توقف مشوار ماريا شارابوفا، العائدة الى البطولات الكبرى بعد ايقاف 15 شهرا بسبب المنشطات، الا ان اللاعبة الروسية أثبتت في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، انها عادت لتشكل جزءا من معادلة كرة المضرب، أكان على أرض الملعب أم خارجه. وخسرت شارابوفا التي فقدت كثيرا من لياقتها البدنية بسبب الايقاف، الأحد أمام اللاتفية اناستازيا سيفاستوفا المصنفة سادسة عشرة 7-5 و4-6 و2-6 في اول مشاركة في بطولة كبرى منذ 18 شهرا، والاولى لها في فلاشينغ ميدوز منذ 2014.في اول مشاركة في احدى البطولات الكبرى منذ استراليا المفتوحة مطلع 2016، والتي ثبت على اثرها تنشط شارابوفا (30 عاما)، تمكنت الروسية المصنفة في المركز 146 من اقصاء المصنفة ثانية عالميا الرومانية سيمونا هاليب على ملاعب فلاشينغ ميدوز.وفي حين انها لم تلعب سوى تسع مباريات بين نيسان/أبريل الماضي، تاريخ عودتها من الايقاف، وانطلاق البطولة الأميركية الاثنين الماضي، هزمت شارابوفا بفضل قوة ارسالها وسرعة تحركها في ارجاء الملعب وشهيتها للفوز، منافستها الرومانية التي كانت تهدف الى انتزاع صدارة التصنيف العالمي للمرة الأولى في مسيرتها بعد إخفاقها في ثلاث محاولات سابقة هذه السنة.وقالت شارابوفا بعد فوزها الأول في البطولة الأميركية "لن أنسى أبدا ما حققته هذا المساء".في الدور الثاني، تخطت شارابوفا المجرية تيميا بابوش الـ 59 بثلاث مجموعات بعدما خسرت الاولى بصعوبة 6-7 (4-7)، ثم فازت بسهولة في الاخيرتين 6-4 و6-1، وتغلبت اخيرا على الاميركية صوفيا كينين (136 عالميا) بنتيجة 7-5 و6-2.ولم يطبق برنامج منافسات الروسية بعد العودة بشكل طبيعي لانها تعرضت لاصابات جعلت مشاركتها تقتصر على أربع دورات فقط.واعتبرت بعد خسارتها امام اللاتفية المصنفة خامسة عشرة في البطولة "دفعت ثمنا باهظا بسبب قلة المباريات".الا ان بطولة الولايات المتحدة جاءت لتشكل لها منصة في ما تبقى من الموسم، وصفحة جديدة في مسيرتها "اريد ان العب مباريات لان لا شيء يحل محل المنافسات".وصرحت الروسية التي أحرزت خلال مسيرتها الاحترافية 35 لقبا منها خمسة ألقاب كبرى، "عندما كنت في الخامسة والعشرين، لم اكن اتصور ان جسمي يسمح لي بأن ابلغ هذا المستوى في سن الثلاثين (...) ثمة أمثلة كثيرة على أبطال تجاوزوا الثلاثين من العمر وحققوا نجاحات كثيرة، وهذا مصدر الهام بالنسبة لي".وستكون المشاركة المقبلة لشارابوفا في بكين أواخر ايلول/سبتمبر وستكون قريبة من المركز 100 في التصنيف العالمي.وينصب تركيز الروسية حاليا على تحسين تصنيفها بشكل يسمح لها بالمشاركة في بطولة استراليا المفتوحة 2018 دون ان تضطر لانتظار دعوة من المنظمين، او حتى ان تكون بين المصنفات الاوليات. - ملكة الرياضة والاعمال - وتبقى شارابوفا بجسدها "الهوليوودي" ذي القامة الممشوقة ونظرتها الباردة، احدى اكثر اللاعبات جذبا في كرة المضرب النسوية.وفي غياب "ملكة" هذه الرياضة الاميركية سيرينا وليامس التي وضعت قبل أيام مولودتها الأولى، كان منظمو فلاشينغ ميدوز سعداء بمنح شارابوفا بطاقة دعوة خلافا لنظرائهم في رولان غاروس الفرنسية.ولفت الانتباه في الدور الأول فستانها الاسود الذي يزاوج بين الدانتيل والجلد بناء على طلب من الراعي شركة "نايكي" الأميركية للتجهيزات الرياضية، وتصميم ريكاردو تيستشي، المدير السابق لدار "جيفينشي" للأزياء. ويباع الفستان في المتاجر بسعر 500 دولار.وتعد شارابوفا سيدة أعمال ناجحة أيضا، فهي تملك شركة حلويات "شوغربوفا" ومنتجات تجميل، وجمعت ثروة وصلت الى 200 مليون دولار، 36 مليونا منها فقط من الملاعب. وقد جعلت عودتها تتزامن مع قرب نشر سيرتها الذاتية بعنوان عاطفي هو "لا يمكن وقفها".ولا تعد شارابوفا الأكثر شعبية بين اللاعبات، لاسيما ان دعوتها الى دورات كرة المضرب، لاسيما بطولة فلاشينغ ميدوز، أثارت العديد من الانتقادات في أوساط اللاعبين واللاعبات.ولم تخف الدنماركية المصنفة خامسة كارولين فوزنياكي غيظها بعد خروجها من المنافسة، وقالت "رؤية احداهن عائدة من الايقاف بسبب المنشطات وتلعب كل مبارياتها على الملعب الرئيسي، أمر مثير للنقاش".وردت الروسية المصنفة اولى في العالم سابقا "مع احترامي للبرنامج، وكما تعلمون، فلست انا من يضعه. انا في الدور الرابع، ولا اعرف اين هي. انا منافسة كبيرة، واذا جدولت مباراتي في موقف للسيارات في نيويورك سيتي، فسأكون سعيدة باللعب هناك، لكن هذا لا يهمني، فكل ما يهمني هو انني في الدور الرابع".وشددت على انها لا تتأثر بالانتقادات، وختمت بالقول "لقد تجاوزت هذه النقطة. طريقتي في الرد تكون باظهار قيمتي في الملاعب".