احتفل المسلمون أمس في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى المبارك، مع تدفّق أكثر من مليوني حاج من مشعر مزدلفة ثم إلى منى، وسط أجواء روحانية تحفّها السكينة والخشوع، إذ قاموا برمي جمرة العقبة الكبرى، ثمّ حلقوا الرؤوس إيذاناً بالتحلّل الأصغر ونحروا الهدي، قبيل إكمال شعائر الحج بالنزول إلى مكّة المكرمة للطواف بالبيت العتيق وأداء طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا المروة، حيث يتحلّلون نهائياً من الإحرام في التحلّل الأكبر. وأكّد الناطق الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، نجاح خطط يوم عرفة والنفرة إلى مزدلفة وصولاً إلى تصعيد جموع الحجيج إلى مشعر منى والبدء في رمي جمــــرة العقبة وأداء طواف الإفاضة. وقال التركي في مؤتمر صحافي أمس، إنّ الجهات المعنية بشؤون الحج تتابع مراحل تنقلات جموع الحجيج وما يقدم لهم من خدمات ليكـــملوا نسكهم بيسر وطمأنينة. ولفت التركي إلى أن موسم حج هذا العام خال من أي شعارات سياسية وما يتصل بذلك، مشيراً إلى أن حجاج بيت الله الحرام كانوا منصرفين لأداء مناسك الحج. وأضاف: «لم نلمس من حجاج بيت الله الحرام أنهم أتوا للتعبير عن مواقف سياسية وخلافه، هؤلاء أتوا ليؤدوا فريضة فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم، نلمس الحقيقة أن الجميع منصرف لأداء المناسك، ولم نرصد في الحقيقة حالات أو مخالفات يمكن التنويه عنها». وأوضح الناطق الأمني بوزارة الداخلية السعودية، أنّ الجهات المعنية بشؤون الحج تتابع مراحل تنقل جموع الحجاج وما يقدم لهم من خدمات ليكملوا نسكهم بيسر وطمأنينة، مبيناً أنّ «الجهات القائمة على خدمة ضيوف الرحمن ما زالت تستكمل الخطط المتبقية لحج هذا العام، الخاصة برمي الجمرات الثلاث خلال أيام التشريق، قبل أن يغادر الحجاج إلى المسجد الحرام لاستكمال ما تبقى من نسكهم من طواف وسعي والعودة إلى بلدانهم». وأشار إلى وجود مؤشرات عدة لنجاح موسم الحج من أهـــمها أمن وسلامة الحجاج وهو ما لمسه الجميع خلال هذه الأيام، إضافة إلى وصول الحجاج في وقت مبكر لمختلف المواقع بالمشاعر، وعدم توقفهم في الحافلات وسهولة التنقل وعدم تزاحم الحافلات أو المشاة على الطرق. لافتاً إلى أنّ اليسر والانسيابية في رمي الجمرات وطواف الإفاضة من أهم معايير قياس نجاح الحج إلى جانب تطوير المسجد الحرام ومنشأة الجمرات ومشروع الهدي والأضاحي، وتوافر شبكات الطرق ووسائل النقل الحديثة. أداء مناسك من جهته، أوضح مستشار وزير الحج والعمرة حاتم قاضي، أنّ أكثر من 1.9 مليون حاج تمكنوا حتى عصر أمس من رمي جمرة العقبة، ومن ثم التوجه للمسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة. وأبان قاضي أنّ برنامج التفويج من أهم برامج وزارة الحج والعمرة ويتم بالتعاون مع جميع الجهات التي تتشرف بخدمة حجاج بيت الله الحرام، ويمثل أداة مهمة في التسهيل والتيسير على الحجاج في تنقلاتهم بشكل آمن من المخيمات إلى منشأة الجمرات ثم إلى المسجد الحرام، مؤكداً أهمية التقيد بخطط تفويج الحجاج لمنشأة الجمرات وإلى المسجد الحرام من قبل المشرفين ومؤسسات الطوافة وشركات الحج لتحقيق أعلى معدلات السلامة. وأضاف القاضي أنّ الخطة تؤكد أهمية التزام الحجاج في ثاني أيام التشريق بالبقاء في مخيماتهم وعدم الخروج من الساعة الـ 10 والنصف صباحاً حتى الساعة الثانية ظهرا لتحقيق معدلات السلامة الآمنة في الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات، موصياً الحجاج بعدم حمل أي أمتعة أو أغراض أثناء