببسط رقابتها على الأسواق لرصد اختلاف سعر السلعة من مكان إلى آخر. الراتب طار «الراتب راح طار»، هكذا بدأ لافي الرشيدي حديثه عندما قال إنه أتى للسوق ومعه مبلغ 450 ديناراً، ولم يبق معه شيء لارتفاع أسعار الملابس والألعاب ومستلزمات المدارس، موضحاً أن رغبة الجميع في شراء الملابس الجديدة دفع بعض التجار إلى رفع الأسعار. وبيّن أحد كبار السن ويدعى أبو ثامر أنه أتى لشراء الحلويات قبل قدوم عيد الأضحى المبارك، ولكنه استغرق نصف ساعة حتى وصل إلى المحاسب من شدة الزحام في السوق. ويقول منصور سعود إنه فصل دشداشتين للعيد ووعده الخياط بتسليمهما له ليلة العيد نتيجة الازدحام الشديد وكثرة الطلبات، موضحاً أن سعر الدشداشتين 26 ديناراً رغم أن سعرها في الشهر السابق لم يبلغ 20 ديناراً. أصحاب المحال في المقابل، رصدت القبس آراء الباعة وأصحاب المحال التجارية من الملابس وألعاب الأطفال مستلزمات المنزل والخياطين ومديري المطاعم والمخابز للوقوف على حركة الأسواق خلال العيد، إذ كانت محال الملابس الأكثر حظاً في ارتفاع المبيعات، وأقر محمد رفاعي مدير أحد أسواق الملابس الشعبية في منطقة الري بوجود زيادة في حركة البيع والإقبال على الشراء منذ 4 أيام، لا سيما قبل العيد بيومين. وبيّن أن السوق تعمل بكامل طاقتها لاستيعاب الزيادة المطردة من الزبائن، على أن يأخذ الموظفون إجازتهم بالتناوب عقب العيد، حيث تقل حركة البيع. وأشار إلى المبيعات هذا العيد شهدت زيادة بنسبة %10 عن عيد الأضحى الماضي، وأن الإقبال على الأسواق الشعبية عموماً أكثر من المولات التجارية بسبب الأسعار المناسبة التي تنشدها أغلبية الأسر المكونة من أربعة أفراد فأكثر، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الأسعار لم تزد كثيراً عن العام الماضي. من جهته، قال محمد مكي صاحب محل ملابس في منطقة الفروانية إن %60 من البضائع في السوق مصدرها سوق الجملة، والباقي يستورد حصرياً بطلبيات خاصة ليتميز كل محل عن غيره ببعض الموديلات. الوجبات السريعة وتشهد مطاعم الوجبات السريعة عادة إقبالا كبيرا من الأسر والشباب خلال أيام العيد، وبسؤال عبدالفتاح محمد مدير احد المطاعم الشهيرة، في منطقة العاصمة، عن استعدادات العيد، أوضح أن أبرزها التأكد من وجود منتجات كافية في المطعم لتلبية الطلبات المتزايدة، وإعادة جدول مواعيد العمالة، واستعداد الطاقم للخدمة خلال فترة الذروة. وأشار إلى ان المطاعم تشهد اقبالا اكثر ثاني وثالث أيام العيد بعد انتهاء المواطنين من تبادل الزيارات والتهاني ثم الخروج والتنزه وارتياد المطاعم. ولفت محمد إلى ان نشاط المطاعم انخفض نحو %30 عن الأعوام السابقة، مؤكدا تراجع حركة التجارة بشكل عام نتيجة استغناء الكثيرين عن كماليات المعيشة، واقتصار مصروفاتهم على الأساسيات والضروريات. وبين ان اغلب الاسر العائدة من السفر لديها الكثير من الالتزامات كالإيجارات المتأخرة ومصاريف المدارس وملابس العيد، ما أدى إلى قلة الإقبال المعتاد على المطاعم. حلويات وألعاب بدوره، أكد نبيل الكفراوي مدير احد المخابز الشهيرة في منطقة الشامية أن الإقبال على الكعك والحلويات في عيد الأضحى أقل مما هو في عيد الفطر، نتيجة الاهتمام بالأضاحي وتناول اللحم، إلى جانب حلول العيد في فترة الإجازات وسفر اغلب المواطنين والمقيمين، موضحا انه في فصل الصيف يقل الإقبال بشكل طبيعي على تناول الحلويات عنه في الشتاء لارتفاع سعراتها الحرارية. أما راشد خان البائع في محل العاب أطفال فيقول إن أيام العيد تشهد إقبالا من الآباء والأمهات لشراء ألعاب لأبنائهم لتكتمل فرحة العيد، لافتا إلى ان الإقبال يزداد في موسم الصيف على الالعاب المنزلية، بينما يزداد الإقبال في الشتاء على الألعاب المستخدمة خارج المنزل كالدراجات و«اسكوتر» والسيارات الكهربائية. إقبال على المحلي بين محمد رفاعي (مدير سوق ملابس) أن الإقبال ازداد مؤخرا على الملابس المصنعة محليا، لاسيما ملابس النساء والبنات، لاسعارها المناسبة، وتوافق مقاساتها على عكس المنتجات المستوردة التي تختلف مقاساتها مع طبيعة اهل البلد، إلى جانب جودة الخامات ومهارة الصنعة. زحام عند الخياطين والصالونات كشفت الجولة عن ازدحام شديد في محال الخياطة سواء الرجالية او النسائية، إضافة إلى تكدس الزبائن في صالونات الحلاقة بأنواعها الرجالي والنسائي والأطفال. المعادلة الصعبة تكررت شكاوى أصحاب المحال من ارتفاع الإيجارات، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الأيدي العاملة والزيادة المرتقبة في اسعار الكهرباء، مما يضعهم في معادلة صعبة ما بين المحافظة على ثبات الأسعار مقابل ارتفاع التكاليف والمصروفات.
مشاركة :