وسائل التواصل الاجتماعي أفسدت فرحة العيد

  • 9/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب ـ مصطفى عدي: انتقد عدد من المواطنين استعاضة الكثيرين عن الزيارات العائلية في الأعياد برسائل المعايدة الإلكترونية والاكتفاء بتقديم التهاني والتبريكات بالعيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن رسائل المعايدة سرقت فرحة العيد وأفسدت مضمون تلك المناسبة التي تمثل أحد مظاهر التقارب بين الإخوان وصلة الأرحام من خلال تبادل الزيارات والاستمتاع بأجواء العيد. وقالوا، في تصريحات لـ  الراية ، إن الأعياد فرصة لتلاقي الأحباب وتوطيد العلاقات فيما بينهم وصلة الأرحام؛ ما يبعث في النفوس مشاعر البهجة والسعادة للقاء الأقارب والأصدقاء. وأكدوا أن تقنيات التواصل الاجتماعي أثرت بالسلب على شكل العلاقات الاجتماعية في حياتنا اليوميّة وأصبح يعتمد عليها الكثيرون في القيام بواجبات تقديم التهاني أو التواصل مع الأهل والأقارب بضغطة زر واحدة ما أضرّ بالعلاقات الاجتماعية والروابط العائليّة. وأكدوا أنهم ما زالوا على عهد آبائهم وأجدادهم في حفاظهم على عاداتهم الموروثة والأواصر العائليّة، وأن مواسم الأعياد فرصة لصلة الأرحام والتآلف بين قلوب المسلمين، مشيرين إلى أن تعويض الزيارات العائلية بالرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف المحمولة، بات يهدّد صلة الرحم في المجتمع بعد أن حلّ الهاتف النقال محل الزيارات العائليّة عند العديد من الشباب.  الرسائل لا تغني عن الزيارات العائلية    يقول عبدالرحمن محمد إن الزيارات في المناسبات والأعياد كانت في السنوات السابقة أفضل بكثير مما نحن عليه الآن حيث أصبحنا نشاهد في السنوات الأخيرة كثرة المعايدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً إن وسائل التكنولوجيا الحديثة غيرت من شكل التهنئة في العيد عند البعض، حيث أصبح من الشائع إرسال تهنئة عبر الواتس أب أو الرسائل النصية بدلاً من الاتصال أو تبادل الزيارات التي من شأنها توطيد الأواصر وتقوية العلاقات الاجتماعية وضمان فعالية الاتصال. وأضاف: التهنئة بالمناسبات أو بالأعياد أو أي مناسبة اجتماعية بكل أنواعها ومناسباتها باتت مطلباً اجتماعياً لأنها تعمّق الشعور الوجداني والاجتماعي لكل أفراد المجتمع بدون استثناء. وأوضح أن التهنئة عبر مواقع التواصل لا تضاهي العلاقة المباشرة بالسلام والحديث كصلة للرحم أو تجديد للعهد ويرفضها الكثير من الناس لأنها لا تغني عن التهنئة المباشرة سواء كانت وجهاً لوجه أو عن طريق الاتصال المباشر لا سيما إن كانت العلاقة بين الطرفين علاقة من الدرجة الأولى كالآباء والأمهات لأنها ستصبح هنا نوعاً من أنواع المجاملة لإسقاط نوع من الواجب فقط، وتوجد فجوة من البعد النفسي والشعور بعدم الأهمية كون البعض يأخذها بمنحى آخر كأن لا يهنئ من لا يهنئه أولاً ويكتفي أحياناً بالإرسال بل يقوم بالاتصال. وقال: ما زلت أحافظ على تبادل الزيارات في الأعياد، وهو ما اعتدنا عليه منذ زمن طويل ولكن التغيّرات التي طرأت على حياتنا في العصر الحالي أضعفت العلاقات الاجتماعية بشكل واضح، لافتاً إلى ضرورة ألا يترك الناس تلك التقاليد التي اعتادها أجدادهم وآباؤهم، فالسمة الغالبة في التهنئة الآن هي إرسال المعايدات المكتوبة بدلاً من إجراء مكالمة وهو ما يشير إلى تأثير العالم الافتراضي على واقعنا بشكل مبالغ فيه أثر على كافة أنحاء حياتنا.  