الخروج من مخيماتهم إلى مرمى الجمرات. لا حوادث بدوره، أكد الناطق الإعلامي لقوات الدفاع المدني بالحج العقيد عبدالله الحارثي، أن قيادة القوات لم تسجل خلال رحلة الحجيج أي حادث يؤثر على سلامة حجاج بيت الله الحرام. وأوضح أنّ قوات التدخل والرصد والإنقاذ الجبلي التابعة للدفاع المدني تواجدت في محيط مسجد نمرة وجبل الرحمة بعرفات. مشيراً إلى أن الدفاع المدني نفذ فرضية لمواجهة السيول والأمطار شاركت فيها أكثر من 32 جهة حكومية، إضافة إلى فرق الغوص التابعة للقوات الملكية البحرية السعودية وحرس الحدود إلى جانب فريق الإنقاذ المائي بالدفاع المدني. وأفاد بأنّ قوات الدفاع المدني شاركت في نفرة الحجاج من صعيد عرفات إلى مزدلفة من خلال إدارة قطار المشاعر عبر تسع فرق تواجدت في محطاته التسع، مضيفاً أنّ الفرق المتواجدة بمشعر منى تقوم في يوم الوقوف بعرفة بإعادة مسح جميع المخيمات، والتأكد من توافر جميع وسائل السلامة فيها وخلو المخيمات من أي عائق يؤثر على سلامة الحجاج. وأكّد أن مبادرة استبدال الخيام بأخرى مقاومة للـــــحرائق في مشعر عرفات الذي جاء باقتراح من المديرية العامة للدفاع المدني وتبناها وزير الداخلية السعودي الأمير عبــــــدالعزيز بن سعود تمثل الحدث الأهم والأبرز هذا الـــعام. وأشار الحارثي إلى استبدال 95 في المئة من الخيام بمشعر عرفات هذا العام، فيما ستستكمل استبدال البقية العام المـــــبل وستــتم دراسة هذه التجربة وتطويرها بما يحقق أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام. خلو من الأمراض في السياق، أكّد الناطق الرسمي لوزارة الصحة مشعل الربيعان، خلو موسم حج هذا العام حتى الآن من الأمراض والأوبئة، مبيناً أنّ القطاعات الصحية تعاملت أمس مع عدد محدود من ضربات الشمس. وذكر الربيعان أنه تم تصعيد الحجاج المرضى عبر قافلة خادم الحرمين الشريفين الطبية من مستشفيات المدينة المنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث وقفوا بعرفة وعادوا إلى المستشفيات مرة أخرى. وأفاد بأنّ قطاعات وزارة الصحة أجرت منذ بداية شهر ذي القعدة وحتى أول من أمس 21 عملية قلب مفتوح و491 عملية قسطرة قلبية و1461 عملية غسيل كلوي و11 عملية ولادة، فيما بلغ إجمالي عدد الزيارات لأقسام الطوارئ 25899 زيارة وعدد مراجعي العيادات 47801 مراجع، بينما بلغ عدد مراجعي المراكز الصحية أكثر من 278 ألف مراجع فيما ما زال 135 حاجاً مريضاً يتلقون العلاج في مستشفيات الوزارة. وأوضح الربيعان أنّ أكثر الحالات الصحية التي جرى التعامل معها منذ يوم الخميس كانت حالات ضربات شمس وإجهاد حراري، مؤكّداً جاهزية منشآت وفرق وزارة الصحة لخدمة ضيوف في يوم النحر وطوال أيام التشريق. إحصاء إلى ذلك، قالت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، إن مجموع الحجاج لهذا العام بلغ أكثر من مليونين و350 ألف حاج، مشيرة إلى أن أكثر من مليون و750 ألف حاج قدموا من خارج المملكة. وأعلن رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، نجاح نفرة ضيوف الرحمن من مشعر عرفات إلى مزدلفة التي تمت بكل يسر وسهولة، موضحاً أن خطة النفرة تمت في زمن قياسي عبر قطار المشاعر وخطة النقل الترددي، التي جرت دون وقوع أية حوادث تُذكر. وعزّزت قوات تأمين الحج من إجراءاتها الأمنية والتنظيمية، وشوهدت طائرات مروحية تقوم بدوريات جوية للاطمئنان على سهولة تحرك الحجيج. كما ساهم رذاذ الماء الذي ألقته مضخات فوق أعمدة على طول الطرق في التخفيف من وطأة درجة الحرارة المرتفعة خاصة وقت الظهيرة.
مشاركة :