ديرة «تحلطم» | مقالات

  • 5/9/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مجتمعنا مجتمع تشكي و«تحلطم». يتفنن ويتقن ناسه فن التنقيب والتفتيش عما يعكر النفس ويضيق أفق المزاج. فيتبعون ما يزعجهم متعمدين ويتصيدون أخطاء هذا وذاك وينشرونها ويضخمونها بزيادة بهارات الخيال والسخرية. ويتناقلها الآخرون ويزيدون عليها. ما يجعلنا نعيش في بيئة سلبية تعج بالشكاوى وتفيض بما يزعج ويضايق. ومع تكرار سلوك التشكي وتصيد السلبيات وتسليط الضوء عليها، ابتعد هؤلاء عن إمكانية رؤية الخير والجمال من حولهم، حتى كادوا يصبحون عاجزين عن تأمل منظر غروب مميز أو زهرة جميلة أو فرحة طفل. لذلك ترى البعض متجهماً عابساً بلا سبب. كأنه مختلف في نفسه مع نفسه. تشفق عليهم حين تراهم. ليس فقط لأنهم ينشرون الجو السلبي من حولهم وينقلون عدوى «التحلطم» والتذمر لأهلهم وأبنائهم ومن يحتكون بهم بينما يفترض أن يقدموا قدوة حسنة لهم، بل أيضاً لأن يفوتهم رؤية الكثير من الحب والخير الذي يمكن أن يبث الأمل في نفوسهم ويغيرها للأفضل والأصلح لو سمحوا بذلك. حاذر أن تكون من هؤلاء الذين تفوتهم فرصة معانقة الحياة ومعايشة كل خيرها وجمالها. تأمل وانتقد. حاور وناقش لكن ﻻ تغرق في السلبيات وﻻ تنزلق في رمال التشكي والتذمر المتحركة، وتذكر أن العالم كان موجوداً قبلك ولا يدين لك بشيء. أنت المطالب بالعمل والاجتهاد لإصلاح نفسك أوﻻ ومن حولك ثانيا. فامسح التذمر والعبوس عن وجهك واعمل واجتهد وابتكر.

مشاركة :