إثر قمة البريكس في الصين، وفي معرض إجابته على سؤال، بشأن التجربة الناجحة التي أجرتها كوريا الشمالية على قنبلة هيدروجينية، واحتمال استخدامها كرأس متفجرة للصواريخ البالستية العابرة للقارات، إضافة لردود الأفعال الدولية الصارمة بخصوص ذلك، علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا: “في ظل هذه الظروف والوضع الحالي، فإن اللجوء إلى الهستيريا العسكرية هو ضرب من العبث، إنه طريق مسدود تماما”. وقال بوتين: “نحن متأكدون من أنه توجد لدى كوريا الشمالية الصواريخ متوسطة المدى، والقنبلة النووية، ولديهم أيضا قواعد صاروخية بعيدة المدى وأنظمة نيران كثيفة لمسافة 60 كيلومترا“، وأوضح بوتين القول: “ إن استخدام تقنيات المضادة للصواريخ ضد هذه الأسلحة أمر غير مجد”. وحذر بوتين من أنه في هذه الحالة، فإن الهستيريا العسكرية السلبية “لن تثمر خيرا“، وأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى كارثة عالمية شاملة، ويتسبب بسقوط عدد هائل من الضحايا بين البشر. وأشار الرئيس الروسي إلى أنه ليس هناك طريق آخر سوى التسوية السلمية، مؤكدا أن بلاده تدين أعمال كوريا الشمالية الاستفزازية. كلام الرئيس الروسي جاء مموها بين مقالين أحدهما يغوص في عمق الآخر بين استعراض وتحذير، إذ ظهرت كلمات الإدانة على خلفية الإشادة. ويرى بوتين أن كوريا الشمالية ستتراجع عن برنامجها النووي، فقط في حال شعورها بالأمن. وقال الرئيس الروسي: “نعم إنهم (في كوريا الشمالية) سيأكلون العشب، لكنهم لن يتراجعوا عن هذا البرنامج، إذا لم يشعروا بالأمان”. وبحسب بوتين فإنه “ينبغي ألا يكون لدى أي طرف في هذه القضية بمن في ذلك كوريا الشمالية، تصور يتعلق بالتهديد بالقضاء على الآخر، بل على العكس، على جميع أطراف الصراع أن تتبع سبل التعاون”. ويرى بوتين أنه من غير المعقول أن يتم في آن معا، وضع روسيا إلى جانب كوريا الشمالية على قائمة العقوبات، ومطالبة موسكو بالانضمام إلى عقوبات جديدة ضد هذه الدولة، موضحا أن موسكو على يقين من أن “نظام العقوبات، تجاوز حدوده، وأنه غير فعال إطلاقا”. وطالما سبق لبوتين أن استخدم كلمات التهديد نفسها، حين ذكر في أكثر من مناسبة أنه على العالم ألا ينسى بأن لدى روسيا السلاح النووي، فهذا يظهر وكأنه خطاب توأم، وتبرير هادف، أكثر منه دعوة لحل أزمة.
مشاركة :