باحثون يبرهنون من خلال تجربة نقل بعض أنواع الخلية إلى مخ القردة المصابة عن إمكانية تحسين علاج الشلل الرعاش دون مضاعفات خطيرة.العرب [نُشر في 2017/09/04، العدد: 10741، ص(17)]تجربة نقل الخلايا الجذعية لا تزال قيد الدرس ميونيخ – برهن باحثون من خلال التجربة على إمكانية تحسين علاج الشلل الرعاش بالخلايا الجذعية دون مضاعفات خطيرة. وقال فريق من الباحثين اليابانيين إن نقل بعض أنواع الخلية إلى مخ القردة المصابة زاد من امتصاص مادة دوبامين التي تحمل إشارات للمخ. وأوضح الباحثون تحت إشراف تيتسوهيرو كيكوشي من جامعة كيوتو أنهم لم يعثروا عند مراقبتهم القردة التي تمت معالجتها على ما يشير إلى وجود أورام خبيثة، أو غير ذلك من المضاعفات الخطيرة الناتجة عن العلاج. وقال الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة “نيتشر” إنه أصبح من الممكن الآن الشروع في دراسات متعلقة بهذا الشأن على البشر. واعتبر باحثون متخصصون في ألمانيا هذه الدراسة نجاحا في أساليب العلاج بالخلايا الجذعية ولكنهم رأوا أنه لا يزال من الضروري توضيح الكثير من القضايا المتعلقة بهذا الشأن. ينتج مرض الشلل الرعاش الذي يصيب نحو 280 ألف شخص في ألمانيا على سبيل المثال عن موت خلايا عصبية في منطقة الدماغ الأوسط المسؤولة عن إنتاج مادة دوبامين؛ وهي الخلايا التي يطلق عليها اسم خلايا الدوبامين العصبية. وليس هناك دواء لهذا المرض، الباركنسون، حتى الآن ولكن هناك أدوية وأساليب علاجية مثل التحفيز العميق للدماغ يمكن أن تحسن أعراض المرض بشكل واضح على مدى أعوام كثيرة. وجرب الباحثون تحت إشراف كيكوشي خلال دراستهم علاجا بالخلايا الجذعية على قردة المكاك طويل الذيل وذلك بعد أن تعمد الباحثون إعطاب خلايا الدوبامين العصبية بسم عصبي. وخلال العلاج قام الباحثون في البداية بإعادة خلايا جلد وخلايا دموية بشرية أولا إلى حالتها الجذعية ثم حولوا ما يعرف بالخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات إلى ما يعرف بالخلايا السلفية، أي الخلايا القابلة للتحول إلى أنواع أخرى من الخلايا. ثم نقلوا هذه الخلايا إلى منطقة الجسم المخطط بمخ القردة وركزوا خلاله بالدرجة الأولى على درجة أمان عملية النقل وفعاليته. وأظهر تحليل النتائج أن الخلايا السلفية في القردة لم تظل حية فقط بل نضجت وقامت بوظيفة خلايا الدوبامين العصبية، وذلك بصرف النظر عما إذا كانت الخلايا مأخوذة أصلا من مرضى الشلل الرعاش أو مأخوذة من أصحاء. وتحسنت القدرة على الحركة لدى القردة في الأسابيع التالية وكان تأثير هذا الأسلوب العلاجي شبيها بتأثير العلاج باستخدام عقار يتم تناوله بجرعة منخفضة. الفحوص التي خضعت لها القردة خلال العامين التاليين لم تظهر دلائل على إصابتها بأورام سرطانية؛ إذ أن الأطباء يخشون هذه الأورام بشكل خاص خلال العلاج بالخلايا الجذعية الجنينية والخلايا متعددة القدرات. وقال أندرياس هيرمان من مستشفى دريسدن الجامعي معلقا على الدراسة إنها أجريت بشكل جيد وستساهم نتائجها في اختبار أساليب العلاج بالخلايا الجذعية في السنوات المقبلة ميدانيا. ولكن عالم الأعصاب الألماني ينظر لهذه البادرة العلمية بعين الشك حيث قال “الخلايا الجذعية المستحثة تتميز بأنها توفر للمرضى إمكانية الحصول على خلايا من أجسامهم مما يجعلهم لا يحتاجون إلى الأدوية المثبطة للمناعة… ولكنّ هناك أسبابا تمنع تطبيق هذا الأسلوب العلاجي أحدها أن هذه الطريقة باهظة التكاليف”.
مشاركة :