في هذا الحوار، نتعرف إلى التحديات التي تواجه ديما، والتدريبات التي تخضع لها، والمغامرة الأحب على قلبها خلال مسيرتها. بدأت تيما دريان في تسلّق الجبال عام 2016 وتسلّقت قمة جبل أفرست في أيار/مايو 2019 لتصبح بذلك أول لبنانية تصل إلى أعلى قمة في العالم. كما نجحت تيما في إكمال رحلة استكشافية لمدة شهر في القارة القطبية الجنوبية أواخر العام الماضي، حيث تسلّقت جبل فينسون، وهو أعلى قمة في القارة على ارتفاع 4892 متراً قبل التزلج في القطب الجنوبي، وتتدرّب الآن على رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي في نيسان/أبريل القادم. - ما الذي دفعك إلى المغامرة وتسلق الجبال؟ لطالما أحببتُ الرياضة بكل أنواعها. فكنت أمارس الغطس، والقفز بالمظلات، وقفز البنجي. وكنت ضمن فريق السباحة وفريق كرة السلة في المدرسة. لطالما أردتُ احتراف الرياضة، لكني لم أكن أعرف أي نوع من الرياضة. ذات يوم، رأيتُ أحدهم يتحدث عن مغامرته في جبل إيفرست، وتذكّرت فوراً رحلة قمتُ بها مع عائلتي إلى النيبال عندما كان عمري 14 عاماً. تذكرت كيف حلقنا فوق جبال الهيمالايا ورأينا جبل إيفرست. يومها حصلت على بطاقة تذكارية تقول إني حلقت فوق جبل إيفرست، لكني لم أتسلقه، ووعدتُ نفسي بأن أعود ذات يوم وأتسلقه. هكذا، بدأتُ أبحاثي وقررتُ تسلق أول جبل، وكان جبل إلفروس، أعلى جبل في أوروبا. عند بلوغي قمة ذلك الجبل، أدركتُ أن جسمي مهيأ لتسلق الجبال، وعرفتُ أني سأبرع حتماً في هذه الرياضة. هكذا، توقفتُ عن ممارسة كل أنواع الرياضة الأخرى، وركزتُ على تسلق الجبال، وحاولتُ تسلق أكبر عدد ممكن من الجبال، بما في ذلك القمم السبع وقمة إيفرست. - ما هي التدريبات والتمارين التي تواظبين عليها لاكتساب اللياقة البدنية الضرورية؟ رحلتي إلى القطب الجنوبي كانت صعبة ومحفوفة بالمخاطر، إذ تطلبت مني الكثير من الاستعدادات الجسدية والعقلية. سأذكر لك بعض الأمور التي توجّب عليّ التدرب عليها قبل الرحلة: اللياقة البدنية: تتطلب الرحلة إلى القطب الجنوبي لياقة بدنية مهمة، مع قدرة كبيرة على التحمل وقوة ملحوظة في جهاز القلب والشرايين. أمارس عادة تمارين الأيروبيك والتمارين الرياضية الأخرى التي تعزز قوة قلبي وتسمح لي بأداء أفضل مع جهد أقل. هكذا، أستطيع التزلج لمدة 8 ساعات متتالية من دون كلل. الخبرة في التزلج والسفر عبر الثلج: حرصت على ممارسة التزلج في بيئات مختلفة وظروف ثلجية متنوعة وتأكدت من أنني قادرة على استخدام معدات التزلج بسهولة. القدرة على تحمل الطقس البارد والمرتفعات العالية. القطب الجنوبي بارد جداً مع مرتفعات تصل لغاية 3000 متر، ولذلك علينا أن نكون مستعدّين لتأثيرات البرد في الأجسام، ونجيد التعاطي معها عند حدوثها. ولا شك في أن خبرتي في تسلق الجبال، الممتدة على ثماني سنوات، هيأتني لبيئة القطب الجنوبي. الاستعداد الفكري: تتطلب المغامرة مستوى عالياً جداً من التركيز والعزم والصلابة العقلية. ولذلك، واظبتُ على ممارسة تمارين التأمل وتحديد الأهداف والتصور، وقد ساعدتني كلها في المغامرة. ولا أنسى طبعاً الغوص في المياه الشديدة البرودة مرات عدة أسبوعياً لتقوية العقل وتهيئته لتحمل البرد والألم. - من يساعدك في الاستعدادت؟ تدربت لوحدي على المغامرات خلال الأعوام الثمانية الماضية. شاركت في العديد من الدورات وورش العمل وعملتُ مع اختصاصيين لتطوير برنامج تدريبي وتهيئة عقلي وفكري قبل القيام بأية مغامرة. - كيف تتغلبين على التحديات التي تواجهك؟ هناك ثلاثة أمور أركز عليها لمواجهة التحديات. 1. أسأل نفسي دوماً كيف أتصرف بعقل ناضج، وعلى هذا الأساس، أواجه التحدي وأتغلب على العقبات وأركز على الهدف. 2. أتحدث مع نفسي بدل أن أصغي لنفسي. فهذا يساعدني على صفاء الذهن والتخلي عن الخوف والقلق، ويسمح لي باتخاذ قرارات أفضل والقيام بالخطوات الصحيحة. 3. أركز دوماً على الحل وليس على المشكلة. أفكر في كل الخيارات المتاحة لمعالجة المشكلة، مما يساعدني على تخطي العقبات واكتساب المزيد من الثقة. - أنتِ أول لبنانية وأصغر عربية تصل إلى قمّة جبال ايفرست عام 2019، وأوّل لبنانيّة تصل إلى القطب الجنوبي. ما كان شعورك عند رفع العلم اللبناني هناك؟ بعدما تدرّبتُ طويلاً ومن دون كلل لبلوغ قمة إيفرست والقطب الجنوبي، شعرتُ بالكثير من الفخر والسعادة لكوني أول لبنانية وأصغر عربية ترفع العلم اللبناني في القطب الجنوبي. شعرتُ يومها بالكثير من الفخر والارتياح، وفي الوقت نفسه وقفتُ مذهولة أمام عظمة الطبيعة وقوة إصرار الإنسان. - أصبحتِ على مقربة خطوة واحدة من استكمال تحدي "إكسبلورر غراند سلام"، بعد نجاحك في استكمال رحلة استكشافية لمدة شهر في القطب الجنوبي. أخبرينا عن استعداداتك. أتمرّن حالياً لتدريب جسمي وعقلي للذهاب إلى القطب الشمالي. أبحث عن شركات ترعى هذه الرحلة وتدعم فكرة إنجاز أول عربية لتحدي "إكسبلورر غراند سلام". - ماذا عن شراكتك مع هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة؟ وما الهدف منها؟ تحت عنوان السياحة المنوازنة، تحرص هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة على دعم قطاع السياحة في الإمارات بمختلف طرق الاستدامة (البيئة، الثقافة، الحفاظ على التنوع البيولوجي...). ومن خلال حملة توعية بالاستدامة من القطب الجنوبي، حاولتُ إبراز كيفية تأثير أفعالنا في الجانب الآخر من العالم وكيف يمكننا جميعاً اتخاذ خطوات صغيرة لحماية كوكبنا. أشجع الجميع على تبني فكرة العيش المستدام.
مشاركة :