الأجمل والأسوأ في مغامرات أكبر متسلقي الجبال سنا

  • 9/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اسلام آباد - جازف اوسكار كادياتش على مدى اكثر من 30 عاما بحياته لقهر اعلى القمم في العالم في هملايا وغيره من الجبال تحدوه الرغبة بالارتقاء الى مصاف كبار المتسلقين العالميين. ومع بلوغه سن الرابعة والستين يمكنه ان ينسحب والتقاعد بعدما تسلق القمم الاربع عشرة التي يزيد ارتفاعها عن ثمانية الاف متر من دون استخدام الاكسجين، على ما يؤكد. وحدهم نحو عشرين شخصا حققوا هذا الانجاز قبله على ما يبدو. ولا تتوافر اي هيئة رسمية يمكنها ان تؤكد انجازه هذا الا ان احدا لا يطعن به وهو معروف في اوساط خبراء تسلق الجبال. باشر مسعاه بعدما نجح في تسلق قمة نانغا باربات (8126 مترا) في العام 1984. وتسلق بعد ذلك خصوصا جبال ايفرست وماكالو ولوتسه وانابورنا وكاي 2... وانتهت المغامرة في يوليو/تموز الماضي مع الوصول الى قمة جبل بوردبيك في باكستان كما اكد نادي الجبال في باكستان. وكانت تلك القمة الرابعة عشرة والاخيرة الناقصة في سجله وقد فشل ثلاث مرات في الوصول الى اعلاها سابقا. واصبح الاسباني بذلك اكبر متسلقي الجبال سنا يتربع على القمم الـ14 التي يزيد ارتفاعها عن ثمانية الاف متر من دون الاستعانة بالاكسجين على ما اظهرت بيانات متوافرة جمعها خبراء بأعلى قمم العالم. الا انه كاد يخسر حياته خلال سنوات المغامرة الثلاث والثلاثين التي خاضها فيما فقد عددا من رفاقه خلال تسلق الجبال. وقال الرجل وأصله من كاتالونيا والذي لا يزال وجهه يحمل اثار لفحات الشمس خلال وجوده في اسلام اباد في طريق عودته الى اسبانيا "لقد زال حمل ثقيل عن كتفي. لقد انجزت المهمة وحان الوقت لاتقاعد". وشدد على انه سيستمر في تدريب متسلقي جبال وفي نشر قصته. ولفتت بيلي بيرلينغ متسلقة الجبال المقيمة في كاتماندو والصحافية التي تدير قاعدة المعلومات "هملايان داتابايس" الى ان اوسكار كادياتش "قام باشياء ملفتة. فقد حاول مثلا تسلق الجانب الشمالي الشرقي لايفرست مرتديا ملابس كتلك التي كان يرتديها جورج مالوري واندرو ايرفاين في العشرينات وكان ذلك في العام 2000. الا ان هذه المهمة لم تنجح لانه وافراد الفريق اصيبوا بالبرد الشديد". الجبل القاتل اولا واوسكار كادياتش دليل جبال محترف وقد تدرب اولا في اسبانيا. وبدعم من اطراف راعية، شارك في 67 رحلة تسلق جبال من بينها 37 محاولة على ارتفاع يزيد عن ثمانية الاف متر لتحقيق حلمه. واختار في العام 1984 نانغا باربات في باكستان ليتسلقه كأول جبل يزيد عن هذا الارتفاع. وهو ملقب بـ"الجبل القاتل" بسبب المآسي الكثيرة التي حصلت على سفوحه. وانتقل بعدها الى قمم اخرى. وكادت رحلة الى كانغشينجونغا في نيبال في العام 2007 تضع حدا لمسيرته. فقد اجتاحه البرد الشديد وواجهته رياح عاتية تبلغ سرعتها حوالي مئة كيلومتر في الساعة وبقي متدليا من حبل يوما كاملا على سفح جرف صخري وافلت بشق الانفس من سقطة في الهاوية. وروى قائلا "كادت يداي تنزلقان عن الصخرة إلا انني تمكنت من رفع جسمي". إلا ان الحظ لم يحالف اخرين معه. وقال "تبين لي بعد ذلك ان صديقي الذي كان معلقا معي على الجرف نفسه سقط واختفى". وسبق للمآسي ان دقت بابه العام 2004 على جبل كاي 2 ثاني اعلى قمة في العالم والاعلى في باكستان مع وفاة زميله مانيل دي لا ماتا في اليوم الاخير من الرحلة. قد اصيب هذا الاخير بجلطة رئوية بسبب الارتفاع العالي. وقد دفنه رفاقه في المخيم الاساس في كاي 2. وبعد هذا الفشل انتظر كادياتش حتى العام 2012 لينطلق مجددا وبنجاح هذه المرة، لقهر قمة الجبل الباكستاني هذا. واوضح "جلست بجوار قبره قبل ان ابدأ بتسلق القمة وقلت له باني سانقل اليه خبرا سارا او سابقى معه هنا". واكد كادياتش "جبل كاي 2 اعطاني الاجمل والاسوأ. فتمضية ليلة كان القمر فيها بدرا على قمته كانت اجمل لحظة في حياتي. وقفت لا اتحرك متأملا النجوم والقمر والعالم عند قدمي". وقال ان ايفرست الملقب سطح العالم والذي تسلقه مرتين اجواؤه مختلفه عن كاي 2". وشدد على ان "ايفرست يستقبلنا بالترحاب فالاحوال الجوية وظروف التسلق فيه كلها ترحب بالشخص خلافا لكاي 2. فهو ينبذنا. ظروف التسلق والطقس تزداد تفاقما كلما صعدنا". وتشكل الاحوال الجوية والاستعداد النفسي عنصرين حيويين في غزو هذه القمة التي تعتبر من الاصعب في العالم. واشار اوسكار كادياتش الى ان الحظ يلعب دوره ايضا موضحا "احيانا تكون كل الشروط مجتمعة لكن المرء يفشل لان ساعته لم تحن بعد".

مشاركة :