بغداد - نفت القوات العراقية إبرام أي اتفاق مع تنظيم الدولة الإسلامية في قضاء تلعفر لخروج مسلحيه خلال عمليات التحرير التي تمت مؤخرا، ردا على تصريحات نوري المالكي الذي قال أن تحرير تلعفر لم يتم بالقتال وإنما بقتال مع الإرهابيين. وأكد قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" عبد الأمير رشيد يارالله أن "عناصر العدو منهم من قتل ومنهم من هرب إلى العياضية والمناطق الواقعة غرب تلعفر حين شاهدوا العدد الكبير لمقاتلينا". وأضاف المسؤول العسكري "لم يستسلم أي إرهابي إلى قطعاتنا، ولم يكن هناك أي اتفاق مع إرهابي، ولا توجد كلمة الاتفاق مع الإرهابيين في قاموس قطعاتنا العراقية، وسنذهب لنقتل العدو في الحويجة والساحل الأيسر للشرقاط ومناطق غرب الأنبار". وقال يار الله إن 115 فردا من القوات العراقية قتلوا وأصيب 679 آخرون خلال الحملة العسكرية التي بدأت في 20 آب/أغسطس الماضي وانتهت في 31 من الشهر ذاته، دون توضيح تفاصيل انتماءاتهم للجيش أو الشرطة والحشد الشعبي. وأضاف أن حجم الخسائر الكبيرة في صفوف القوات العراقية يوضح مدى "المعارك العنيفة التي دارت في تلعفر". وبشأن خسائر التنظيم قال يار الله إن "أكثر من ألفين إرهابي بينهم أكثر من 50 انتحاري قتلوا خلال معركة تحرير تلعفر". وكانت قيادة العمليات المشتركة شددت على أن القوات العراقية بكل تشكيلاتها قاتلت التنظيم في تلعفر ببسالة فائقة وقدموا التضحيات، نافية بشكل قاطع ما صرحت به بعض الجهات بأن هناك اتفاقا. وتأتي توضيحات القائد العسكري ردا على تصريحات نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي في بيان صدر قبل أيام، عن أن "الجميع علم أن تلعفر لم تحرر بقتال إنما باتفاق". علما أن تصريحات المالكي، المعروف بقربه من إيران، جاءت في معرض دفاعه عن اتفاق حزب الله اللبناني مع الدولة الإسلامية والذي يقضي بنقل المئات من مسلحي التنظيم من منطقة على حدود لبنان إلى البوكمال السورية على حدود العراق، حيث أثار الاتفاق غضبا واسعا في العراق على المستويين الرسمي والشعبي. واعتبرت القيادة ما صدر عن المالكي يأتي تبريرا لما حصل في سوريا، في إشارة إلى الاتفاق بين "حزب الله" والدولة الإسلامية الأخير. وتسود حالة غضب في العراق من الاتفاق الذي تم مؤخرا بين التنظيم وحزب الله وذهب الكثير من العراقيين إلى دعوة الساسة إلى أن ما حدث فرصة مواتية للعراق للخروج من جلباب إيران بعد أن أصبح من الواضح أن طهران تسعى للحفاظ على التوتر في البلاد حتى تستمر في توسيع رقعة نفوذها.
مشاركة :