الأسواق العالمية تستقر رغم التوترات السياسية وإعصار «هارفي»

  • 9/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أنهت أسواق الأسهم العالمية تداولاتها، مواصلة ارتفاعها للأسبوع الثاني على التوالي، مدعومة بالتعديلات التي تم إجراؤها على التوقعات الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي، والتي وصلت إلى 3% للمرة الأولى منذ العام 2015، علاوة على أن الأسواق استفادت من استعادة التركيز على الإصلاحات الضريبية والبيانات الصناعية التي توقع الخبراء أن تفوق التوقعات المرتبطة بها. رغم الحالة الإيجابية التي سادت الأسواق عموماً، إلا أن بعض العوامل السلبية أثرت على الأداء بشكل عام، وهي العوامل التي تتضمن الآثار التي خلفها الإعصار هارفي، والتوتر الجيوسياسي التصعيدي القائم مع كوريا الشمالية بعد قيامها بإطلاق صاروخ عبر الأجواء اليابانية، والذي اعتبرته الأسواق تهديداً حقيقياً. وقد أدت الحالة القريبة من التوازن بين العوامل الإيجابية والسلبية إلى تحقيق الأسواق أدنى مستوى من التقلبات منذ أواخر يوليو/‏تموز الماضي.وأشار خبراء إلى أنه يترتب على المستثمرين الاستعداد لأي تقلبات محتملة في الأسواق خلال الفترة المقبلة، مع التركيز على الاستثمارات ذات المداخيل الثابتة؛ حيث إنه وبالنظر إلى ارتفاع أسعار السندات عند هبوط الأسواق العالمية، فإنه يجب أيضاً على المستثمرين الاستفادة بأقصى شكل ممكن من طبيعة تلك العلاقة من خلال توجيه محافظهم الاستثمارية إلى السندات بشكل عام.ومن أبرز الأحداث التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي مواصلتها لأدائها الإيجابي، على الرغم من بعض التقلبات التي لازمت الأداء، وهو ما يعكس بعض التوازن الذي تحقق بين كل من العوامل الإيجابية التي تضمنت البيانات الاقتصادية الإيجابية من جهة، وحالة عدم الاستقرار والتوتر السياسي الذي نتج عن تصرفات كوريا الشمالية، وهو ما يعتبر نموذجاً عما يمكن للأسواق العالمية أن تواجهه، ويمكنها الاستفادة منه من خلال التركيز بشكل أكبر على التوجهات الإيجابية بغض النظر عن التقلبات السياسية التي لا يجب أن تلعب دوراً أكبر من حجمها في قرارات البنوك المركزية، تغيير أسعار الفائدة وفقاً لخبراء اقتصاديين.وواصلت معدلات البطالة تراجعها، وهو ما انعكس إيجاباً في التوقعات الاقتصادية؛ حيث أظهر تقرير الوظائف الأمريكي الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 156 ألف وظيفة في أغسطس/‏آب؛ وذلك على الرغم من أن الرقم جاء دون التوقعات بشكل طفيف، بيد أن متوسط الأشهر الثلاثة الماضية لم يقلّ عن 185 ألف وظيفة شهرياً، ما يعكس الأداء الجيد لسوق العمل في الولايات المتحدة. كما ارتفعت الأجور بنسبة 2.5% على أساس سنوي. وأظهرت البيانات الخاصة بالبطالة والعمل والوظائف صعود توجهات تغيير الوظائف في قطاعات معينة، علاوة على أن كمية الوظائف الجديدة الشاغرة تعكس الآفاق الإيجابية.وأظهرت البيانات الرسمية تعديل التوقعات الخاصة بنمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 3%، وهو أكبر معدل نمو متوقع استناداً إلى الأداء الاقتصادي منذ الربع الأول من العام 2015، علاوة على أن ذلك المعدل نما بشكل كبير من 1.2% التي تحققت في الربع الأول من العام الجاري، مدعوماً بارتفاع الإنفاق الاستهلاكي الذي ارتفع بمقدار 3.3% والاستثمارات التجارية التي سجلت ارتفاعاً ب 8.8% على أساس سنوي.وعلى الجانب الآخر، أدى الإعصار هارفي إلى آثار مدمرة على كافة المستويات؛ حيث إنه وبالتمعن في الاقتصاد من زاوية أكبر، فإن الآثار السلبية التي خلفها الإعصار، من المتوقع أن تكون قصيرة الأمد وفقاً للخبراء الاقتصاديين، رغم أن تلك الآثار لن تكون محدودة. وعند إجراء مقارنة بالكوارث الطبيعية السابقة، يتضح أن الناتج المحلي الإجمالي يسجل ارتفاعاً عقب الفترة التي تلي تلك الكوارث كما حدث عندما ضرب الإعصار كاترينا الولايات المتحدة قبل سنوات مضت، فيما أدى الإعصار ساندي إلى تراجع طفيف في توقعات الناتج المحلي الإجمالي حينها.وكان للتوتر الجيوسياسي القائم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية واللهجة التصعيدية التي سادت وسائل الإعلام والتصريحات المتبادلة بين الجانبين، أثر كبير على الأسواق العالمية الأسبوع الماضي، بعد قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ قالت وسائل إعلامية إنه كان موجهاً لليابان، بيد أنه في النهاية عبر أجوائها فقط. وقال محللون إن التوقعات المرتبطة بنشوب حرب نووية بين كوريا الشمالية ودول أخرى سيؤدي إلى إحداث آثار سلبية ويزيد مستوى المخاطر في الأسواق على المدى القصير.

مشاركة :