تصلني بين الحين والآخر، رسائل عبر «الواتساب» من الزملاء، فيها الكثير من الطعن السياسي للمجتمعات والضرب العقائدي تحت الحزام والطائفية والانزواء على مجموعة من الطوائف دون غيرها، الأمر الذي نتج عنه كره وحقد وطائفية نحو الطرف الآخر وعدم تقبله بعد تصنيفه وتصويره بأبشع الصور من تطرف وتلفيق أبعد ما يكون عن الواقع! وقد اتضح لي من خلال تلك الرسائل، انغلاق عدد كبير من المجتمع الكويتي على طائفته فقط، وعدم قبول الاخرين بأفكارهم، وهذه الرسائل تتداول فقط بين اصحاب الفكر المنغلق ليعاد ارسالها للاخرين من دون السماح لأنفسهم بتقبل اي فكر يعارض منطلقاتهم! اكتب تلك السطور ولديّ من الـ «قروبات الواتسابية» الشيء الكثير: سنة وشيعة، حضر وبدو، كويتيون وأجانب، وأفكار إسلامية وليبرالية و«دبمكجية» ايضاً! ومع ذلك، أفتح آفاقي لتقبل الاراء ومناقشتها بعيداً عن التشدد الذي أتمنى ان يتخلص البعض منه ويوسع مداركه، ليعرف ان الدنيا واسعة والأفكار تتوالد أكثر فأكثر، وما لم يقبل بعضنا البعض فسنضيع جميعنا ويخسر الوطن، بعد ان تتسع الفرق وتتشعب الطوائف ويصبح شعار الجميع، انا ومن بعدي الطوفان! هناك مَنْ يضرب بخط سير الكويت وتوجهها الخارجي المعتدل من اجل ان تتحقق مآرب تياره او طائفته، وكأنه يؤمل النفس بانه سيحيا في بلد غير الكويت اذا ما انعدم الأمن والأمان! صدقوني، لن تجدوا بلدا تعيشون به أفضل من الكويت، وان البلد الذي تدعمون تياره الطائفي او السياسي سيودي بكم غدا في غيابات الجب! احمدوا ربكم واذكروا خير الكويت عليكم وعلى الجميع ولا تنسوا ان النعمة زوالة والكويت حاضنة للجميع مَنْ يشكرها ومَنْ يطعن بها! ديرة ما مثلها ديرة! على الطاير: - من أروع ما كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: كلنا أشخاص عاديون في نظر من لا يعرفنا... وكلنا أشخاص مغرورون في نظر من يحسدنا... وكلنا أشخاص رائعون في نظر من يفهمنا... وكلنا أشخاص مميزون في نظر من يحبنا... وكلنا اشخاص سيئون في نظر من يحقد علينا! لكل شخص نظرته! فلا تتعب نفسك لتحسن صورتك عند الآخرين. يكفيك فقط رضى الله عنك، ثم رضى والديك ثم رضاك انت عن نفسك و«رضا الناس غاية لا تُدرك ورضا الله غاية لا تُترك... فاترك ما لا يُدرك، وأدرك ما لا يُترك»! ومن اجل تصحيح هذه الاوضاع، بإذن الله نلقاكم! email:bomubarak1963@gmail.com twitter: bomubarak1963
مشاركة :