نيويورك - شنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس أمام المتحدة هجوما غير مباشر على الولايات المتحدة، محذرا من أن "الهستيريا العسكرية" في التعامل مع أزمة كوريا الشمالية ستقود إلى "كارثة". وقال لافروف في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "نحن ندين بقوة مغامرات بيونغيانغ النووية والصاروخية، لكن الهستيريا العسكرية ليست مأزقا فحسب بل كارثة". وكانت واشنطن قد لوحت بتدمير كوريا الشمالية في تصريحات جاءت على لسان كبار المسؤولين فيها بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما حثت الصين الخميس على الحوار سبيلا وحيدا لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. ودعا وزير خارجية الصين الخميس كوريا الشمالية إلى عدم مواصلة السير في "مسار خطير" في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وقال إن المفاوضات هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمة حول تطوير أسلحة بيونغيانغ. وأضاف الوزير وانغ يي أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة "يجب ألا تكون هناك أسلحة نووية جديدة في شبه الجزيرة الكورية سواء شمال الحدود أو جنوبها". وتأتي الانتقادات الروسية فيما مهّد ترامب الخميس الطريق أمام فرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تقوم بأعمال مع كوريا الشمالية، في خطوة أولى يمكن أن تقود لمعاقبة شركات صينية ومن جنسيات أخرى. ووقّع الرئيس الأميركي أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على "أفراد وشركات تموّل وتسهّل التجارة مع كوريا الشمالية"، في تشديد للخناق الاقتصادي المفروض على بيونغيانغ. وسيجبر هذا الاجراء الشركات التي تقوم بأعمال مع كوريا الشمالية وفي طليعتها الشركات الصينية والروسية على الاختيار بين وقف في هذه الأعمال أو التعرض لعقوبات أميركية. ولدى توقعيه الأمر التنفيذي أعلن ترامب أن المصرف المركزي الصيني أمر مصارف البلاد بوقف تعاملاتها مع كوريا الشمالية، مرحّبا بهذه الخطوة التي اعتبرها "شجاعة للغاية" و"غير متوقعة". وقرار المركزي الصيني الذي لم تؤكده بكين في الحال من شأنه أن يحرم بيونغيانغ من مصدر أساسي من العملات الأجنبية. وقال ترامب لدى توقيعه الأمر التنفيذي إن "أمرنا التنفيذي سيقطع مصادر عائدات تموّل جهود كوريا الشمالية لتطوير الأسلحة الأكثر فتكا التي عرفتها البشرية". وسبق لواشنطن أن استخدمت سلاح العقوبات هذا ضد ايران ما أجبر شركات أجنبية كثيرة على قطع صلاتها بهذا البلد خوفا من أن تجد نفسها خارج النظام المالي الأميركي. وكانت الولايات المتحدة حتى اليوم تتحاشى اللجوء لهذا السلاح ضد كوريا الشمالية ولكن إدارة ترامب قالت مرارا إنها لن تتساهل مع استمرار استفزازات بيونغيانغ. وتشكّل الصادرات الكورية الشمالية التي بلغت قيمتها في العام 2016 حوالى 3 مليارات دولار، مصدر دخل حيوي للنظام الشيوعي، بحسب مركز ايست-ويست. وكان ترامب وجه الثلاثاء في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تحذيرا قويا لبيونغيانغ، بعد تجربتها النووية السادسة والأقوى لها، وردها على عقوبات جديدة بإطلاق صاروخ بالستي فوق اليابان، هو الأبعد مدى على الإطلاق. وتوعد ترامب كوريا الشمالية بـ"تدميرها بالكامل" واصفا نظامها بأنه "فاسد وشرير"، مؤكدا أن زعيمها كيم جونغ-اون "انطلق في مهمة انتحارية له ولنظامه". وأضاف أن الولايات المتحدة "اذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل".
مشاركة :