أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس اليوم (الخميس)، أنه وقع أوامر انتشار لإرسال قوات أميركية إضافية إلى أفغانستان تماشياً مع استراتيجية الرئيس دونالد ترامب بخصوص جنوب آسيا. وقال ماتيس للصحافيين «نعم وقعت أوامر، لكنها ليست كاملة. بعبارة أخرى وقعت بعض الأوامر بخصوص القوات التي سيتم إرسالها ونحن نحدد الأفراد المعنيين»، مضيفاً «الهدف بشكل عام هو تمكين القوات الأفغانية من القتال بفاعلية أكبر. إنهم مزيد من المستشارين ومزيد من المساعدين. دعم ناري على سبيل المثال». وأقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس بوجود حوالى 11 ألف جندي أميركي في أفغانستان، بما يزيد آلافاً عما أعلنته سابقاً معطية صورة دقيقة للتواجد العسكري الأميركي في ذلك البلد للمرة الأولى منذ سنوات. ولا يمثل هذا الإعلان زيادة في القوات، بل جاء بعدما أبدى ماتيس خيبة أمله إزاء أسلوب إحصاء الجنود الأميركيين في مناطق الصراع. وقالت الناطقة باسم البنتاغون دانا وايت: «هذه ليست زيادة في القوات» ولكنها إلى حد ما محاولة للتحلي بشفافية أكبر في شأن إجمالي حجم القوات الأميركية. وقالت «البنتاغون» سابقاً إن حوالى 8400 جندي أميركي موجودون في أفغانستان بموجب حد أقصى تم وضعه خلال إدارة باراك أوباما. وعلى رغم أن «البنتاغون» قالت إن هذه خطوة في زيادة الشفافية، إلا أنها لم تقدم إحصاء للقوات الأميركية في العراق وسورية. وقال مدير هيئة الأركان المشتركة اللفتنانت جنرال كينيث مكينزي: «هذه ليست محاولة لجلب مزيد من القوات، ولكنها لتوضيح سلسلة متخبطة جداً من قواعد الإبلاغ التي تؤدي دون قصد إلى إجبار القادة على تقديم تنازلات في شأن الاستعداد، ومن ثم فما تفعله (هذه الخطوة) هو أنها تتيح في شكل فعلي للشعب الأميركي معرفة ما يفعله أبناؤه وبناته في أفغانستان». ولم تعكس أعداد القوات التي كشف النقاب عنها سابقاً، مدى الالتزام الأميركي على الأرض لأن القادة يستقدمون أحياناً قوات بشكل موقت للالتفاف حول الحدود التي وضعت خلال إدارة أوباما. وقال ماتيس إنه سينتظر الحصول على إحصاء كامل لعدد القوات الأميركية في أفغانستان قبل أن يتخذ قراراً في شأن عدد الجنود الإضافيين الذين سيتم إرسالهم، واصفاً نظام الحساب ذلك بأنه «غريب». وفي شأن العراق وسورية قالت وايت إن «حساب عدد القوات ما زال قيد المراجعة». ويعتقد مسؤولون أميركيون أن مستويات القوات التي تبلغ رسمياً 5262 جندياً في العراق و503 في سورية، تقل ألفين عن العدد الفعلي للقوات الأميركية في كل من البلدين. وقالت وايت: «نراجع العراق وسورية وستحكم المبادئ الأساسية نفسها الطريقة التي نكشف بها هذه الأعداد أيضاً». وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الوضع السياسي الدقيق في العراق قد يكون أحد أسباب توخي الولايات المتحدة الحذر في الكشف عن الصورة الكاملة للقوات في هذا البلد.
مشاركة :