أبدى مديرو الصناديق الاستثمارية قلقهم من التطورات السلبية لمناخ الاستثمار في قطر نتيجة لتواصل تخفيضات التصنيفات الائتمانية للاقتصاد القطري، وكذلك لكبريات الشركات والمؤسسات المالية والمصرفية وتباطؤ معدلات النمو حيث تحولوا إلى تبني نظرة سلبية تجاه قطر مجدداً. وأظهر استطلاع شهري تجريه رويترز أن مديري صناديق الشرق الأوسط يخططون للإقبال بقوة على الأسهم الكويتية في الوقت الذي تأخذ فيه السوق في اعتبارها توقعات بأن تضيف شركة إف.تي.إس.إي لمؤشرات الأسواق الدولة الخليجية إلى مؤشرها الثانوي للأسواق الناشئة. وأظهر الاستطلاع الجديد أن مديري الصناديق تحولوا إلى تبني نظرة سلبية تجاه الأسهم القطرية مجدداً، إذ يتوقع 38 منهم خفض مخصصاتهم بينما لا يتوقع أحد منهم رفعها. وفي الشهر الماضي بلغت النسبة 23 في المئة لكلا الجانبين. وسحبت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أموالاً من قطر في يونيو بعد أن قطعت العلاقات الدبلوماسية وروابط التجارة مع الدوحة في الخامس من يونيو الماضي، بسبب سياسات الدوحة الداعمة للإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة. وتواصلت عمليات البيع على ما يبدو في يوليو، لكن السوق القطرية تعرضت لضغوط جديدة في أغسطس في الوقت الذي أصبح فيه واضحاً أنه لا توجد فرصة تذكر لإنهاء الأزمة الدبلوماسية سريعاً، ومع نشوب مخاوف جديدة من أثر الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وانخفض مؤشر السوق القطرية 11 في المئة منذ الخامس من يونيو. وخفضت وكالة «فيتش» التصنيف الائتماني لقطر درجة واحدة إلى AA- مع نظرة مستقبلية سلبية، وعزت ذلك إلى تأثير العقوبات. ويضع تصنيف «فيتش» قطر عند نفس مستويات تصنيف الوكالتين الرئيسيتين الأخريين «موديز» و«ستاندرد آند بورز». وينذر خفض التصنيف بارتفاع تكلفة التمويل للبنوك القطرية، التي تمثل معظم قيمة سوق الأسهم، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعويض الودائع والقروض التي سحبتها دول عربية أخرى. ومن المقرر أن تعلن «إف.تي.إس.إي» بنهاية سبتمبر قرارها بشأن ما إذا كانت ستدرج الكويت والسعودية على المؤشر. ويعتقد محللون لدى أرقام كابيتال والمجموعة المالية هيرميس أن فرص تلبية البلدين لمعايير «إف.تي.إس.إي» عالية، لكن الانضمام الفعلي للمؤشر بعد اتخاذ القرار لن يحدث على الأرجح قبل أواخر 2018. ويتوقع 26 في المئة من المشاركين أن يزيدوا مخصصاتهم للأسهم الكويتية على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة بينما لا يتوقع أحد خفضها، بحسب الاستطلاع الذي شمل 13 من مديري الصناديق في المنطقة وأجري على مدى الأسبوع الأخير. وتعكس المخصصات أعلى مستويات التفاؤل بالكويت منذ تدشين الاستطلاع في سبتمبر 2013. وقال أكبر خان رئيس إدارة الأصول لدى الريان للاستثمار ومقرها الدوحة: «بعيداً عن التوقعات بارتفاع الإنفاق الحكومي، يأمل المشترون بأن تعلن إف.تي.إس.إي الشهر المقبل ضم الكويت إلى مؤشرها للأسواق الناشئة في سبتمبر 2018». وأضاف أنه نظراً لأن المستثمرين النشيطين حافظوا على مراكز منخفضة الوزن لفترة طويلة، فقد أطلق هذا موجة شراء لبعض الأسهم القيادية الكويتية». وعلى سبيل المثال ارتفع سهم شركة أجيليتي المتخصصة في الخدمات اللوجستية بما يزيد على 17 % في الشهرين الأخيرين.
مشاركة :