من المتوقع أن يلتف نحو 20 مليون شخص في ألمانيا حول شاشات التليفزيون مساء الأحد لمتابعة المناظرة التليفزيونية الوحيدة بين المستشارة أنغيلا ميركل ومنافسها شولتس. قضايا عديدة على قائمة الموضوعات المطروحة خلال المناظرة. تواجه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل اليوم الأحد (3 أيلول/سبتمبر 2017) منافسها على مقعد المستشارية زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتس في مناظرة تلفزيونية هي الوحيدة لهما قبل الانتخابات التي تجرى هذا الشهر. ويمكن أن تكون المناظرة التي سيتم بثها على الهواء مباشرة أفضل فرصة لشولتس لتخطي التقدم القوي الذي حققته المستشارة في استطلاعات الرأي. ومن المتوقع أن يشاهد ما بين 15 و20 مليون شخص المناظرة التي تستمر 90 دقيقة. وسيسأل أربعة وسطاء تلفزيونيين مشهورين الزعيمين حول مجموعة من القضايا من بينها آثار فضيحة انبعاثات الديزل وخيارات التحالف بعد الانتخابات، وأزمة اللاجئين، بالإضافة إلى الإرهاب والسلامة العامة. وعلى الصعيد الدولي، يمكن أن تشمل الموضوعات روسيا وأوكرانيا وخطط الإصلاح الأوروبية، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي عادة ما ينتقد ألمانيا. وستشهد المناظرة على الأغلب، صداما بين شخصيتين مختلفتين تماما، إذ تتميز ميركل بهدوء الأعصاب على عكس خصمها شولتس حاد الطباع. وعلقت صحيفة "هاندلسبلات" على المناظرة مشيرة إلى أنها "الفرصة الأخيرة" لشولتس لقلب التوجه السلبي قبيل انتخابات 24 أيلول/سبتمبر. ويبقي المحافظون بزعامة المستشارة على تقدم 15 نقطة في مختلف استطلاعات الرأي على الاشتراكيين الديمقراطيين، وتشير جميع التوقعات إلى فوز ميركل بولاية رابعة، لتحقق بذلك رقما قياسيا من حيث مدة بقائها في السلطة في ألمانيا ما بعد الحرب، فيما لو أكملت ولايتها القادمة حتى النهاية. وفي مواجهة أنغيلا ميركل (63 عاما)، ابنة القس البروتستانتي في ألمانيا الشرقية سابقا، والعقلانية إلى أقصى الحدود التي تزن كلامها على الدوام بأدق ما يكون، يبدو سياق التلفزيون مواتيا أكثر لرئيس البرلمان الأوروبي السابق المعروف بطلاقته في الكلام والذي يصغرها سنتين. فهو المولود في ألمانيا الغربية الكاثوليكية، يعرف عن نفسه بأنه "رجل الشعب" وهو يبدي حرارة وحفاوة ويحرص على التذكير دائما بأنه مدمن كحول سابق أقلع عن إدمانه، كما أنه بدأ حياته المهنية كبائع كتب. من جهتها أعربت نقابة الصحافيين الألمان عن "دهشتها" إذ لاحظت أن ميركل "تريد بوضوح أن تملي على الشبكات التلفزيونية كيفية إدارة المناظرة التلفزيونية". وأقرّ رئيس تحرير شبكة "زد دي إف" بأن المستشارة هددت بعدم المشاركة إذا ما رفضت شروطها. ولا يمكن أن يكون الاختلاف أوضح بين المرشحين على صعيد الأسلوب كما على صعيد الموقع في الحملة الانتخابية. وهو ما أبرزته الأسبوعية "دي تسايت" في رسمين نشرا بحجم عريض، تظهر في إحديهما أنغيلا ميركل باسمة الوجه في شخص الملكة الأبدية الواثقة من نفسها، جالسة على عرش يحمل شعار النسر الالماني. بجانبها، يظهر مارتن شولتس وجهه محتقن ويتصبب عرقا، وهو يرتدي بدلة عمّال ويجهد لنشر مقعد منافسته. وباتت المستشارة معتادة على مواجهة المنافسة والمعارضة، وهي تبقى متمسكة باستراتيجيتها القاضية بالحفاظ على هدوئها في وجه المصاعب والتركيز على حصيلتها منذ وصولها إلى السلطة عام 2005، مع تحقيق نسبة بطالة متدنية تاريخية في ألمانيا. وبعدما شكلت خطرا عليها إثر تدفق أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد في 2015 و2016، تراجعت مسألة الهجرة إلى المرتبة الثانية بين اهتمامات الناخبين. ا.ف/ و.ب (د.ب.أ، أ.ف.ب)
مشاركة :