محمد العمادي:وسائل الاتصال دمرت علاقاتنا الاجتماعية   أكد محمد العمادي أن الكثيرين من أفراد المجتمع استبدلوا الزيارات العائليّة برسالة أو مكالمة هاتفيّة نظراً إلى ضيق الوقت ومشقة التنقل اللذين أصبحا بمثابة حجة للجميع، خصوصاً مع سكن أفراد العائلة الواحدة في أماكن مختلفة تبعد عن بعضها. وبيّن أن مواقع التواصل عبر وسائل الاتصال المتعدّدة حل في السنوات الأخيرة محل الزيارات العائليّة، خصوصاً مع وجود برامج اتصال مجانية مثل سكايب والفايبر ما أثر بالسلب على العلاقات الاجتماعية بين بعض الأفراد حتى ما بين الأقارب وبعضهم بعضاً. وحذر من أن الأجواء الحميمة بين العائلات والأصدقاء بدأت في الاندثار، وأصبح بعض الأهل والأقارب لا يلتقون بعضهم إلا في مناسبات العزاء، وذلك بعد أن استبدلت بقية المناسبات برسالة تحمل عبارة معايدة تدل على المناسبة يرسلها الشخص إلى الكل بضغطة زر واحدة، فأصبحت رسائل المعايدة باردة ولا يمكن أن تصبح وسيلة لصلة الأرحام. وأشار إلى أنه يحاول قدر الإمكان الحفاظ على تقاليد تبادل الزيارات بين الأقارب في المناسبات للحفاظ على صلة الرحم، مضيفاً: مشاغل الحياة لم تمنعني من صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأصدقاء خاصة في المناسبات وما زلت محتفظاً بالعادات والتقاليد. عبدالرحمن عبدالملك :تقنيات الاتصال أثرت على تجمع العائلة  قال عبدالرحمن عبدالملك : حدث العديد من التغيرات والمفاهيم في مظاهر التواصل في العيد ما بين الحاضر والماضي، لافتا أن الأباء يحاولون في العصر الحالي إعادة شيء ولو بسيطا من الماضي الجميل، قائلا: كنا عندما يأتي يوم العيد نسرع إلى ارتداء الملابس الجديدة ابتهاجا وفرحة بالعيد، ومن ثم نكبر تكبيرات العيد المعروفة، ثم بعد ذلك يتم الذهاب إلى مصلى العيد داخل «الفريج « لأداء صلاة العيد في جماعة ثم نعود بعدها إلى المنازل. مضيفا أنه بعد العودة من الصلاة يجد أن أهل البيت قد جهزوا بعض الأكلات الشعبية التي كنا نحبها كأهل قطر، لنذهب بها إلى مكان معروف للجميع ثم توضع اﻷطعمة بحضور جميع أهالي الفريج كبارهم وصغارهم من أجل تناول وجبة غداء العيد، وبعد الانتهاء من تناول الغداء نقوم بتبادل الزيارات والذهاب إلى منازل اﻷهل واﻷحباب والجيران للمعايدة عليهم. لافتا أنهم فقدوا العديد من هذه العادات الجميلة وأنه لم يعد هناك تبادل للزيارات كما هو الحال في السابق الا عند البعض والقليل منهم ، بل واختصرت المعايدة عن طريق الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، فالتقنية أفسدت علينا فرحة ولمة العائلة كما كنا نعهدها، لكن المجالس العائلية ما زالت تحافظ على هذا الإرث الأسري الجميل . خالد المنصوري:المعايدة عبر وسائل التواصل لا تكفي  قال خالد المنصوري إن التهنئة والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أشبه بالتهنئة الصامتة وغير المقنعة والتي يغلب عليها التكرار ما يجعلها تضعف العلاقات الاجتماعية والتي يحرص الآباء والأجداد على تقوية العلاقات بين أفراد العائلة. وأضاف إن كثيراً من الرسائل التي تأتي عبر مواقع التواصل غير معروفة باسم صاحبها ما يجعلك في حيرة من الذي أرسلها لك، حيث إن هذه الرسائل لا تعطي المراد من التهنئة وهي بديل غير مقنع للتواصل. وأشار إلى أن التواصل والمعايدة بمفهومها هي تعزيز للترابط بين الأسرة وتربية لقيم تنقل وتورث عبر الأجيال ناهيك عن الأجر العظيم في صلة الرحم وإدخال البهجة والسرور على الأقارب من خلال الزيارة أيام العيد حتى وإن كانت سريعة. ويؤكد أن اكتمال التهنئة يأتي بالمشاهدة ثم بالمكالمة ثم بالرسائل وهي أضعف التهاني، فكلما كانت التهنئة كاملة كان أثرها الاجتماعي أقوى في الترابط والتواصل وإن من غيب هذه المعاني السامية وهو يستطيع تناسى حقوق الآخرين في العيد سواء كان ذلك على مستوى الصلات المادية أو المعنوية فسيغيب عنه إحساسه بلذة العيد وفقد رونقه الإنساني والاجتماعي.

مشاركة :