اضطر عدد من منظمات الإغاثة الدولية الأحد إلى وقف أنشطة تقديم المساعدات الإنسانية إلى المخيمات التي يقيم فيها أعداد كبيرة من مسلمي الروهنغيا في إقليم أركان جنوب غربي ميانمار؛ خشية تعرضهم لمخاطر من الناحية الأمنية، حسب تقارير حقوقية دولية. وقال هلا كياو رئيس المجلس الأوروبي للروهنغيا: "هناك سياسة تتبعها قوات الجيش والمليشيات البوذية في ميانمار منذ فترة طويلة من أجل إبعاد المنظمات الإغاثية عن إقليم أراكان". وفي تصريح لـ"الأناضول"، أرجع كياو هذه السياسة إلى هدفين رئيسين؛ أولهما "دفع المسلمين المقيمين في المخيمات إلى التمرد والعصيان نتيجة قلة المساعدات الإنسانية، ومن ثمّ وصفهم بالمتطرفين، والانقضاض عليهم، وارتكاب مذابح جديدة بحقهم". وتابع: "أمّا الثاني فهو فتح الطريق أمام ساكني المخيمات إلى الموت جوعا، مع وقف فعاليات المنظمات الإغاثية". ومنذ 25 أغسطس المنصرم، يرتكب جيش ميانمار، انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان شمالي إقليم أراكان، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهنغيا، حسب تقارير إعلامية. يُذكر أن منظمة برنامج الغذاء العالمي أعلن أمس السبت وقفه لأنشطته الإغاثية في إقليم أركان خشية تعرض موظفيه لمخاطر من الناحية الأمنية خلال عملهم. وتستمر لليوم العاشر على التوالي أفواج المشردين الروهنغيين في النزوح نحو حدود بنغلاديش طلبا للأمان بعدما فقدوا منازلهم وممتلكاتهم والمئات من ذويهم جراء ملاحقة الجيش الميانماري لهم بإطلاق الرصاص عليهم. ولا تتوفر إحصائية واضحة بشأن ضحايا تلك الانتهاكات، لكن المجلس الأوروبي للروهنغيا أعلن، الإثنين الماضي، مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال 3 أيام فقط. فيما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في وقت سابق اليوم، فرار أكثر من 73 ألف من الروهنغيا من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة بحقهم.;
مشاركة :