كلمة الملك.. قراءة ومضامين - بينة الملحم

  • 8/4/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

كانت كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز المدوية هي الحدث السياسي الأهم في الأسبوع الماضي؛ ليس كونها عبّرت عمّا يجيش في نفوس وقلوب العرب والمسلمين وبما حملتْه من مضامين تعكس الديبلوماسية السعودية وقوتها وصرامتها في مواجهة الأحداث فحسب، إنما وقد وضعت النقاط على الحروف وكشفت العلاقة بين ما يجري ويعصف بالمنطقة العربية ويُحاك لها. الإدراك الديبلوماسي السعودي العميق والمحيط بخفايا الأحداث والتي أبانتها كلمة الملك حيث قابلت بين إرهاب دول وبين إرهاب جماعات تتخذ من الدين شعارات ومسميات لتمرّر مشاريعها السياسية والعلاقة فيما بينها ليس بمستغرب وخبرة المملكة في مكافحة الإرهاب وإحباط كل المحاولات التي كانت تتربص بأمنها واستقرارها. فأيّ باحث وقارئ للمشهد وخبرتنا من بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر يعرف جيداً أن المملكة التي تقود حرباً ضد كل أشكال الإرهاب، فحينما دعا الملك الحكيم لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وكانت من أكثر الدول التي اُستهدفت منه وعملت على تجفيف منابع إرهابية، وأحبطت كل العمليات الإرهابية قبل وقوعها. وأسسّت لمشاريع مناصحة وعدّلت المناهج ونظّمت عمل الجمعيات الخيرية، فضلاً عن الوعي الذي ظهر لدى السعوديين كمجتمع ورفضهم لكل أشكال الإرهاب، وكيف كنّا نرى السعوديين يعبرون عن فرحهم بعد كل نجاح تحققه قوى الأمن. بينما في المقابل هذا الصمت والتفرّج الدولي هذا يعني إذن أننا أمام مزايدة واستهداف مفضوح لنا وللمنطقة العربية بأسرها. مع حالة التمدد المكشوفة ونمو جماعات الإسلام السياسي الإرهابية وكيفية تشكلها وتأثرها بالثورة الإيرانية من جهة، إلى مؤثرات أخرى من مصالح ومخططات تحالف دول وليس آخرها استغلال القضايا العربية والإسلامية مثل قضية فلسطين التي باتت كقميص عثمان الذي به يتاجرون يدعونا لاسترجاع حينما قالها الملك الحكيم "إن مجلس الأمن هو الكيان الدولي المعني بتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وإذا فشلنا في جعله يهب لنصرة الأمن والسلم الدوليين في كل من سورية وفلسطين ووقف أعمال العنف التي تمارس ضدهما، فعلينا أن ندير ظهورنا له وأن نعمل على بناء قدراتنا لحل مشاكلنا بأنفسنا". لا يمكن الفصل بين الأحداث المحيطة وبين استهداف المملكة؛ كشفت مخططات ما سُمّي زوراً بالربيع العربي عن التحالف واستخدام ورقة الإرهاب والجماعات الإرهابية اللاعب السياسي الأساسي لتنفيذ أجندة ذلك المخطط. حذّرت في هذه الزاوية منذ بداية اشتعال شرارة الفوضى والاضطراب العربي أن ما ادعوه زوراً بالربيع العربي لن ينهي القاعدة ولا الإرهاب بل سيمنح التنظيم قوة إضافية لأن الشباب الذين سيزج بهم دعاة الإرهاب والسياسة تحت شعارات ورايات الجهاد المزعومة، وسيشاركون في العمليات ضد أنظمة دول الثورات وفي مناطق الصراعات سيصبحون جاهزين قتالياً، ستجد فيهم التنظيمات الإرهابية المعادية لدول الخليج وللمملكة قوة ضاربة جاهزة للانقضاض على أوطانهم وتنفيذ مخططات أعدائها. وإن كان من المؤسف هذا الصمت الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي والدم العربي المهدر دون ابتداء من سورية والعراق وليبيا وليس انتهاء في غزة فإن من المحزن أن يرتهن بعض بني جلدتنا ذاته لقوة إقليمية لغرض ضرب وطنه، بغية تخريبٍ لن يخدم أحداً، بل يرتدّ على صاحبه محاسبةً وملاحقة قانونية ونظامية، تستخدم بعض الأيدي أدوات من حيث يدرون أو قد لا يشعرون فقط لمجرد انضواء أيديولوجي مع وهمٍ سياسي يجعله يعيش وهماً بالقوة، ثم لا يلبث أن يتكشّف له الواقع واضحاً ولكن ربما بعد فوات الأوان. نحن في زمن القوة؛ وليست العسكرية فحسب بل القوة المعرفية والمعلوماتية، وهي متوفرة لدى المملكة، وهي قادرة على التعامل مع أي تحدٍ مهما كان شكله.

مشاركة :