تركيا ما بعد الاستفتاء الكردي؟ ـ

  • 9/2/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

العلاقات الكردية التركية أثرا فاعلا في التمهيد لزيارة أردوغان ووزير خارجيته آنذاك احمد داود أوغلو الى أربيل ومن ثم فتح القنصلية التركية في أربيل ومشاركة مئات الشركات التركية في أعمار كردستان ومن ثم استقبال رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بشكل رسمي في انقرة ووضع علم كردستان بشكل رسمي في الجلسات والاجتماعات الرسمية بين الجانبين وحتى في مطار أنقرة. وسبق وأعقب ذلك زيارات لرئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني لانقرة واستقباله بحفاوة من قبل القادة الاتراك على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء. ويجب القول ان فتح القنصلية التركية في أربيل يمكن اعتباره اعترافا تركيا رسميا بفدرالية اقليم كردستان وخطوة جبارة في تعزيز علاقات الجانبين. ولو نظرنا العلاقات التركية مع كردستان العراق وقارنا هذه العلاقة بعلاقات أنقرة مع كل من سوريا وايران واليونان سوف نجد بونا شاسعا من الفروق والاختلافات الجوهرية لأن العلاقة مع حكومة الاقليم امتازت بالديمومة وصلابة المواقف الدبلوماسية والروابط الاقتصادية بين الجانبين بعكس الدول السالفة الذكر التي اتصفت علاقاتها بالفتور السياسي والتجاري مع ملاحظة ان مد الانبوب النفطي بين اقليم كردستان وتركيا بعدما قطعت بغداد ميزانية الاقليم كان له الاثر البالغ في تنمية اقتصاد الجانبين. وتشير التوقعات والخطط الاقتصادية في السنوات القادمة إلى ان هنالك مشروعا استراتيجيا لتصدير الغاز الطبيعي من كردستان الى أوروبا عبر الاراضي التركية. أما الان وفي الوقت الذي يقترب اقليم كردستان من اجراء استفتاء الاستقلال وصدور التصريحات بين فينة واخرى من قبل بعض الساسة الاتراك ومطالبتهم كردستان بالعدول عن الاستفتاء، فان الاسباب التي ذكرناها كفيلة باجبار الاتراك على الاعتراف باستقلال كردستان للحفاظ على مصالحهم بغض النظر عن مسألة غلق الحدود على كردستان والذي يتم تداولها بين الحين والاخر. فلجوء تركيا الى هذه الخطوة غير الناجحة سوف يتسبب بتعرض آلاف الاتراك الى البطالة علما ان الساسة الاتراك قد كرروا مرارا وتكرارا بأنهم لا يملكون النية للجوء الى هذه الخطوة الخاطئة وغلق الحدود على شعب كردستان وكان التصريح الاخير لوزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو تأكيدا لهذه الحقيقة. اليوم واقليم كردستان يتجه نحو الاستقلال فان ارهاصات وجود أن يكون العراق موحدا بعد الان قد انتهت بالفعل. ومن هنا يجب القول: أن الثوابت الخارجية لسياسة تركيا لن تتغير بشكل دراماتيكي، بمعنى نحن امام تحولات في السياسة التركية وقد تكون هذه التحولات تغيرات او اعادة ضبط في سياسة انقرة ولا يرتبط الامر فقط بالإرادة السياسية للأطراف الداخلة في المعادلة الدولية القادمة فقط بل تتعلق ايضا بطبيعة القوى الاقليمية والدولية التي تعمل للحفاظ على اهدافها السياسية.   آريان ابراهيم شوكت كردستان العراق

مشاركة :