أعلن فريق من علماء جامعة كوينزلاند الأسترالية، نتائج بحثهم الأخيرة التي كشفت لأول مرة عن اللوزة الدماغية التي تعرف بـ «مركز الخوف» داخل المخ البشري يمكنها إنتاج خلايا عصبية جديدة خلال مرحلة البلوغ، وهي النتائج التي قد تحمل نتائج طبية هامة لحالات مثل القلق والرهاب واضطرابات ما بعد الصدمة.من المعروف أن عملية تكوين خلايا عصبية «neurogenesis» جديدة تحدث داخل مخ الثدييات خلال مراحل النمو، كما تنتج أدمغة البالغين من البشر خلايا جديدة أثناء التعلم، وتشير التقديرات أن الدماغ ينتج نحو 700 خلية عصبية جديدة كل يوم، وكان من السائد أن منطقتي «قرن آمون» و«لدونة الدماغ» المسؤولتان.يكشف البحث الجديد عن مكان جديد مسؤول عن إنتاج الخلايا العصبية، وهو اللوزة الدماغية المسؤولة عن الرهاب أو حالات الخوف في الأوقات العصيبة مثل الشعور خلال القتال المميت أو بعد التعرض لصدمة كهربائية وظهور أعراض مثل جفاف الفم وزيادة ضربات القلب. ويقول البروفيسور جافيري أحد أعضاء الفريق العلمي، إن هذا الكشف الجديد سيقود العلماء إلى تطوير علاجات وفهم أكبر لحالات مثل القلق والاكتئاب واضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية. بدأت الأبحاث بإجراء الفحص الدقيق على أدمغة فئران بالغين، ووجد الفريق العلمي من خلال الفحص بشائر لنمو خلايا سلفية عصبية في منطقة داخل اللوزة الدماغية، وبعد المراقبة على عدد آخر من الفئران، أكد العلماء أن تلك الخلايا سوف تستمر في التطور إلى أن تصبح خلايا عصبية كاملة لتكون بديلاً عن الخلايا الميتة وتقوم بمهامها كافة، وذلك خلال مدة لا تزيد على 8 أسابيع بعد نشأتها أول مرة. وأوضح التقرير البحثي الذي نُشر في دورية «Molecular Psychiatry» العلمية، أن الخلايا الجذعية السلفية «Precursor cells» المكتشفة تختلف عن الخلايا الجذعية المستحثة وافرة القدرة «pluripotent stem cells»، حيث إن الأولى قابلة إلى التحول لتصبح نوعاً محدداً من الخلايا.كما أكد البحث عن عدم زيادة إنتاج الخلايا العصبية في اللوزة الدماغية في حالات زيادة الخوف. ومن خلال بعض التجارب تبين أن الفئران التي تتعرض لأنواع كبيرة من الخوف والضغط على العقل لا تتأثر خلاياها العصبية الناشئة أو المتطورة بها على الإطلاق. ويقول البروفيسور بانكاج شا أحد أعضاء الفريق العلمي، إن النتائج الأخيرة تعد نقلة نوعية في فهم قدرات التجدد داخل المخ، بالإضافة إلى فهم أعمق لدور اللوزة الدماغية في تنظيم الشعور بالخوف والتعامل مع الذكريات المخيفة. وأضاف شا، بأن هذا الكشف يحطم النظريات والأبحاث العلمية السابقة التي كانت تقضي بأن المخ البشري للبالغين ثابت ولا يمكنه إحداث أي نوع من أنواع التطور.