ذكر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين اليوم (الخميس)، أن المدنيين المحاصرين في معركة مدينة الرقة يدفعون «ثمناً غير مقبول»، وإن القوات المهاجمة ربما تنتهك القانون الدولي الإنساني بضرباتها الجوية المكثفة. وقال في بيان: «في ظل العدد المرتفع للغاية من التقارير عن الضحايا المدنيين هذا الشهر، وكثافة الضربات الجوية في الرقة، إضافة إلى استخدام داعش للمدنيين دروعاً بشرية، فأنا أشعر بالقلق من أن المدنيين، الذين ينبغي حمايتهم في كل وقت، يدفعون ثمناً غير مقبول، وأن القوات المشاركة في محاربة التنظيم لا تأخذ بعين الاعتبار الهدف النهائي لهذه المعركة». وأضاف أن «القوات المهاجمة ربما تتقاعس عن الالتزام بمبادئ الاحتياط والتمييز والتناسب وفق القانون الإنساني الدولي». وتابع الأمير «في هذه الأثناء يواصل مقاتلو الدولة الإسلامية منع المدنيين من الهرب من المنطقة، على رغم أن البعض يتمكن من الرحيل بعد دفع مبالغ طائلة من المال لمهربين. ولدينا تقارير أيضاً عن أن داعش تعدم مهربين علناً». ويسعى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من الرقة، فيما تتقدم قوات الحكومة السورية مدعومة بضربات جوية روسية وفصائل تدعمها إيران نحو المدينة أيضاً. وتقول الأمم المتحدة إن هناك حوالى 20 ألف مدني محاصرون في الرقة، حيث يحتجز المقاتلون بعضاً منهم دروعاً بشرية. وأشار الأمير زيد إلى أن مكتبه وثق وفاة 151 مدنياً في ستة حوادث خلال الشهر الجاري، بسبب ضربات جوية وهجمات برية. ووفقا لبيان الأمم المتحدة، ذكر التحالف بقيادة الولايات المتحدة أنه نفذ حوالى 1100 ضربة جوية على الرقة وقربها هذا الشهر، مقارنة بحوالى 645 ضربة في تموز (يوليو) الماضي، مشيراً إلى أن القوات الجوية الروسية أبلغت عن تنفيذ 2518 ضربة جوية في أنحاء سورية في الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر الجاري.